6 بصمات يتركها إخوتك في حياتك.. بينها الاكتئاب
سواء كانت العلاقة بينك وبين إخوتك قائمة على التفاهم والود، أو الجدال والصراع، فلا شك أن لهم أثرًا كبيرًا على حياتك وتكوين شخصيتك، كيف؟
سواء كنتم تنعمون بقدرٍ كبيرٍ من التفاهم مع إخوتك أو أخواتك، أو لا تستطيعون البقاء في غرفة واحدة دون جدالٍ، فلا شك أنكم تقضون وقتًا كبيرًا مع بعضكم البعض، وتتبادلون خبرات الحياة وتتركون أثرًا في حياتكم. فالأصدقاء يأتون ويذهبون، لكن الإخوة أو الأخوات يلازمون الشخص لفترات طويلة، حتى إن دراسة علمية أكدت أن الأطفال ببلوغهم سن الـ11، يكونون قد قضوا ما يقرب من ثلث أعمارهم مع إخوانهم وأخواتهم.
وفي هذا الإطار، رصدت مجلة "تايم" الأمريكية 6 بصمات قد يتركها الإخوة أو الأخوات في حياتك:
1- يمكن أن يؤثروا على وزنك:
تشير الأبحاث العلمية إلى أن الأشقاء يمكن أن يلعبوا دورًا مهمًا في مسألة انتشار السمنة بين أفراد العائلة، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بمحيط الخصر. ففي دراسة أجريت عام 2014، اكتشف باحثون من كلية سانفورد للسياسة العامة بجامعة ديوك الأمريكية، أن فرص معاناة الطفل من السمنة المفرطة تزداد بمعدل 5 أضعاف في حال كان أخوه (أو أخته) الأكبر سنًا سمينًا أيضًا، بغض النظر عما إذا كان الآباء يعانون بالأساس من السمنة المفرطة.
ويرى الباحثون في هذه الدراسة أن ذلك يرجع جزئيًا إلى حقيقة أن الأشقاء الأصغر سنًا يميلون إلى اتباع نفس نموذج النظام الغذائي ونمط الحياة الخاص بإخوانهم الأكبر سنًا.
وللفجوة العمرية تأثير أيضًا. ففي دراسة حديثة نشرت في مجلة "طب الأطفال" الأمريكية، وجد باحثون أن الأطفال الذين يرزقون بأخ (أو أخت) أصغر منهم قبل أن يصلوا إلى الصف الأول من التعليم، هم "أقل احتمالًا" للتعرض للسمنة في وقت لاحق. وتعتقد المشرفة على الدراسة الأستاذة في طب الأطفال بجامعة ميشيجان، جولي لومينج، أن ذلك يرجع إلى أن الأطفال الذين لديهم أشقاء أصغر سنًا يكونون أكثر نشاطًا من الناحية البدنية، مما يمنحهم قدرًا أكبر من اللياقة.
2- يتركون أثرهم في تكوين شخصيتك:
هناك أدلة علمية على أن الإخوة والأخوات يتركون بصماتهم على شخصيات بعضهم البعض، وكتب العديد من الباحثين عن ظاهرة تحدث عادة للأشقاء ذوي العمر المتقارب، وهي أنهم يسعون، بوعي أو بدون وعي منهم، لخلق هويات وشخصيات منفصلة لأنفسهم.
وأشارت دراسة بحثية نُشرت في مجلة "التنمية الاجتماعية"، عام 2007، إلى أن الأشقاء يسعون إلى تطوير سمات مميزة لأنفسهم عن غيرهم، ويعمدون إلى المشاركة في أنشطة وإتباع سلوكيات مختلفة عن إخوتهم، بهدف خلق هوياتهم الفريدة والمميزة داخل الأسرة. فعلى سبيل المثال، إذا كان أخوك هادئًا وخجولًا، فربما تبذل جهدًا أكبر لتكون أكثر ودًا واندماجًا مع الآخرين.
وأشارت دراسة أخرى إلى أن سعي الأشقاء للاختلاف والتميز يتأثر بتكوين الأسرة، فهذه الظاهرة أكثر شيوعًا في الأسر التي لديها طفلان، أما في الأسر المكونة من 3 أطفال أو أكثر، فمن المرجح أن يحدث ذلك بين الأشقاء من نفس النوع، أي الأخوان مع بعضهما البعض، أو الأختان، وليس الأخ والأخت.
