عباس أمام الأمم المتحدة: القدس ستبقى عاصمة أبدية لفلسطين
الرئيس الفلسطيني يدعو لعقد مؤتمر دولي للسلام تشارك فيه الأطراف العربية والدولية المعنية كافة.
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، مجدداً دعوته لعقد مؤتمر دولي للسلام.
- ملك الأردن: إقامة دولتين الحل الحقيقي الوحيد للقضية الفلسطينية
- الفصائل الفلسطينية تعلن بنود المبادرة الوطنية لإنهاء الانقسام
وعبّر الرئيس الفلسطيني، في كلمته خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن إدانة ورفض تلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات الاستعمارية.
وشدد على أنه "في حال أقدمت أي حكومة إسرائيلية على ذلك، فإن جميع الاتفاقات الموقعة مع حكومة الاحتلال وما ترتب عليها من التزامات ستكون منتهية".
وجدد رفض ما تم الكشف عنه من صفقة القرن الأمريكية، محذراً من أن "القانون الدولي الذي قبلناه وتمسكنا به، والسلام الذي نسعى إليه، أصبحا في خطر شديد".
وأشار إلى أن "السياسات والإجراءات التي تقوم بها إسرائيل في أرضنا المحتلة، وتنكرها للاتفاقات الموقعة معها منذ اتفاق أوسلو عام 1993 وإلى الآن"، مضيفاً: "إن مسؤولية حماية السلام والقانون الدولي تقع على عاتقكم".
وبشأن الداخل الفلسطيني أعلن أبومازن أنه قرر بعد عودته من "الإعلان عن موعد لإجراء انتخابات عامة، ودعوة الأمم المتحدة والجهات الدولية ذات العلاقة للإشراف عليها، وتحميل أي جهة تسعى لتعطيل إجرائها المسؤولية كاملة".
ودعا الرئيس الفلسطيني مجدداً الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام، مستنداً إلى المبادرة التي سبق أن طرحها بمجلس الأمن الدولي في فبراير/شباط 2018، بمشاركة كل الأطراف العربية والدولية المعنية كافة، والأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، والرباعية الدولية.
وأكد أن "المؤتمر يهدف إلى إقرار خطة تستند إلى الإجماع الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتتضمن أطراً زمنية محددة لإنهاء الاحتلال واستقلال فلسطين وإنهاء الصراع".
وتابع: "لن نقبل بأن تكون رعاية السلام بعد اليوم حكراً على دولة واحدة" مشيراً إلى أن "الأمم المتحدة هي التي ترعى، وأن أمريكا منحازة".
وتوجه بالشكر إلى "جميع القادة والدول والمنظمات الدولية التي أدانت أو رفضت هذا الإعلان والاستيطان بأكمله، الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، الذين أكدوا أن القضية الفلسطينية تبقى القضية المركزية الأولى للعالم أجمع، رغم المحاولات اليائسة لحرف الانتباه عنها".
وتوجه إلى الحضور بالسؤال: "أسألكم هنا أيها السيدات والسادة، ماذا كنتم ستفعلون إذا أتاكم من يأخذ منكم أرض بلادكم ويقضي على وجودكم فيها؟ لقد آن الأوان أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لوضع حد لهذا العدوان وهذه العنجهية الإسرائيلية".
وقال الرئيس الفلسطيني: "لقد كنت أتمنى أن آتي إليكم هذا العام، لكي نعلن معاً انتهاء الاحتلال الإسرائيلي لبلادي فلسطين، لكنني مع الأسف أقف أمامكم اليوم حاملاً ذات الهموم والأوجاع التي يكابدها شعبي، الذي يتمسك بالأمل أن ينال حريته واستقلاله أسوة بجميع شعوب العالم".
وأضاف: "أسألكم مرة أخرى، ألم يحن الوقت لخلاص الشعب الفلسطيني وانعتاقه من هذا الظلم والقهر والاحتلال؟".
واستطرد: "في القدس حرب عنصرية مسعورة تشنها دولة الاحتلال ضد كل ما هو فلسطيني، من مصادرة وهدم البيوت إلى الاعتداء على رجال الدين، إلى طرد الفلسطينيين من منازلهم، إلى محاولات المس بالمسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، إلى إصدار القوانين العنصرية، ومنع المواطنين من الوصول إلى أماكن العبادة".
وحذر من أن "هذه السياسات والممارسات الطائشة يمكن أن يترتب عليها من تداعيات خطيرة لا تحمد عقباها".
ولفت الرئيس الفلسطيني إلى أن "الإجراءات الإسرائيلية فاقمت الأوضاع الإنسانية والشعب الفلسطيني لن يرضخ للاحتلال مهما كانت الظروف ومهما زادت المعاناة، وسوف يواصل صموده على أرضه".
وتابع: "سنقاوم الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، وعلى رأسها المقاومة الشعبية السلمية، فهذا حقنا المشروع، وهذا واجبنا الوطني والأخلاقي، وليعلم الجميع أن الاحتلال لا يمكن أن يأتي بالسلام أو يحقق الأمن والاستقرار لأحد".
كما أشار إلى أن "ما يدعو إلى الأسف ويثير الدهشة والاستغراب، أن الولايات المتحدة التي هي عضو دائم في مجلس الأمن، وبدل أن تصون السلام والأمن الدوليين، وتحترم قرارات الأمم المتحدة، تساند العدوان الإسرائيلي علينا، وتتنكر لمسؤولياتها الدولية والقانونية والسياسية والأخلاقية".
وزاد بالقول: "لقد أقدمت الولايات المتحدة على إجراءات غير قانونية غاية في العدوانية، عندما قررت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت سفارتها إليها، في استفزاز صارخ لمشاعر مئات ملايين المسلمين والمسيحيين، الذين تمثل القدس جزءاً من عقيدتهم الدينية. ستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية شاء من شاء وأبى من أبى".
وحول الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية، قال عباس: "إنني أدين بشدة الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها السعودية، خاصة الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها المنشآت البترولية في المملكة ونؤكد وقوفنا بحزم إلى جانب أشقائنا".
aXA6IDMuMTM1LjIwOS4xMDcg جزيرة ام اند امز