خبراء لـ"العين":مبادرة "السيسي" أعادت البوصلة باتجاه القضية الفلسطينية
المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري أمس بشأن استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ألقت حجرًا في مياه القضية الراكدة
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس في كلمة وجهها للفلسطينيين والإسرائيليين على ضرورة حل القضية الفلسطينية، مطالبًا بتوحيد الفصائل المختلفة مع بعضها البعض، وتحقيق مصالحة حقيقية، مشيرًا إلى أن مصر مستعدة للمساعدة في تقديم هذا الدور.
وألقت هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري حجرًا في مياه القضية الراكدة، وقال الدكتور حسن علي حسن، المترجم الإعلامي السابق للغة العبرية بمؤسسة الرئاسة المصرية، إن المختلف في المبادرة التي طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي عن المبادرة الفرنسية يتلخص في المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، حيث إنه لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات ناجحة إلا من خلال مصالحة حقيقية.
وأضاف حسن في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن دعوة الرئيس السيسي للمبادرة جاءت من خلال ممثل عربي على صلة بين جميع الأطراف، وهذا ما يوفر دور الوسيط حال وجود أي إشكالية بينهم أثناء التفاوض، مؤكدًا أن المبادرة المصرية تثبت أن القضية الفلسطينية "محورية" للقيادة المصرية.
وقال ياسر أبو سيدو، مسئول العلاقات الخارجية بحركة فتح إقليم مصر، إن الحركة ترحب بأي حل من شأنه إرساء السلام العادل في المنطقة، ولكن إسرائيل لا ترضى إلا بحلول السلام الإسرائيلي فقط، وهذا ما وضح جليا في اتفاقية أوسلو التي لم تلتزم بها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ توقيعها.
وأضاف أبو سيدو في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية أن حركة فتح تؤيد المبادرة المصرية، ولكن على إسرائيل ألا تفرغها من محتوياتها، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي لن يتيح الفرصة لبنيامين نتنياهو أن يقدم على مثل هذه الخطوة.
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة والقيادي بحركة فتح الفلسطينية، إن هذه المواقف ليست جديدة على مصر، لاسيما وأن هناك رؤية لمبادرة شاملة طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي ورسائل وجهها للمجتمع الإسرائيلي الذي يزداد تطرفًا.
وأضاف الرقب في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية أن ردود الفعل الإيجابية من قبل الاحتلال الناتجة عن خطاب الرئيس السيسي أحدثت احتراق لحالة الصمت بعد تخلي الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعتبر الراعي الأساسي لعملية السلام عن المبادرة الفرنسية عقب التحجج بانشغال وزير خارجيتها جون كيري ببعض القضايا خلال فترة المؤتمر الدولي.
وأوضح الرقب أن مبادرة الرئيس السيسي أعادت مصر لمكانتها الطبيعية بشأن القضية الفلسطينية وأغلقت الباب أمام من يريد لها الخراب، متمنيًا أن تُترجم المبادرة إلى إستراتيجية واضحة.
وتابع القيادي الفتحاوي "منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم في مصر وهو يركز على إيجاد حلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينية، وهذا ما أكد عليه من قبل في أكثر من مناسبة، ونتمنى أن يتم استكمال المبادرة نحو خطوات تجعلها رسمية يتبناها جميع العرب والدعوة لعقد قمة استثنائية بجامعة الدول العربية".
واختتم الرقب حديثه بالقول: "الرئيس السيسي لا يقل ما قام به الرئيس الراحل أنور السادات؛ لأنه أعاد البوصلة باتجاه القضية الفلسطينية، ولم يكتف بذلك بل وجه كلمات مباشرة للمجتمع الإسرائيلي".
aXA6IDMuMTQ3Ljc1LjQ2IA== جزيرة ام اند امز