أسبوع العراق.. واشنطن تسحب موظفين ودولتان تعلقان التدريب العسكري
واشنطن تحذر مواطنيها من السفر للعراق وتسحب موظفيها غير الأساسيين، وألمانيا وهولندا تعلقان مهماتهما العسكرية واستمرار أزمة محافظ الموصل
شهد العراق الأسبوع الماضي مجموعة من الأحداث السياسية والأمنية، أبرزها التحذيرات التي أطلقتها واشنطن لمواطنيها بعدم زيارة العراق، وقرار الخارجية الأمريكية بسحب موظفيها غير الأساسيين، وتعليق الجيش الألماني تدريباته، واستمرار أزمة محافظ الموصل المقرب من مليشيات الحشد الشعبي.
تحذيرات أمريكية
الأسبوع الماضي بدأ بتحذير السفارة الأمريكية في بغداد مواطنيها من تصاعد حدة التوتر في العراق، ودعتهم إلى عدم السفر إليها، كما طالبت المقيمين هناك بضرورة التزام اليقظة في تعاملاتهم.
تحذير السفارة الأمريكية في بغداد جاء بعد أيام من الزيارة المفاجئة التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي إلى العاصمة العراقية في ٧ مايو/أيار الجاري، لإطلاع القيادة فيها على التهديدات الإيرانية المتزايدة التي رصدتها واشنطن، لضمان اتخاذ التدابير اللازمة لحماية قواتها في البلاد.
وتصاعدت التوتر بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني خلال الأسابيع الماضية، التي شهدت زيادة في النشاطات الإرهابية لإيران ومليشياتها في العراق والمنطقة.
وأعلن التحالف الدولي -الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش الإرهابي، الثلاثاء الماضي- أنه في حال "تأهب قصوى" بسبب معلومات عن تهديدات وشيكة محتملة ضد القوات الأمريكية في العراق.
وقال الكابتن بيل أوربان، متحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي أثناء توضيحه تصريحات مناقضة لجنرال بريطاني، إن البعثة الأمريكية "في حال تأهب قصوى الآن، ونواصل المراقبة عن كثب لأي تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة للقوات الأمريكية في العراق".
وأكد البيان، الصادر عن الجيش الأمريكي، أن المعلومات المتوفرة لدى أجهزة استخبارات الولايات المتحدة وحلفائها بشأن القوات المدعومة من إيران في المنطقة تشير إلى وجود تهديدات جدية.
سحب الموظفين
وفي السياق ذاته، أمرت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء الماضي، بسحب موظفي الحكومة غير الأساسيين من العراق، سواء العاملين في السفارة الأمريكية في بغداد أو في القنصلية الأمريكية في أربيل.
وأكدت أنه بموجب القرار ستعلق الخدمات الاعتيادية لإصدار التأشيرة مؤقتاً في سفاراتها ببغداد وقنصليتها بأربيل، مشيرة إلى أن "الحكومة الأمريكية لديها قدرة محدودة على توفير خدمات الطوارئ للمواطنين الأمريكيين في العراق".
وبعد القرار الأمريكي، قالت وزارة الدفاع الألمانية، الأربعاء، إنها ستعلق عمليات التدريب العسكري في العراق بسبب هجمات إيرانية محتملة وتصاعد التوتر في المنطقة.
وكان موقع مجلة فوكوس الإلكتروني قال إن القرار اتخذ بالتنسيق مع الدول الشريكة التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.
وفي غضون ذلك، قررت الحكومة الهولندية بدورها تعليق عمل بعثتها في العراق التي تقدم المساعدة للسلطات المحلية بسبب تهديد أمني.
وتساعد قوات هولندية عسكرية في تدريب القوات العراقية في أربيل بشمال العراق بالتعاون مع قوات أجنبية أخرى.
أزمة الموصل
وتزامنا مع قرارات واشنطن وحلفائها لحماية مصالحها من إرهاب طهران شهد العراق أحداثا أخرى، في مقدمتها أزمة محافظ الموصل، الذي أثار انتخابه انتقادات كبيرة، على خلفية علاقاته بمليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران.
وانتخب مجلس محافظة نينوى في ١٣ مايو/أيار الجاري منصور المرعيد، العضو في حركة العطاء التي يتزعمها فالح الفياض رئيس هيئة مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران، محافظاً جديداً للموصل خلفاً لسابقه المقال نوفل العاكوب، الذي صوّت مجلس النواب العراقي على إقالته ونائبيه في ٢٤ مارس/آذار الماضي، على خلفية فساد مالي وإداري وإحالتهم إلى القضاء.
ولم يؤدِ انتخاب المرعيد محافظاً للموصل إلى إنهاء الأزمة بل عمقها، فإلى جانب المطالبات الشعبية الرافضة لتوليه المنصب، قدم ١٣ عضواً من أعضاء مجلس المحافظة طلباً إلى رئاسة مجلس النواب العراقية بحل مجلس المحافظة، وإدراج الطلب في برنامج الجلسة المقبلة للبرلمان للتصويت عليه.
في غضون ذلك، تظاهر المئات من الموصليين في الجانب الأيسر من المدينة الخميس، مطالبين بحل مجلس المحافظة والإبقاء على خلية الأزمة في إدارة شؤون المحافظة.
ودعا المتظاهرون رئاسة الجمهورية إلى عدم المصادقة على تنصيب منصور المرعيد محافظا على المدينة، لأنه انتخب بإرادة جهات سياسية خارج المحافظة.
تدهور أمني
وإلى جانب الأحداث السياسية لم يخل العراق الأسبوع الماضي من الأحداث الميدانية، حيث شهدت عدة محافظات أبرزها كركوك تدهورا أمنيا، حيث أعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع العراقية مقتل ٤ ضباط من الشرطة الاتحادية جنوب غرب المدينة.
وقالت الخلية، في بيان لها، إن "تنظيم داعش استهدف سيارة تابعة للواء القناصين بالشرطة الاتحادية في ناحية الرياض جنوب غربي كركوك، وأسفر الهجوم عن مقتل ٤ ضباط ومنتسب آخر".
وفي الأنبار، أعلنت خلية الإعلام الأمني الأربعاء مقتل ٩ مسلحين من تنظيم داعش في عملية إنزال جوي، نفذها جهاز مكافحة الإرهاب في صحراء وادي حوران، موضحة أن العملية نفذت بمشاركة طيران الجيش العراقي والتحالف الدولي.
وضمن الأحداث الأمنية، أعلن مصدر في قيادة عمليات الفرات الأوسط التابعة للجيش العراقي أن مجهولين اغتالوا ملحنا في محافظة النجف، وقال المصدر في بيان إن "القوات عثرت مساء الخميس على جثة الملحن فارس حسن داخل في منزله بمدينة الكوفة التابعة لمحافظة النجف"، مشيرا إلى أن الجثة كانت تحمل آثار طعنات سكين بمنطقة الرقبة.