بنشر صواريخ وطائرات.. إيران تزج بالعراق في مواجهة أمريكا
إيران لم تتوقف عن نقل المئات من الصواريخ وطائرات الدرون إلى العراق ضمن خطتها لجعل البلاد ساحة حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية.
لم تتوقف إيران ومليشياتها خلال السنوات الماضية عن نقل المئات من صواريخها والطائرات المسيرة بدون طيار إلى العراق ضمن خطتها لجعل بغداد ساحة حرب رئيسية مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
- أسبوع العراق.. واشنطن تسحب موظفين ودولتان تعلقان التدريب العسكري
- تدخلات مليشيات إيران تشعل الصراعات الداخلية في الموصل العراقية
وخلال الأسبوعين الماضيين، تفاقم الصراع بين واشنطن وطهران بعد إعلان الولايات المتحدة أنها رصدت تزايد النشاط العدائي الإيراني في المنطقة بشكل عام وفي بغداد خصوصا، وكشفت عن استعداد مليشيات الحشد الشعبي للهجوم على المصالح الأمريكية في العراق.
نشر الصواريخ
وقال السياسي العراقي مثال الآلوسي، رئيس حزب الأمة العراقية، في حديث مع الـ"العين الإخبارية": "نشرت إيران شبكة من الصواريخ مختلفة المهام، إلى جانب قذائف متنوعة في بغداد، وجرف الصخر في محافظة بابل، وفي محافظات كربلاء والأنبار والبصرة وكل أرجاء العراق".
وأضاف أن مدى هذه الصواريخ يتراوح ما بين ٢٠٠-٧٠٠ كيلومتر، لافتا إلى أن إيران كشفت عن جزء من هذه الشبكة فقط بشكل متعمد في محاولة منها لوضع الرقيب الأمريكي على علم وإطلاع بأن هناك محاولة لضربه.
وكشف الآلوسي عن "نقل مليشيا الحرس الثوري الإيراني لرؤوس أسلحة فتاكة محرمة دوليا إلى العراق"، إضافة لنقل عدد آخر من تلك الرؤوس إلى دول أخرى.
وتابع: "الخطة الإيرانية تتمثل في جر أمريكا إلى ردة فعل عسكرية في البصرة، وأخرى قريبة من بغداد، وردة الفعل هذه لإشعال الخلاف الإيراني الأمريكي والدولي في العراق، وتجنيب الحرس الثوري ومليشيا حزب الله اللبنانية الإرهابية المواجهة المباشرة، وإجهاض العمل الأمريكي".
وأوضح أن هذه الخطة "تحاول منها إيران حماية نفسها من خلال الأصوات الانتهازية الإقليمية والأوروبية"، مؤكدا أن المشكلة تكمن في ضعف الحكومة والبرلمان العراقي أمام الحرس الثوري والمليشيات الإيرانية في العراق.
ونشرت إيران خلال السنوات الماضية العشرات من منصات صواريخها في الأراضي العراقية، وأنشأت قواعد لها في بغداد والبصرة وكركوك وطوزخورماتو وسنجار والسليمانية وجرف الصخر والأنبار وكربلاء وديالى والنجف.
ويشرف على هذه المنصات ضباط من فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، الذي يقوده الإرهابي قاسم سليماني إلى جانب ضباط من مليشيا حزب الله اللبنانية ومليشيات الحشد الشعبي.
طائرات الدرون
ولم يتوقف الحرس الثوري عند نشر الصواريخ، فبحسب معلومات أمنية حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها، حيث نقل الحرس الثوري خلال الأشهر الماضية المئات من طائرات الدرون ( الطائرة بدون طيار) إلى معسكرات الحشد الشعبي في مناطق العراق المختلفة، وبدأ في تدريب مسلحيه على استخدامها؛ استعدادا لمزاعمها حول وجود حرب مقبلة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في العراق.
وتؤكد المعلومات أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ أيضا معامل لتجميع الأسلحة والصواريخ داخل العراق، ونقل العديد من هذه الصواريخ عبر مطار النجف إلى سوريا ولبنان واليمن.
وأكد رئيس حزب المستقبل العراقي إنتفاض قنبر ، في تغريدة عبر صفحته على موقع "تويتر"، وجود مؤشرات عن تورط المليشيات الإيرانية بالهجوم الذي استهدف أنابيب نفط شركة أرامكو السعودية.
وقال قنبر: "إن هجوم الطائرات المسيرة التي استهدفت أنابيب النفط السعودية انطلقت من العراق لقربه الجغرافي من منطقة القصف".
وأوضح أن إيران تنقل أرض المعركة من طهران إلى بغداد والمليشيات تجر العراق إلى المعركة وسط تواطؤ العملاء والمسؤولين".
وشهدت العلاقات بين واشنطن وبغداد توترا ملحوظا مؤخرا إثر تكثيف قادة مليشيات الحشد الشعبي والأحزاب الموالية لإيران لخطاباتها المتشددة ضد أمريكا، خصوصا بعد إدراج واشنطن الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب الدولية وإيقافها تجديد الإعفاءات من العقوبات على طهران.
ولم يستبعد القائم بأعمال بعثة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد جوي هود، في مقابلة تلفزيونية مع إحدى الفضائيات العراقية في ٢٠ أبريل/نيسان الماضي، اتخاذ واشنطن جملة من الإجراءات في مقدمتها عقوبات دبلوماسية وتجميد الأرصدة ومطاردة المسؤولين العراقيين وقادة المليشيات التابعة للحرس الثوري وجناحه الخارجي فيلق القدس والمتورطين في دعم الأنشطة الإرهابية لإيران في العراق والمنطقة.
والثلاثاء الماضي، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش الإرهابي، أنه في حالة "تأهب قصوى" بسبب معلومات عن تهديدات وشيكة محتملة ضد القوات الأمريكية في العراق.
وقال الكابتن بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، إن البعثة الأمريكية "في حالة تأهب قصوى الآن ونواصل المراقبة عن كثب لأي تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة للقوات الأمريكية في العراق".
وأكد البيان، الصادر عن الجيش الأمريكي، أن المعلومات المتوفرة لدى أجهزة استخبارات الولايات المتحدة وحلفائها بشأن القوات المدعومة من إيران في المنطقة تشير إلى وجود تهديدات جدية.
وعقب إعلان التحالف الدولي، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء الماضي، أوامرها بمغادرة "موظفي الحكومة غير الضروريين" من العراق.
وذكرت السفارة والقنصلية الأمريكية في أربيل في بيان، أن "خدمات التأشيرات العادية في الوظيفتين سوف يتم تعليقها مؤقتا".
وأشارت إلى أن الحكومة الأمريكية لديها قدرة محدودة على تقديم خدمات الطوارئ للمواطنين الأمريكيين في العراق.
وأوصى البيان من شملهم القرار بمغادرة البلاد عن طريق وسائل النقل التجارية في أقرب وقت ممكن.