بالصور .. 10 أسئلة سألها النيجيريون لشيخ الأزهر في أبوجا؟
بين شغف لقائه والرغبة في محاورته، توافدت وسائل الإعلام النيجيرية لحضور المؤتمر الصحفي لشيخ الأزهر الشريف بأبوجا
بين شغف لقائه والرغبة في محاورته، توافدت وسائل الإعلام النيجيرية لحضور المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، في العاصمة النيجيرية أبوجا اليوم الثلاثاء.
المكان الذي اكتظ بكبار الصحفيين والإعلاميين، كان أشبه بمناظرة علمية، يطرح فيها النيجيريون استفسارتهم ومخاوفهم من الفكر المتطرف، ويرد شيخ الأزهر عليهم ليطمأنهم تارة، ويزيل عنهم علامات الاستفهام بشأن عدة أمور تتعلق باختياره لنيجيريا كأول قبلة له.
وفيما يلي أبرز ١٠ شواغل للنيجييرين في لقاء شيخ الأزهر والذي استمر قرابة ساعة.
- ما هو هدف زيارتكم إلى نيجيريا؟
شيخ الأزهر: هذه الزيارة تأتي استجابة لدعوة السيد الرئيس محمد بخاري للأزهر ممثلًا في فريقه وفريق من العلماء لزيارة هذا البلد الكريم، والغرض منها بيان وكشف حقيقة الإسلام وإنه دين سلام للإنسانية وللعالم أجمع، وتفنيد كل المحاولات التي تحاول أن تشوه هذا الدين الحنيف بين المسلمين والغير مسلمين في الشرق والغرب.
رحلتنا تأتي تمامًا في هذا الإطار ولا تخرج عنه قيد شعرة، الأزهر مر عليه الآن أكثر من ألف سنة وهو يهتم بقضية نشر الإسلام، كما أمر الله تعالى، وكما بلغه لنبيه محمد دين رحمة وسلام، وليس لهذه الزيارة أي أهداف أو أغراض تخرج عن إطار توضيح الإسلام للعالم، لسنا سياسيين والأزهر لا يعرف السياسة ولا يتعامل معها منذ أكثر من ١٠٠ عام.
- الأزهر ليس مؤسسة سياسية وإنما هو مؤسسة أكاديمية هل توضحون العلاقة الأكاديمية بين الأزهر وبلدنا نيجيريا؟
نحن مؤسسة أكاديمية ومرتبطة بكل العالم الإسلامي، يدرس في الأزهر في مرحلة تعليم قبل الجامعي حوالي ٢ مليون طالب وطالبة، وفي التعليم الجامعي والدراسات العليا يدرس نصف مليون طالب وطالبة، منهم حوالي ٤٠ ألف طالب وطالبة وافدين من ١٠٦ دولة، نيجيريا تأتي في المرتبة الثالثة من حيث كثرة الطلاب الوافدين بعد إندونيسيا وماليزيا.
- الطائفة المسماه بوكو حرام الإرهابية تدعي أنها تعمل باسم الإسلام، ما الرسالة التي توجهونها إليها؟
علَّمنا أبناءنا في الأزهر بأن القرآن الكريم رسم الدعوة إلى الله في أية محكمة وهي (ادعوا إلى سبيل ربك والحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)
ولم يأمرنا سبحانه بأن ندعو إليه بحمل السلاح، ومن هنا كل من يرفع السلاح في وجه الناس ليدعوهم إلى الله لا يمثل الإسلام في حقيقية الأمر، أتمنى هؤلاء الذين يحملون السلاح أن يتوبوا إلى الله وأن يتداركوا أمرهم، وأن يعلموا أن الدنيا قصيرة وأنه لن ينفعهم من الدنيا ما قد يحتجون به من أننا قرائنا أو فهمنا؛ لأن القرآن أمرنا بلزوم الجماعة، وأن من شذ عن أمة المسلمين شذ في النار، نتمنى أن يراجع هؤلاء أنفسهم ليس هنا في فقط نيجيريا حتى في بلادنا وفي العالم العربي وفي العالم الإسلامي بشكل عام، ويعلموا أن الله حرم الدماء وأن الإسلام الذي ندين به جميعًا يفرض بتشديد العقوبة في الدنيا والآخرة على قاتل الناس وسفاك الدماء، وأن الله لن يتسامح مع من يقتل عباده ويسفك دماهم زورًا وبهتانًا، وما نتعلمه في الأزهر ونعلمه حتى الآن أن المسلم لا يجوز أن يقتل وأن يقاتل الآخر إلا إذا كان دفاعًا عن نفسه، وأنه حتى الحدود التي تباح فيها أن تقتل الناس فيها بحق ليست في إيد جماعة أو شباب ولكن أمرها يوكل لولي الأمر وللقضاء.
