قائد قوات الدعم السريع بالسودان يرفض المشاركة في المجلس العسكري
قائد قوات الدعم السريع أكد على أن قواته سوف تظل منحازة لخيارات الشعب السوداني بكافة أطيافه
أعلن قائد قوات الدعم السريع بالسودان، محمد حمدان حميدتي، الجمعة، رفضه المشاركة في المجلس العسكري الذي أعلن عنه الجيش أمس لإدارة شؤون البلاد بعد عزل رئيس البلاد عمر البشير.
وقال حميدتي، في بيان، إن البلاد تمر بمرحلة دقيقة تاريخية وصعبه تحتاج منا لعمل مشترك تحت مظلة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى كجهة قومية.
وأكد على أن "قوات الدعم السريع سوف تظل منحازة لخيارات الشعب السوداني بكافة أطيافه".
وتابع "اعتذرت عن عدم المشاركة في المجلس العسكري، وسوف نظل جزءآ من القوات المسلحة ونعمل لوحدة البلاد واحترام حقوق الانسان وحماية الشعب السوداني".
وتشكلت قوات الدعم السريع في 2011 كقوة مقاتلة لمحاربة المتمردين في دارفور (غرب)، ثم لحماية الحدود لاحقاً، وحفظ النظام في البلاد، وكانت تتبع جهاز المخابرات قبل أن تنتقل تبعيتها إلى الجيش في يناير/كانون ثان 2017.
ويواصل سودانيون، الجمعة، اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر القيادة العامة للجيش، وسط الخرطوم، لليوم السادس على التوالي رغم عزل رئيس البلاد عمر البشير، مطالبين بتنحي كافة تنظيم "الحركة الإسلامية" السياسية وتسليم السلطة لقيادة مدنية.
وتحدى المحتجون ليل الخميس "حظراً للتجوال" فرضته اللجنة الأمنية العليا برئاسة وزير الدفاع عوض بن عوف، ضمن قرارات قضت بعزل الرئيس عمر البشير، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد لفترة عامين.
ونقل شهود عيان لـ"العين الإخبارية" أن المحتجين واصلوا البارحة اعتصامهم أمام القيادة العامة للجيش، رغم دخول زمن سريان "حظر التجوال" المحدد من الساعة العاشرة مساء (20.00 ت.غ) إلى الرابعة صباحاً (2.00 ت.غ).
وبدا المعتصمون أكثر إصراراً من أي وقت مضى في مواصلة حراكهم السلمي، وعدم مغادرة مقر القيادة العامة للجيش قبل تنحي آخر عنصر من نظام الحركة الإسلامية السياسية الحاكمة، وفق الشهود.
وأمس الخميس، توافد مئات الآلاف إلى ساحة الاعتصام بالقيادة العامة للاحتفال عقب سماعهم تنويها عن بيان سيصدر من القوات المسلحة، وسط أنباء بالإطاحة بالنظام الحاكم، ولكن سرعان ما تبددت سعادتهم عقب البيان الذي أذاعه وزير الدفاع، والذي اعتبروه أنه "أبقى على الوجوه ذاتها التابعة للتنظيم الإخواني" حسب تعبيرهم.
وأعلن وزير الدفاع الفريق عوض بن عوف، بصفته رئيساً للجنة الأمنية العليا، عزل الرئيس عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لمدة سنتين.
وقال، في بيان تلاه عبر تلفزيون السودان، إن اللجنة الأمنية العليا برئاسته قررت تغيير كل النظام، وإقامة فترة انتقالية لمدة عامين يحكم خلالها المجلس العسكري.
وفي وقت لاحق، أعلن بن عوف نفسه رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي، وأرجأ إعلان أسماء أعضاء المجلس لمزيد من التشاور، وفق بيان لوزارة الدفاع.
وسارع تجمع المهنيين السودانيين -الذي يقود الاحتجاجات منذ 19 ديسمبر/كانون أول الماضي، وحلفاؤه في "إعلان الحرية والتغيير"- برفض الخطوات التي قام بها الجنرال بن عوف، والتي اعتبروها "التفافاً على ثورتهم، ومحاولة لإعادة إنتاج النظام الإخواني من جديد".
وشهدت ساحة الاعتصام البارحة مخاطبات سياسية بمكبرات الصوت تحض على ضرورة التماسك والثبات والبقاء إلى حين سقوط نظام الحركة الإسلامية، وانتقال السلطة للشعب لإقامة البديل الديمقراطي المدني، بجانب ترديد أغانٍ وطنية وأناشيد حماسية تستلهم ذكريات نضال السودانيين ضد الأنظمة الدكتاتورية القمعية.
aXA6IDMuMjMuMTAxLjYwIA==
جزيرة ام اند امز