أول أستاذة هندسة نووية بالأردن: لا نجاح بدون زوج داعم
الأكاديمية الأولى والوحيدة في الأردن التي تخصصت بمجال الهندسة النووية تروى قصة نجاحها.
"منذ الطفولة، كان والدي يخبرني أنا وإخوتي بأهمية أن نكون متميزين، وأن نحرص على التعليم، فهو الوسيلة الأساسية لطريق النجاح، ومن هنا بدأت التخطيط لمستقبلي، وتعلمت ألا اكتفي فقط بدراسة بكالوريوس الهندسة الكيميائية، بل تطور عملي وامتد للمجال الأكاديمي، حيث كان حلمي منذ الصغر أن أصبح أكاديمية، وأن أقوم بالتدريس لطلبة الجامعة".
هكذا بدأت الدكتورة غدير ملكاوي، حوارها مع "بوابة العين" الإخبارية لتروي قصة نجاح أستاذة الهندسة النووية الأولى والوحيدة بالأردن.
تقول ملكاوي: "بعد أن أنهيت دارسة البكالوريوس في عام 2007 من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وكنت الأولى على دفعتي، كرمتني الجامعة بتوفير بعثة لدراسة الماجستير والدكتوراه لتخصص الهندسة النووية لجامعة ""Purdue الأمريكية، وبحمد الله أيضاً درس زوجي معي بنفس التخصص، وفي بداية الدراسة، كان لدينا طفل ورزقنا بطفلين، وكان ذلك من أكبر التحديات التي واجهناها.
وتؤكد ملكاوي أن قصة نجاحها والإنجازات التي حققتها كانت نتيجة للدعم المستمر الذي قدم لها من قبل الأهل وأيضاً الزوج الذي رافقها خطوة بخطوة، قائلة: "لا أنكر مساعدة الآخرين لي، وأحمد الله عز وجل دوماً على وجود أشخاص حولي يحملون في طيّات قلبهم المحبة لي، فالجميع يفتخر بي، فأنا الأكاديمية الأولى والوحيدة في الأردن التي تخصصت بهذا المجال، وأيضاً أحاضر طلبتي في قسم الهندسة النووية، وقسم الهندسة الكيميائية في الجامعة".
وتتابع: "يتعجب الناس عندما يعرفون أنني متخصصة في الهندسة النووية، فهو تخصص ليس بالسهولة دراسته، كما ترتبط كلمة نووي بالسلاح النووي والحروب، ولعدم وجود توعية بهذا المجال فالصورة مازالت غير مكتملة، المجال النووي واسع ويتم الاستفادة به في أمور كثيرة".
وتشرح ملكاوي المزيد عن المجال النووي قائلة: الدول المتقدمة تحاول أن تعزز بشكل دائم البرامج النووية، وتقوم بدراسات عميقة ومستمرة، بحثاً عن التطوير.
وفي الأردن، هنالك اهتمام واضح بالمجال النووي في الأغراض السلمية، كإنتاج الطاقة، حيث إن استغلال المجال النووي لهذا الغرض من شأنه أن يوفر ثلث الطاقة الكهربائية، وأيضاً في مجالات كثيرة مثل المجال الزراعي والطبي وغيره".
وتضيف قائلة لـ"العين": "الآن تغير الوضع بالنسبة لدراسة الهندسة النووية، ويوجد الكثير من الطالبات بهذا التخصص، وأخريات تم ابتعاثهن لاستكمال مسارهن التعليمي في روسيا وكوريا، التطور في هذا الدراسة آخذ بالتعمق، ويوجد في الأردن المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب، وقد تم بناؤه في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا كمركز للبحث العلمي والتعليم والتدريب على تقنيات المفاعلات النووية، وإنتاج النظائر المشعة، ويعد المفاعل الوحيد من نوعه في المشرق العربي ويستفيد الطلبة منه في إجراء بحوثهم وتجاربهم، وأن يطبقوا ما يتم دراسته نظريا حتى يكون لديهم معرفة بالواقع العملي الفعلي وإن كان بشكل مبدئي، أشعر بالسعادة والفخر بما وصلنا إليه في الأردن من الناحية الأكاديمية".
وتعتبر ملكاوي رئيسة فريق المجال النووي وهو تجمع للمهندسات والأكاديميات المهتمات في هذا التخصص، ومن خلاله سيتم توعية الناس وسيفعّل دور المرأة في المجال النووي، تقول: "لديّ أفكار كثيرة، ولا أستطيع التوقف في البحث والدراسة الدائمة، وفي المستقبل القريب سأحدد مجموعة من الأبحاث للعمل عليها، أطور عملي في دراسة تأثير الإشعاعات في بيئة المفاعل على المواد المستخدمة في المفاعلات النووية".
وقدمت نصيحة لكل امرأة بأن "تبحث عن طريق نجاحها، وألا تتوقف عند مرحلة معينة، وألا تكتفي بدراسة البكالوريوس والانشغال بالحياة الاجتماعية، فالعلم الذي ستتطور به سينعكس على كل حياتها، لتستطيع أن تقدم لأطفالها وعائلتها القيم الفضلى والحياة المتوازنة، طريق النجاح والتميز صعب إلا أنه يستحق هذا التعب، لقد مررت بأيام صعبة أثناء الدراسة بجانب التزامي مع أطفالي وزوجي ووجودنا في الغربة، إلا أن الله منحني طاقة لكي أحقق حلمي".
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIxNiA= جزيرة ام اند امز