- الإسلام يدعو للسلام ونبذ العنف وهذه الجماعات المسلحة تدعو للإسلام وتستعمل العنف، ماذا جرى وما سبب هذا الخلل؟
الأزهر ليست جهة سياسية وربما الأقدر على الإجابة الإعلاميون والسياسيون لكن بشكل عام الإسلام لم يرفع السلاح في وجوه الناس لكي يدخلهم في الدين عنوة، السلاح كان يرفع في وجه من يعتدي إما بشكل مباشر أو استباقي لكي يقطعوا الطريق على اعدائهم، أتساءل عما يحدث لنا وأتامل هذه الحركات المسلحة ٩٩٪ من قتلاهم مسلمين.
- كيف يقوم الأزهر بدوره في نشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش المشترك؟
نقوم بذلك من خلال عدة آليات منها المرصد العالمي للأزهر، وهو يعمل بأكثر من ٨ لغات ويرصد ما يقال عن الإسلام سلبًا أو إيجابًا، نترجمه للعربية ثم يتولى العلماء بحث هذه المقالات ثم يردون ويبينون حقيقة الأمر فيها ثم تبث، ولدينا مركز إعلامي يتعامل مع الأحداث الإعلامية ساعة بساعة، لدينا جهاز الوعظ أو الدعاة وهم ينتشرون في مصر ونبعث بهم للخارج ويتولون بعد التركيز على بيان أن الإسلام دين السلام، لدينا مركز كبير للحوار بين أتباع الديانات والحضارات يهتم ويكاد يتخصص في العلاقات الدينية العالمية، ولدينا مركز حكماء المسلمين ومفتي نيجيريا أحد الأعضاء ويرسل الأزهر مع مجلس الحكماء قوافل سلام للعالم وكانت أخر قافلة في نيجيريا إبريل الماضي.
كما لدينا على مستوى الداخل في مصر ما يسمى ببيت العائلة المصرية وهو بيت للمسلمين وللمسيحين معًا، ويرأس هذا المجلس مناصفة بين شيخ الأزهر وبابا كنيسة المرقسية.
- هل هناك بين علاقة بين الأزهر والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في نيجيريا؟
حتى الآن التعاون أكاديمي ونأمل منذ هذه الزيارة أن يكون التعاون دعوي في هذا الشأن.
- الإسلام لا يدعو إلى العنف، ما رأي الأزهر فيمن يدعون إلى العنف، فما رأيكم في القرار الذي يجب أن يتخذ ضدهم؟
القرار الوحيد هؤلاء لا يعبرون عن الإسلام والمسلمين هم في واد والإسلام في واد آخر.
- ذكرتكم أن الأزهر يرسل بالمبعوثيين لسائر الدول ومنها نيجيريا فما هو تقييمكم لأداء هؤلاء المبعوثين حتى الآن؟
تأتينا عادة التقارير ونطالب السفراء في إفريقيا وغيرها أن يعدوا تقارير دورية بشأن المدرسين والوعاظ، لا أزعم أن الوضع ١٠٠٪ لا يزال هناك الكثير مما يجب أن نفعله ونوجه أبناءنا بشآنه، والتقارير مرضية إلى حد كبير.
وندرس أن يكون من بين هؤلاء من تخرجوا من الأزهر من هذا البلد أو أي من البلدان كي يعملوا على ذلك، فهم أكثر تاثيرًا في القريب.
- هذا العبء ثقيل جدًا ولكن من أين يأتي هذا التمويل للقيام بهذه البرامج؟
مصر هي التي تمول هذه البرامج منذ قديم الأزل وحتى الآن، الأزهر لا يتلقى أي تبرعات وإنما منذ قرن من الزمان الأزهر بميزانية مصرية خالصة يتولى أعباء تعليم أبناء المسلمين من مختلف أنحاء العالم، وكل المنح التي تقدم من ميزانية مصرية بحتة، والطلاب المسلمون يدرسون مجانًا في الأزهر حتى لو جاؤوا من بلاد شديدة الثراء.
- ما هي رسالتكم للحكومة النيجيرية وما هي رسالتكم لبقية الحكومات الإفريقية؟
رسالتي هي السلام وإذا سمح لي بأكثر من ذلك الإطار سيكون التأكيد على الاتحاد والوحدة الإفريقية، أتحدث كإفريقي نستحق أكثر مما نحن عليه، نحتاج إلى التوحد والوحدة في الإطار العام والهدف والمصلحة المشتركة التي تحقق الأمن والأمان والسلام والنماء والرخاء.