3. هم أول مُعلّم لك:
يساعد الأشقاء بعضهم البعض في تعلم كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة، ويقول جوناثان كاسبي في كتابه "تنمية الأشقاء" أن الإخوة والأخوات يوفرون لبعضهم خبرات يومية لفهم عقول الآخرين. ووجد باحثون رابطًا قويًا بين وجود الأخ أو الأخت وقدرة أخيهم على الاتصال مع أقرانه في المدرسة، كما وجدوا أن وجود شقيق من الجنس الآخر (أي أخ مع أخت) يساعد على الإمداد بخبرات للتمتع بحياة عاطفية أفضل.
وفي الوقت نفسه، قد يساعد وجود شقيق أو شقيقة حنونة على تنمية القدرات الذهنية. فبعدما راقبت دراسة بحثية، عام 2014، 385 طفلاً في مرحلة ما قبل المدرسة، وُجد أن الأطفال الذين نشئوا في أسر أكبر حجمًا حققوا درجات أقل فيما يخص اختبارات حصيلة المفردات، وقد يرجع ذلك إلى ضيق الوقت المتاح أمام الوالدين لتعليم كل طفل على حدة، لكن الدراسة أفادت بأن هذه الفجوة لم تظهر لدى الأطفال الذين يتمتعون بوجود أشقاء أكبر سنًا يتمتعون بالحنان والرغبة في رعاية إخوانهم.
4. قد ينقذون زواجك:
صدق أو لا تصدق.. كونك فردًا ضمن عائلة كبيرة قد يجعلك أقل احتمالًا للتعرض لتجربة الطلاق. هذا ما أظهرته نتائج دراسة أجرتها جامعة أوهايو عام 2013، بعد جمع بيانات من 57 ألف أمريكي على مدى 40 عامًا.
وأوضحت نتائج الدراسة أنه مع كل أخ أو أخت في حياة الإنسان، تقل فرص الطلاق بنسبة 2%، مما يعني أن الشخص الذي له 5 أشقاء، تقل فرص تعرضه للطلاق بنسبة 10%. وتقول الباحثة المشاركة في إجراء الدراسة، دونا بوبيت، إن "وجود المزيد من الأشقاء يعني مزيدًا من الخبرة في التعامل مع الآخرين، ومن ثم تقديم مساعدة إضافية في التعامل في المواقف الخاصة بالعلاقات الزوجية.
5. يمكن أن يزيدوا من فرص تعرضك للاكتئاب:
في حين أنه من الطبيعي أن يتشاحن الأشقاء في بعض الأحيان، فإن الأمر الذين يتنازعون بشأنه قد يترك آثارًا صحية كبيرة عليهم. ففي عام 2012، اكتشف باحثون بجامعة ميسوري أن الأشقاء الذين يتشاجرون عادة حول قضايا المساواة والإنصاف، يتعرضون لمستويات أعلى من الاكتئاب لاحقًا، في حين أن الأشقاء الذين يختلفون على سمات الشخصية، يكونون أكثر عرضة لمخاطر الشعور بالقلق أو تدني احترام الذات.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسة ركزت على المراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا، فإن أبحاثًا أخرى وجدت أن العلاقة الأخوية المضطربة قد يكون لها انعكاسات على مرحلة البلوغ.
وأثبتت دراسة حديثة أن صراع الإخوة (أو الأخوات) خلال مرحلة الطفولة يزيد فرص المعاناة من الاكتئاب الشديد واللجوء لعقاقير لتحسين الحالة المزاجية عند الوصول إلى الخمسينيات من العمر، وأوضح الباحثون أن الأمر لا علاقة له بوجود تاريخ عائلي من الاكتئاب.
6. قد يمنحونك السعادة أيضًا:
لا شك أن وجود علاقة ودية خالية من الصراعات مع الإخوة هو أمر جيد جدًا، فكثيرًا ما ترتبط الصلات الأخوية القوية بمستويات أقل من الشعور بالوحدة والاكتئاب، ومستويات أعلى من الثقة بالنفس.
وفي كتابه "تنمية الأشقاء"، ناقش كاسبي نظم الدعم التي يقدمها الإخوة والتي تتشكل أثناء الطفولة، بقوله: "حتى في مرحلة الطفولة، يلجأ الأشخاص لإخوانهم الأكبر سنًا الذين يثقون بهم بحثًا عن الراحة والاسترخاء أثناء أوقات التوتر، وعندما يكبرون، يتحول هذا الدعم إلى مفتاح للمساعدة على التعامل مع أحداث الحياة الصعبة، مثل مرض أو وفاة أحد الوالدين.
وأثبتت دراسة سويدية أجريت على مبحوثين في مرحلة الثمانينيات من أعمارهم، وجود ارتباط قوي بين العلاقة الوطيدة والسعيدة بين المبحوثين وأشقائهم، وبين إحساسهم بالرضا العام عن حياتهم.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز