حزب أردوغان يبدأ إجراءات فصل داود أوغلو و٣ من قياداته
حزب العدالة والتنمية يتجه نحو فصل أحمد داود أوغلو و3 نواب سابقين ضمن تحركات الرئيس التركي لتصفية حساباته مع معارضيه.
في قرار لم يكن مفاجئًا، بدأ حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا فعليا إجراءاته لفصل رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، وثلاثة من قياداته، على خلفية مساعيهم لتأسيس حزب جديد مناهض للرئيس رجب طيب أردوغان.
جاء ذلك بحسب ما ذكرته مجموعة من وسائل الإعلام التركية التي أشارت إلى أن الإعلان عن ذلك جاء خلال اجتماع عقدته، اليوم الإثنين، اللجنة العليا للإدارة واستصدار القرار بالحزب بزعامة أردوغان، واستمر لأكثر من 4 ساعات.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "خبر ترك" أن اللجنة المذكورة أرسلت طلبًا للجنة الانضباط في الحزب تطالبها بفصل كل من داود أوغلو، وأيهان سفر أوستون، نائب الحزب السابق عن مدينة سكاريا.
كما شمل القرار سلجوق أوزداغ، النائب البرلماني السابق عن ولاية مانيسا، والذي شغل لفترة نائب الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية، وأحد الأسماء المقربة من داود أوغلو، فضلاً عن عبد الله باشجي، نائب سابق بالعدالة والتنمية عن مدينة إسطنبول.
وقبل أيام ألمح أردوغان إلى فصل داود أوغلو دون التصريح باسمه، حيث قال خلال كلمة له في مدينة قونيا: "هناك بعض الأشخاص أعضاء بالحزب على الورق، لكنهم قلبًا ليسوا معنا، ولن نتوانى عن فصلهم إذا لزم الأمر".
كما أن فخر الدين آلطون، رئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية، نشر تغريدة ألمح فيها أيضًا إلى داود أوغلو قائلا "نحن ننظر للشخص ليس للمدينة التي يأتي منها وإنما لموقفه من الحزب".
وكان سلجوق أوداغ كشف الأسبوع الماضي، عن أن أردوغان قاد انقلابا ضد أحمد داود أوغلو في 2016، موضحا أن "انقلاب الرئيس التركي جاء في مسعى منه لتكريس جميع السلطات بيديه".
وأضاف أوزداغ، الذي كان أحد أعضاء فريق أوغلو، أن "أردوغان ورفاقه قاموا بالانقلاب على أوغلو؛ لأنه (أردوغان) كان يريد أن يتولى منصب رئاسة الجمهورية ورئاسة الحزب في الوقت نفسه، ولم يتفق مع داود أوغلو في العديد من القضايا".
وأشار إلى أن "هذا الانقلاب بدأ بالتدخل في مهام داود أوغلو، وبعدها بدأت الاختلافات تدب بين الطرفين، مثل الاختلاف في قضية اختيار قائمة النواب وتعيين الوزراء، والاختلاف الآخر كان حول قانون الشفافية الذي يمنع السرقة والفساد والرشاوى".
وتابع قائلا: "أردنا من خلال هذا القانون أن يتمتع جميع السياسيين بالشفافية، وفي حال ارتكاب بعضهم للفساد يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، أردنا أن يكون السياسي شخصية نزيهة تتمتع بالشفافية".
ولفت إلى أن داود أوغلو اضطر للاستقالة من رئاسة حزب العدالة والتنمية، والوزراء عام 2016، جرّاء تلك الممارسات التي وصفها بـ"الانقلاب".
كما أعرب أوزداغ، عن دعمه لتصريحات داود أوغلو الأخيرة، التي ألمح فيها إلى احتمالية ضلوع نظام أردوغان في عدد من الهجمات الإرهابية خلال الفترة بين شهري يونيو/حزيران ونوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وفي يوليو/تموز الماضي فضح داود أوغلو، الطريقة التي كان يعامل بها حينما كان رئيسًا للوزراء، والتي سعى من خلالها أردوغان لتهميشه، وسلبه صلاحياته التي يكفلها له منصبه.
جاء ذلك خلال مشاركة داود أوغلو في برنامج أذيع على إحدى قنوات موقع "يوتيوب" التابعة لإذاعة وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" في نسختها التركية.
وفي تصريحاته ذكر داود أوغلو الذي ترأس الحكومة وحزب العدالة والتنمية بين عامي 2014 و2016، أنه أُبلغ من خلال اللجنة العليا للإدارة واتخاذ القرار بالحزب الحاكم، خلال فترة توليه منصب رئاسة الوزراء، أن يبدو في هيئة رئيس الوزراء لكن دون أن يستخدم سلطاته.
وقال رئيس الوزراء الأسبق في هذا الصدد "طلبت اللجنة العليا للإدارة واتخاذ القرار بالحزب، مني أن أبدو كرئيس وزراء لكن دون أن أكون رئيسًا. أي أن أتصرف كرئيس وزراء، لكن دون استخدام صلاحياتي".
وأضاف قائلًا "ولأنني أعرف نفسي؛ لم أقبل أن أكون شخصية مهمشة، حتى وإن أخذوا من كل شيء".