إذاعة فرنسية: إمام أوغلو يفكك "مافيا أردوغان" بإسطنبول
"إر.إف.إي" تقول إن العقود تمنح لمؤسسات يكون بين قادتها كوادر من العدالة والتنمية أو أبناء أردوغان ولعبت دورا رئيسيا في بناء شبكات مصالح
وصفت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية، إلغاء رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، عقودا بين البلدية ومؤسسات موالية لنظام أردوغان قيمتها 55 مليون يورو، بـ"صفعة قوية لعصابات ومافيا الرئيس التركي".
وقالت إن القرار بمثابة تفكيك لشبكات مصالح أردوغان في المدينة، التي فاز برئاسة بلديتها إمام أوغلو في يونيو/ حزيران الماضي.
وقالت الإذاعة: "إن إمام أوغلو دخل في مواجهة مباشرة مع "شبكات وعصابات أردوغان"، مشيرة إلى أن إلغاء العقود يعتبر ضربة موجعة لعصابات أردوغان التي تستنزف موارد البلاد.
والعقود التي يطلق عليها الأتراك "بروتوكولات"، يتم منحها لبعض المؤسسات ويكون معيار الاختيار الوحيد هو أن تكون تلك المؤسسة مرتبطة بحاشية أو عائلة الرئيس التركي أو من أنصاره في حزب العدالة والتنمية، بحسب الإذاعة.
وأوضحت "آر.إف.إي" أن تلك العقود تمنح لمؤسسات يكون بين قادتها كوادر في حزب "العدالة والتنمية"، وأحياناً أبناء أردوغان، مشيرة إلى أنه رسمياً هذه العقود تكون في شكل تغطية نفقات الطعام أو صيانة للمباني أو بناء مبانٍ جديدة، ولكن في الحقيقة تذهب كمنح للشركات.
وخلال حملته الانتخابية، تعهد أكرم إمام أوغلو بوقف إهدار المال العام، ووضع حد لهذه الممارسات.
ووفقاً للإذاعة الفرنسية، فإن هذه المؤسسات لعبت دوراً رئيسياً خلال الـ 25 عاماً الماضية في بناء شبكات لصالح حزب أردوغان، أو ما يطلق عليها الأتراك "مافيا"، حيث تنفق الأموال على أنصاره لضمان ولائهم منذ كان أردوغان عمدة إسطنبول في التسعينيات.
واعتبرت الإذاعة أن إضعاف هذه المؤسسات بمثابة ضربة قوية لإحدى الأدوات الرئيسية لـ "العدالة والتنمية" في أكبر مدينة تركية، موضحة أن هذا القرار مهم، وسيحدث تغييراً في الخريطة السياسية التركية، وأي انتخابات مقبلة.
ورأت الإذاعة الفرنسية أنه من السمات المشتركة الأخرى لمعظم المؤسسات أنها نشطة في ميدان الشباب والتعليم منذ الطفولة المبكرة، وتتهم المعارضة الحكومة التركية منذ سنوات باستخدام المؤسسات لتشكيل جيل موالٍ لـ"العدالة والتنمية".
ترحيب بالقرار
وينظر إلى قرار رئيس إسطنبول بطريقة إيجابية، لأنه اختار تسليط الضوء على الأموال التي ستوفرها إلغاء هذه العقود، في إطار خطاب اقتصادي يوجهه إلى الأتراك الذين يعانون من الأوضاع الاقتصادية المتردية مع ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، بحسب الإذاعة الفرنسية.
وبالنسبة لأردوغان، فإن إلغاء العقود والفضائح التي كشفها عمدة إسطنبول يزيدان من تشويه صورة العدالة والتنمية.
ويشار إلى أن العدالة والتنمية وصل للسلطة عام 2002 بناءً على وعود بمكافحة الفساد، ويعني رمز الحزب "إي كيه" باللغة التركية" أيضًا "الأبيض" بمعنى "نظيف".
وتلك الفضائح والاتهامات بالفساد يمكن أن تتسبب في انشقاقات جديدة لأعضاء حزب الأغلبية الذين يلومون أردوغان بالفعل على نبذ أهم قيم الحزب، في وقت يتعرض فيه "العدالة والتنمية" للتهديد بالانقسام بعد استقالة بعض الأعضاء المؤسسين.