من أجل المركزي الأوروبي.. "لاجارد" تتخلى عن "النقد الدولي"
لاجارد تقول يشرفني ترشيحي لرئاسة المركزي الأوروبي وقررت التخلي مؤقتا عن مسؤولياتي كمدير لصندوق النقد خلال فترة الترشيح.
أعلن مسؤولون أوروبيون، الثلاثاء، أن قادة الاتحاد اتفقوا في بروكسل على التعيينات الأساسية في الاتحاد؛ منها الألمانية أورسولا فون دير ليين، رئيسة للمفوضية، والفرنسية كريستين لاجارد، رئيسة للبنك المركزي الأوروبي.
وعلى ضوء تسمية الرئيس الجديد للبنك المركزي الأوروبي، تتخلى كريستين لاجارد، رئيسة لصندوق النقد الدولي عن الصندوق، من أجل المنصب الجديد.
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية أعلن رئيس المجلس دونالد توسك في تغريدة "اتفق المجلس الأوروبي على الإدارة الجديدة للمؤسسات الأوروبية" مرفقة بصور لهذه الشخصيات الجديدة منها خلفه البلجيكي شارل ميشال والإسباني جوزيب بوريل وزيراً لخارجية الاتحاد الأوروبي.
وقالت لاجارد في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم الثلاثاء: "يشرفني ترشيحي لرئاسة البنك المركزي الأوروبي وفي ضوء ذلك وبالتشاور مع لجنة الأخلاقيات التابعة للمجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، قررت التخلي مؤقتاً عن مسؤولياتي كمدير لصندوق النقد، خلال فترة الترشيح".
وجدير بالذكر أن لاجارد وزيرة المالية السابقة في فرنسا تشغل منصب مدير صندوق النقد الدولي منذ عام 2011، ومن المقرر أن تنتهي ولايتها في 2021.
وكان قد تم انتخاب وزيرة الاقتصاد الفرنسي كريستين لاجارد في الثامن والعشرين من يونيو من عام 2011 كرئيسة لصندوق النقد الدولي، خلافة لمواطنها دومنيك ستروس الذي كان استقال من منصبه في شهر مايو/أيار من نفس العام على خلفية فضيحة جنسية.
لاجارد التي تبلغ من العمر 63 سنة، شغلت عدة مناصب وزارية في الحكومات الفرنسية المتعاقبة، أبرزها وزيرة الزراعة والصيد البحري ووزيرة منتدبة للتجارة الخارجية قبل أن تتقلد في 2007 منصب وزيرة الاقتصاد في حكومة فرانسوا فيون.
وتعرف كرستين لاجارد بجديتها في العمل وبخياراتها الليبرالية في تسيير الاقتصاد وبدفاعها عن أوروبا في ظل العولمة الاقتصادية.
فهي لعبت دوراً إيجابياً، بجانب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، من أجل وضع خطط لإنقاذ اقتصاد العديد من دول الاتحاد الأوروبي التي واجهت مشكلات اقتصادية كبيرة في السنوات الأخيرة، مثل البرتغال وأيرلندا، فيما سعت جاهدة على مساعدة اليونان التي تواجه مشاكل مالية كبيرة منذ بداية هذه السنة وتعاني من الإفلاس.
وكانت جريدة "فايناشيال تايمز" البريطانية قد صنفت لاجارد كأحسن وزيرة اقتصاد في منطقة اليورو لعام 2009؛ تقديراً منها للجهود المعتبرة التي بذلتها لمجابهة الأزمة المالية والاقتصادية التي عصفت بالعالم وبأوروبا منذ عام 2008 ومعالجة أزمة الديون.
كما صنفتها مجلة "فوربس" التي تتابع شؤون الأغنياء في العالم في المرتبة السابعة عشرة، ضمن الشخصيات الأكثر قوة ونفوذاً في العالم قبل تسعة أعوام.
وما ساعد لاجارد في نجاحها على تولي منصب رئيسة النقد الدولي، هي معرفتها الجيدة للثقافة الأنجلوسكسونية وإتقانها للغة الإنجليزية، إذ عاشت سنوات عديدة في الولايات المتحدة؛ حيث كانت تعمل كمحامية في مكتب محاماة عريق يدعى "بيكر وماكنزي" لسنوات عديدة من 1995 إلى غاية 2004. وتملك لاجارد علاقات طيبة مع العديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية المؤثرة في العالم، كما تنظر إليها دول الاتحاد الأوروبي على أنها المرشحة المثالية لتولي مثل هذا المنصب كونها لها دراية بمشاكل هذه القارة المالية والاقتصادية.
وتعد كرستين لاجارد المرأة الأولى التي تتولى مثل هذا المنصب منذ إنشاء صندوق النقد الدولي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.