انتخابات البلدية اللبنانية.. تحالفات هشّة تواجه حزب الله وأمل
لبنان تستعد لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات البلدية، غدا (الأحد)، في محافظة جبل لبنان، بعد انتهاء الجولة الأولى
تستعد لبنان لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات البلدية، غدا (الأحد)، في محافظة جبل لبنان، بعد انتهاء الجولة الأولى في بيروت والبقاع الأحد الماضي.
ومع نجاح الجولة الأولى، سقطت ذريعة تعطيل الانتخابات النيابية بحجة الأمن والاستقرار، حيث جرت انتخابات الجولة الأولى وسط كثافة أمنية ومنظمة من الجيش اللبناني وقوى الأمن، وإصرار حكومي على إجرائها مهما كان الثمن، إذ حظر وزير الدفاع الوطني سمير مقبل حمل السلاح خلال أيام الانتخابات التي تنتهي آخر مايو الجاري، وكذلك حظرت وزارة الداخلية سير الدراجات الآلية خلال أيام الانتخابات.
وتعد نتائج الجولة الأولى بالرغم من نجاحها مخيبة للآمال من حيث نسبة التصويت التي لم تتعد 20%، لتعطي فوزا بطعم الخسارة.
العاصمة بيروت
في بيروت نجحت لائحة البيارتة مدعومة من زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وزعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون لكون اللائحة تنص على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، في حين غاب حزب الله عن المشاركة في البيارتة، مما جعل الحريري يصف غياب حزب الله عن البيارتة بالمكسب للبنان عامة وبيروت خاصة، وحصدت اللائحة كامل مقاعد المجلس البلدي في بيروت، وبينما كان يحتفل أنصار الحريري والمستقبل في شوارع العاصمة اللبنانية، كان الخصوم يسخرون مؤكدين أن بيروت خذلت الحريري ولم تعطه نسبة التصويت التي حشد لها خلال أيام قبل الانتخابات، وحجتهم في ذلك أن لائحة "بيروت مدينتي" التي كانت تنافس "البيارتة" حصلت على 40% من الأصوات الصحيحة في بيروت، وهو مؤشر خطر على المستقبل والحريري الذي كان يعتبر أن بيروت حصنه وملاذه في مواجهة الخصوم.
وضع النتائج في عرسال
في عرسال السنية، فقد خسر المستقبل، ونجحت اللائحة المدعومة من العائلات في مواجهة اللائحة المدعوة من الحريري، وفشل الإخوان أبوطاقية وأبوعجينة من آل الحجيري في حصد الأصوات لتخرج عرسال من حضن المستقبل وترتمي في حضن العائلات التي عانت ولا تزال من الهجمات الإرهابية من داعش والنصرة، وعدم تنمية المدينة السنية التي تتهم الجميع بنسيانها.
وفي بعلبك وبريتال فاز تحالف حزب الله وحركة أمل بنتائج الانتخابات البلدية حيث أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم نجاح كامل لوائح التنمية والوفاء في مدينة بعلبك وبلدة بريتال، وكذلك في ستين بلدية في البقاع.
وأكد قاسم في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي أن حزب الله يشارك في 80 بلدية في محافظة البقاع من أصل 143 بلدية، هذه البلديات الثمانون لها طابع تنموي، وتفترق بلديتان بالنسبة إلينا هما بلدية مدينة بعلبك وبلدية بلدة بريتال اللتان تتميزان بطابع سياسي، إضافة إلى الطابع التنموي.
الانتخابات تجرى في 325 بلدية بجبل لبنان
وفي جبل لبنان الذي تجري به الانتخابات الأحد المقبل تخوض نحو 325 بلدية الانتخابات البلدية والاختيارية، ولم يتمكّن تحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ من الاتفاق، بل سيتنافسان في بلديات عدّة.
أهمية جبل لبنان تكمن في الثقل المسيحي خاصة الماروني، وتعد كسروان عاصمة الموارنة، نظراً لأنها تشكل أكبر تجمّع ماروني في لبنان ولها رمزيتها الخاصة التي جعلت معظم القادة الموارنة تاريخياً، إمّا يقطنون فيها أو يترشّحون على مقاعدها النيابية كما حصل مع العماد ميشال عون أخيراً.
