التوافق على تشكيل حكومة وحدة في جنوب السودان
المفاوضات بشأن الحكومة كانت قد تعثرت سابقا بعد فشل الجانبين في التوصل إلى صيغة تفاهمية تقضي بتشكيل حكومة وحدة.
أعلن رئيس جنوب السودان سيلفاكير، الثلاثاء، عن التوصل لاتفاق مع زعيم المعارضة رياك مشار لتشكيل حكومة وحدة، وذلك قبل انتهاء المهلة التي اتفق عليها الطرفان في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي المقدرة بـ100 يوم.
واجتمع سلفاكير ومشار، الذي يتزعم المعارضة حاليا، خلال الأيام الثلاثة الماضية في العاصمة جوبا لحل المشاكل العالقة التي حالت دون تشكيل حكومة ائتلافية قبل موعد نهائي في 21 نوفمبر /تشرين الثاني.
واتفق الجانبان على نشر القوات المدمجة في فترة أقصاها أسبوعين من الآن.
والقوات المدمجة هي قوات مشتركة يتم تشكيلها من الحكومة والمعارضة ضمن اتفاق الترتيبات الأمنية.
كما توصل كير ومشار لاتفاق حول إنشاء صندوق لدعم الاتفاقية وإطلاق الحريات السياسية وفتح الحركة أمام المواطنين بين المناطق التي تسيطر عليها كل من الحكومة والمعارضة إلى جانب تسريع وتيرة الترتيبات الأمنية قبل نهاية فترة مئة يوم.
وأكد سلفاكير على ضرورة التزام الأطراف بالمحافظة على الوقف الدائم لإطلاق النار.
ولفت، في تصريحات صحفية، إلى أن هناك اتفاقا بين الحكومة والضامن (منظمة إيجاد والسودان) على تشكيل الحكومة الانتقالية في البلاد بعد انتهاء مهلة مئة يوم حتى إذا لم تنفذ بعض البنود في الاتفاق على أن تقوم الحكومة بتنفيذها (أي تلك البنود).
بدوره، قال مشار إنه ينبغي أن تكون هناك قوات جاهزة قبل انتهاء مهلة ١٠٠ يوم بين الطرفين.
وأشار، في تصريحات صحفية، إلى أن إطلاق الحريات السياسية ستسمح للأطراف القيام بنشر السلام على أن يقوم المواطنون بالاختيار الطوعي لمناطق سكنهم سواء في مخيمات الأمم المتحدة أو العودة لمناطقهم الأصلية.
بدوره، حث الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس المجلس السيادي السوداني، الأطراف على ضرورة الشروع في تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه.
وطالب، في تصريحات صحفية، بتسريع وتيرة نشر وتوزيع القوات في الوقت الذي نوه فيه إلى جدية الأطراف وحرصهم على القيام بذلك.
وأكد نائب رئيس المجلس السيادي السوداني على أنهم يتطلعون لرؤية القوات في مناطق التدريب خلال الخمسين يوما القادمة.
وكانت المفاوضات بشأن الحكومة قد تعثرت سابقا بعد فشل الجانبين من التوصل إلى صيغة تفاهمية تقضي بتشكيل حكومة.
ووقّع سلفاكير ومشار وجماعات المعارضة في أغسطس/آب من العام الماضي اتفاق سلام بالخرطوم أنهى نزاعا استمر 5 سنوات.
واتفق فرقاء جنوب السودان، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على تمديد موعد إعلان الحكومة الانتقالية 100 يوم.
وكانت المعارضة بجمهورية جنوب السودان بقيادة رياك مشار تشترط حل القضايا العالقة بينها وبين سلفاكير ميارديت لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي كان من المقرر إعلانها في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قبل أن يتم تمديدها.
وكان مشار قد وضع قيد الإقامة الجبرية بقرار من "إيجاد" وتأييد من المجتمع الدولي في 2016، عقب انهيار اتفاق السلام الموقع مع الرئيس سلفاكير في 2015.
ودارت اشتباكات بين الجانبين فرَّ على إثرها مشار من جوبا إلى الخرطوم، وبعدها تم نفيه إلى جنوب أفريقيا، حيث وضع قيد الإقامة الجبرية فيها.
وعقب توسط الخرطوم في إنهاء الصراع المسلح تم نقل مشار العام الماضي للعاصمة السودانية التي يقيم فيها مع استمرار وضعه رهن الإقامة الجبرية.