صيادو غزة .. تضاعف الانتهاكات 10 مرات في فترة التسهيلات
بعد أن نجونا بأعجوبة من الرصاص والقذائف، أجبرونا على خلع ملابسنا واعتقلونا وسط إهانات شديدة.. هكذا تحدث الصياد خالد بكر.
بعد أن نجونا بأعجوبة من الرصاص والقذائف، أجبرونا على خلع ملابسنا واعتقلونا وسط إهانات شديدة.. هكذا تحدث الصياد خالد بكر (44 عامًا) وهو يروي تفاصيل اعتقاله من قوات الاحتلال الإسرائيلي مع 9 صيادين آخرين، بينهم اثنان من أشقائه قبل الإفراج عنهم وإبقاء أحد شقيقيه مع صياد آخر رهن الاعتقال.
ثلاث ساعات كاملة أمضاها بكر قيد الاعتقال مساء الأحد الماضي، قبل أن يخلى سبيله ليعود إلى منزله في مخيم الشاطئ غرب غزة، بانتظار رحلة مخاطرة جديدة في بحر غزة من أجل لقمة العيش، بينما ينتابه القلق على شقيقه الأكبر خميس (51 عامًا) الذي لا يزال رهن الاعتقال مع الصياد حسن ماضي.
هكذا اعتقلونا
وقال بكر لبوابة "العين" الإخبارية: "كنا نبحر على مسافة نحو 3 أميال بحرية داخل مياه بحر شمال غزة، عندما فتحت الزوارق الحربية لقوات الاحتلال التي كانت تتمركز في عرض البحر نيران أسلحتها الرشاشة بكثافة شديدة، وأطلقت عشرات القذائف تجاه قواربنا".
وأضاف أن "زورقين حربيين إسرائيليين حاصرا قاربنا مع قاربين صغيرين ومن ثم أجبرونا على خلع ملابسنا والقفز في البحر تجاه زورقهم"، لافتا إلى أنهم خضعوا للتحقيق قبل أن يطلق سراحهم ليلا، فيما بقي شقيقه وصياد آخر رهن الاعتقال.
وأكد أن استهدافهم جاء ضمن نطاق الصيد المسموح به حيث كانوا على بعد 3 أميال بحرية في حين أن مسافة الصيد تصل إلى 6 أميال، مؤكدا أن اعتداءات الاحتلال تصاعدت منذ الإعلان عن التسهيلات وتوسيع مساحة الصيد في شهر أبريل الماضي.
لقمة عيش محفوفة بالخوف
الانتهاكات تصاعدت بشكل خطير.. وباتت لقمة العيش مغمسة بالخوف والمخاطرة .. هكذا قال نقيب الصيادين في غزة نزار عياش لبوابة "العين"، لافتا إلى أن آخر الانتهاكات كانت صبيحة هذا اليوم (الثلاثاء) عندما فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين، ومن ثم حاصرت زورق حربي تعود ملكيته للمواطن محمد رمضان زايد (61 عاما)، من سكان حي السلاطين ببلدة بيت لاهيا.
أضاف عياش لبوابة "العين" أن بحرية الاحتلال اعتقلت نجليه الصيادين سامح 29 عاما، وإبراهيم 22 عاما، بينما كانا علي مسافة 300 متر داخل المياه، وحوالي كيلو متر واحد عن الحدود الشمالية المائية، كما تم مصادرة القارب الذي كانوا علي متنه، وتم اقتيادهم لمكان مجهول.
كانت قوات الاحتلال أعلنت في 3 أبريل الماضي توسيع مساحة الصيد في قطاع غزة، لمسافة 9 أميال قبالة جنوب قطاع غزة، بيد أنه منذ هذه الفترة شهدت الانتهاكات ضد الصيادين زيادة لافتة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
انتهاكات متزايدة
وأكد ياسر عبد الغفور، نائب مدير وحدة البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن الاحتلال اعتقل منذ توسيع مساحة الصيد مطلع أبريل 36 صيادا أفرج عن بعضهم في وقت لاحق، فيما بقي عدد منهم رهن الاعتقال حتى الآن.
وذكر عبد الغفور لبوابة "العين" أن قوات الاحتلال صادرت خلال هذه المدة (45 يوما) (11) قاربا، وأغرقت قاربا آخر وأتلفت معدات وشباك صيد، فيما شهدت الفترة نفسها من العام 2015، اعتقال صيادين اثنين فقط، والاستيلاء على قارب صيد واحد، وتخريب عدد (3) معدات وأدوات صيد.
وأشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية تنوعت ما بين إطلاق نار واعتقال ومصادرة معدات وقوارب، ومنع دخول محركات جديدة للمراكب، ومنع دخول مادة الألياف الزجاجية (الفيبرجلاس) والخاصة بصناعة القوارب، مؤكدًا أن الانتهاكات تضاعفت أكثر من عشر مرات عن الفترة نفسها من العام الماضي.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xNDQg جزيرة ام اند امز