انتخابات بلديات لبنان تدخل مرحلة "تكسير العظام"
تنطلق المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية اللبنانية غدًا (الأحد) في محافظتي الجنوب والنبطية
تنطلق المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية اللبنانية غدًا (الأحد) في محافظتي الجنوب والنبطية، بالإضافة إلى معركة الانتخاب النيابي الفرعي في جزين لملء أحد مقاعدها النيابية الشاغر.
ويشارك 10 آلاف عنصر في قوى الأمن الداخلي و12 ألف عسكري من الجيش لحماية مراكز الاقتراع ومحيطها خلال الانتخابات في مناطق الجنوب.
منافسة 3 لوائح في صيدا
في مدينة صيدا عاصمة الجنوب اللبناني معقل آل الحريري والسنيورة، والغالبية السنية، والتنظيم الشعبي الناصري، وحارة صيدا ذات الأغلبية الشيعية، تحتدم المبارزة بين 3 لوائح، الأولى برئاسة محمد السعودي وهي لائحة "إنماء صيدا" المدعومة من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري والجماعة الإسلامية وعبد الرحمن البزري، واللائحة الثانية وهي لائحة "صوت الناس" برئاسة بلال شعبان المدعومة من التنظيم الشعبي الناصري، والثالثة "لائحة أحرار صيدا" برئاسة القيادي السابق في الجماعة الإسلامية رئيس المنظّمة اللبنانية للعدالة علي الشيخ عمار.
ويخوض المستقبل والتنظيم الشعبي الناصري حرب تكسير عظام في صيدا بما يعد اختبارًا جديدًا للائحة المدعومة من فؤاد السنيورة وبهية الحريري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، ودعم معلن من رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري.
ويأمل خصوم المستقبل بقيادة التنظيم الشعبي الناصري، في اقتناص الفرصة واغتنام البلدية من التيار الأزرق، بالرغم من أن كل المعطيات تشير إلى اكتساح المستقبل.
الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري أكد خلال إعلان دعمه لائحة إنماء صيدا تطابق وجهات النظر مع الجماعة الإسلامية بالنسبة، لتقطيع هذه "المرحلة الصعبة بأقل خسائر على جمهورنا وعلى أهلنا وعلى مصالح مناطقنا".
النائبة بهية الحريري قالت خلال مهرجان نظمته لائحة إنماء صيدا قبيل الانتخابات: "سنذهب لنصوّت لحسن اختيار أهالي صيدا، كما صوتنا لمجلسهم البلدي قبل 6 سنوات، يوم أراد الصيداويّون الوحدة الصيداوية سبيلاً لاستقرار مدينتهم وإنمائها لأنه لا إنماء بدون استقرار".
رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد الذي يدعم لائحة صوت الناس بصيدا قال لمناصريه، إن الانتخابات البلدية جزء من مسيرتنا المستمرة لتغيير الأوضاع في لبنان نحو الأفضل على كل المستويات، وهي محطة أساسية لتزخيم المسيرة النضالية، وفي حال حققنا الفوز بالمجلس البلدي، نكون قد حققنا قيمة تغييرية مضافة.
وفي حال خسرنا نكون قد دعمنا المسيرة بخبرات وطاقات جديدة.
وعدد الناخبين في مدينة صيدا يبلغ 60610 ناخبًا، منهم 51464 سنة، و5514 شيعة، والبقية من الطوائف المسيحية المتعددة.
وبالرغم من التباين الواضح في اللوائح الثلاث، فإن صيدا شهدت كثافة الجولات الانتخابية، دون مواقف حادة تنعكس توتيرًا على أوضاع المدينة الأمنية الملاصقة لمخيم عين الحلوة الفلسطيني أكبر المخيمات الفلسطينية وأكثرها توترًا.
معركة جزين
أما المعركة الثانية فتشهد منافسة مسيحية – مسيحية في جزين التي تشهد معركتين لانتخاب مجلس بلديتها الجديد ولانتخاب نائب جديد سيكون النائب المنتخب الوحيد في مجلس النواب الممدد له مرتين حتي يونيو 2017، ويتنافس في المعركة النيابية في جزين 3 مرشحين من التيار الوطني الحر-عون- والقوات اللبنانية –جعجع-، والكتائب- الجميل.
رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون وجه تصريحًا لأهل جزين قال فيه: في جزين تراب أجدادي، لذلك لا يمكن أن أنسى الرابط الأساسي مع الأرض التي تحدرت منها، متمنيًا أن تبقى جزين مندمجة بالسياسية العامة التي رسمناها.
التحالف الثنائي الشيعي
وفي المناطق ذات الغالبية الشيعية في الجنوب والنبطية وحارة صيدا، فإن النفوذ الأقوى للثنائي الشيعي "حركة أمل بزعامة نبيه بري" و"حزب الله بزعامة حسن نصر الله"، ويبدو واضحًا، أن المنافسات تتم داخل الفريق الواحد، فداخل أمل وحزب الله انقسامات ذات طابع محلي، علمًا أن الحزب أصرّ على ترشيح أعضاء منتسبين إليه أكثر من غيرهم، ليمسك بالبلديات مباشرة في مرحلة تطبيق العقوبات الأمريكية التي بدأت المصارف اللبنانية في تطبيقها، لتكون حماية إضافية له في مواجهة هذه العقوبات.
رئيس مجلس النواب نبيه بري وجه رسالة إلى الجنوبيين عشية الانتخابات قائلاً: إن هذه الانتخابات للإنماء والوفاء، ومن هنا أتوجه الى أهلنا في كل بلدات الجنوب، مؤكدًا التزام اللوائح التي تم التفاهم عليها بين حركة أمل وحزب الله والتي لم تراعِ سوى مصلحة الجنوب وأبنائه.
ويخوض الحزب الشيوعي اللبناني ومعه مجموعة من اليساريين والناشطين في المجتمع المدني مواجهة حادة ضد التحالف الثنائي الشيعي في ضوء فشل محاولات انضمام الحزب إلى هذا التحالف الشيعي بسبب الخلاف على توزيع الحصص لإصرار حزب الله، وأمل على ألا يكون له دور بلدي وازن، حيث يخوض الشيوعي والقوى اليسارية معركة حامية في بنت جبيل في مواجهة لائحة توافقية لتحالف أمل وحزب الله.
ويغيب تمثيل المرأة عن لوائح تحالف حزب الله - أمل، في البلدات الكبرى، ويحضر على استحياء في القرى.
المناطق الدرزية
أما في المناطق ذات الغالبية الدرزية، خاصة في حاصبيا فإنّ المعركة حامية، بين الحزب التقدّمي الاشتراكي، الحزب الديمقراطي اللبناني، الحزب السوري القومي الاجتماعي والعديد من القوى اليسارية.
ويبلغ عدد الناخبين في محافظتي الجنوب والنبطية 852218 سيختارون 263 مجلسًا بلدياً، مكونًا من 3318 عضوًا بلديًا و702 مختار، و3 أعضاء للمجالس الاختيارية في المدن والبلدات التي لا توجد فيها تقسيمات أحياء.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA== جزيرة ام اند امز