عدم اتفاق ماروني في جونية
وفي جونية لم يتفق الموارنة حيث تتحالف القوات اللبنانية مع اللائحة المدعومة من رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام، والنائبين السابقين منصور البون وفريد هيكل الخازن برئاسة فؤاد البوراي، في مواجهة لائحة رئيس البلدية السابق جوان حبيش المدعومة من التيار الوطني الحر وحزبي الكتائب اللبنانية والوطنيين الأحرار.
وفي منطقة جعيتا اتفقت القوات والتيار الوطني الحر- جعجع وعون- على دعم لائحة وليد بارود في حين وقفت الكتائب مع لائحة الرئيس الحالي سمير بارود.
وفي مدينة جبيل، تدعم القوات اللبنانية رئيس البلدية الحالي زياد حواط، بينما اختار التيار الوطني الحر المقاطعة وعدم الترشيح.
اختلاف القوى في عاليه
في عاليه، اختلفت القوى السياسية، ولم تتفق على لائحة بعينها.
وفي دير القمر بالشوف، تنافس لائحة "دير القمر بلدتي" التي يترأسها السفير ملحم مستو، وأعلنها النائب جورج عدوان، وهي تضم ممثلين عن زعيم الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، وممثل عن القوات اللبنانية، وممثلين اثنين عن التيار الوطني الحرّ إضافة إلى ممثلين عن العائلات.
وفي قضاء الشوف، تنافس لائحة التنمية والوفاء المدعومة من حزب الله وأمل.
قرار عائلات الشويفات
وفي الشويفات أطلق رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان لائحة قرار عائلات الشويفات، مؤكدا أن اللائحة راعت نسيج عائلات بلدة الشويفات.
وفي الدامور تتنافس لائحتان الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي شارل غفري، وأخرى برئاسة الياس عمار، وسط انقسام عائلي وحزبي.
وفي إقليم الخروب فشل الاتفاق بين وليد جنبلاط والمستقبل، ليظل رهن التجاذبات السياسية والتحالفات غير المعلنة، نظرا لتوزعه بين المستقبل وجنبلاط.
وفي برج البراجنة المحسوبة على حزب الله، وحركة أمل، تشهد للمرة الأولى معركة منذ نحو 18 عاما، وهي لائحة قلب برج البراجنة البعيدة من الاصطفافات السياسية والحزبية.
وستتنافس في برج البراجنة أيضا لائحتان هما التنمية والوفاء المدعومة من حزب الله وحركة أمل بالتفاهم مع العائلات، ولائحة ثانية غير مكتملة.
وفي الغبيري ستتنافس لائحتان هما، لائحة التنمية الوفاء المدعومة من حزب الله وحركة امل، ولائحة الغبيري للجميع وهي لائحة غير مكتملة.
وفي حارة حريك تنافس لائحة التنمية والوفاء والاصلاح، لائحة مكتملة، وقد تنسحب لتأمين الفوز بالتزكية وتكرار تجربة العام 2010.
وفي الحدث تتنافس لائحتان الأولى مدعومة من القوات اللبنانية، والأخرى من التيار الوطني الحر.
وفي القماطية بقضاء عاليه تنافس لائحة الوفاء والتنمية بالتفاهم للعائلات، عددا من المرشحين المستقلين.
وفازت بالتزكية بلدية الشياح، وبلدية تحويطة الغدير الليلكي بعد تفاهم العائلات مع الأطراف السياسية الفاعلة في المنطقة.
وبمبادرة من رئيس الحكومة تمام سلام عقد لقاء في المصيطبة جمع الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، ليل أمس بعيداً عن الاعلام في محاولة لتسهيل التوافق، بينهما كمدخل إلى توافق واسع في مدينة طرابلس.
ومع الجولة الثانية من الانتخابات البلدية غداً (الأحد)، يظل ضعف الإقبال على صناديق الاقتراع هاجسا يؤرق المتنافسين على بلديات جبل لبنان سواء التحالف الماروني - عون وجعجع- أو التحالف الدرزي –جنبلاط وأرسلان - بينما يمثل تحالف حزب الله وحركة أمل أقوى التيارات المتحالفة.
أما تيار المستقبل فإنه يغرد وحيدا، بعد أن نال بلدية بيروت بتصويت ضعيف، وخسر عرسال، بينما ستكون معاركه في طرابلس وصيدا على المحك حيث إن منافسيه من نفس طائفته.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز