الجبير: السعودية لا تريد حربا لكنها سترد بقوة وستدافع عن مصالحها
الجبير يؤكد أن "السعودية يدها ممتدة دائماً للسلام وتسعى لتحقيقه".
أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أن المملكة لا تريد حرباً في المنطقة، ولا تسعى إلى ذلك، وستفعل ما في وسعها لمنع قيام هذه الحرب.
- ولي العهد السعودي وبومبيو يبحثان هاتفيا تعزيز أمن المنطقة
- العاهل السعودي يدعو القادة العرب لقمتين طارئتين بمكة
وأضاف الجبير، في مؤتمر صحفي بمقر الوزارة بجدة، الأحد، أن "المملكة تؤكد أنه في حال اختار الطرف الآخر الحرب فإن المملكة سترد على ذلك وبكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها".
وأشار إلى أن "المملكة تتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والدولي والتي تتصاعد نتيجة تصرفات النظام الإيراني ووكلائه العدوانية في المنطقة."
وأضاف الجبير "النظام الإيراني لا يبحث عن الأمن في المنطقة، وسعى مباشرة ومن خلال وكلائه إلى إثارة المشاكل ودعم المنظمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة".
وأشار الجبير إلى أن "السعودية تؤكد أن يدها دائماً ممتدة للسلام وتسعى لتحقيقه".
ولفت وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية إلى أن "المملكة استجابت إلى نداء استغاثة من سفينة نفط إيرانية في عرض البحر الأحمر وقدمت على الفور المساعدات اللازمة للسفينة وأفراد طاقمها، ولا يزالون يتلقون الرعاية اللازمة التزاما من السعودية بمسؤولياتها الدولية والإنسانية والبيئية".
وتابع: "ترى السعودية أن من حق شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني أن تعيش بأمن واستقرار".
وطالب الجبير المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته باتخاذ موقف حازم تجاه النظام الإيراني بإيقافه عند حده.
وتابع: "إن المشاكل في المنطقة بدأت منذ وصول هذا النظام للحكم في إيران في عام 1979م، الذي يقوم دستوره على تصدير الثورة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأكد قادته ذلك مراراً، كما سعى مباشرة ومن خلال وكلائه إلى إثارة القلاقل ودعم المنظمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة".
وأضاف أن "دول المنطقة عانت من جرائم النظام الإيراني ومن تدخلاته على مدى العقود الماضية وهي جرائم أكثر من أن تحصى، مستشهداً باستغلال موسمي الحج عام 1986 و1987م بإرسال متفجرات مع الحجاج وتحريض حجاجها على القيام بأعمال شغب في موسم الحج، كذلك الاعتداء على سفارة المملكة في طهران واغتيال أحد دبلوماسيي المملكة هناك والاعتداء على دبلوماسيين آخرين".
واستطرد: "إضافة إلى قيام عناصر إرهابية من حزب الله الحجاز المدعومة من النظام الإيراني بهجمات على المجمع النفطي في رأس تنورة وشركة صدف كل ذلك عام 1987م, واغتيال الدبلوماسيين السعوديين في تايلاند عام 1990 و1991م, بالإضافة إلى حوادث التفجيرات التي وقعت في المملكة التي كان النظام الإيراني وراءها كتفجير أبراج الخبر عام 1996م وتفجيرات الرياض عام 2003م التي تمت بأوامر مباشرة من زعامات تنظيم القاعدة الإرهابية الموجودين في إيران وتحت رعاية وحماية النظام الإيراني وبالتأكيد هو سيف العدل قائد العمليات في تنظيم القاعدة".
وأضاف: "هناك أيضاً محاولة اغتيال سفير المملكة في واشنطن والتورط في اغتيال دبلوماسي سعودي في كراتشي باكستان عام 2011م والقيام بهجمات إلكترونية ضد شركات النفط والغاز في المملكة عام 2012م والاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد عام 2016م".
وأشار الجبير أيضا إلى "الخلايا الإرهابية والتجسسية التي أنشأها النظام الإيراني في المملكة التي تم اكتشافها، فضلاً عن شن حرب على المملكة بالوكالة عن طريق دعم وتبني المليشيات الإرهابية التي تسعى للتخريب وتهديد أمن المملكة كالمليشيات الحوثية الإرهابية التي أطلقت على المملكة ما يزيد على 225 صاروخاً باليستياً وما يزيد على 145 طائرة مسيرة وبعضها كان موجهاً لمكة المكرمة والهجوم على منشآت حيوية".
وأشار الجبير إلى أن "المسؤولين في النظام الإيراني ابتهجوا في الإعلان صراحةً عن تأييدهم لهذه المليشيات الإرهابية والاعتراف بأنهم وراءها والداعمون لها وتهديد أمن واستقرار الممرات البحرية التي تمر بها بعض من الإمدادات النفطية بما يهدد المصالح الاقتصادية للعالم أجمع".
وأوضح أن "المشكلة هي في النظام الإيراني الذي بإمكانه تجنيب المنطقة مخاطر الحروب بالتزامه بالقوانين والمواثيق الدولية والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وعن دعم الجماعات والمليشيات الإرهابية، كذلك التوقف عن تطوير أسلحته الصاروخية وبرنامجه النووي وتهديد أمن الممرات البحرية".
وحول استهداف المليشيات الحوثية لمنشآت النفط في المملكة، أوضح الجبير أن "المليشيات الحوثية تدار من قبل إيران وهدفهم واضح وهو زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ومن الواضح أن الطائرات المسيرة طائرات حوثية، حيث أعلنوا أنهم أطلقوا هذه الطائرات ضد منشآت في المملكة".
وبيّن أن "المملكة قامت بأعمال لمعاقبة الحوثيين على هذا الاستهداف، ولن تسمح لأحد بأن يسيء لأمنها واستقرارها الذي تعده خطاً أحمر لن تسمح بتجاوزه".
وحول القمتين الخليجية والعربية الطارئتين في مكة المكرمة، أوضح أنه "سيتم خلال هاتين القمتين بحث العدوان الإيراني في المنطقة لما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، مبدياً أمله في الخروج بموقف موحد, وحث إيران على الكف عن تبني مثل هذه السياسات".
وحول موافقة المملكة ودول خليجية على نشر قوات أمريكية في الخليج قال: "إن دول مجلس التعاون لديها اتفاقيات مع الولايات المتحدة، والولايات المتحدة دولة صديقة وحليفة".
وأكد "أهمية الحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة الحساسة جداً والمهمة جداً فيما يتعلق بأمن واستقرار الاقتصاد الدولي، لا سيما أنها المصدر الأساسي بالنسبة للنفط، وأن ما يحدث في الخليج يؤثر على العالم أجمع، لذلك يحرص العالم على أمن واستقرار هذه المنطقة".
وعن الموقف الروسي من هذا التصعيد، أوضح أن الموقف الروسي يدعو لضبط النفس وعدم التصعيد، حيث إن روسيا لديها مصالح في المنطقة ولا تريد عدم الاستقرار فيها، وتدعو لتبني سياسات تتماشى مع القوانين والأعراف الدولية والتخلي عن السياسات التخريبية أو العدوانية أو التدخلات في شؤون الدول الأخرى.