استقبال شعبي إماراتي لأفضل لاعب في آسيا
"خليل" أول لاعب إماراتي ينال اللقب بعد 3 محاولات لم يُكتب لها النجاح للاعب القرن في الإمارات عدنان الطلياني وإسماعيل مطر وإسماعيل أحمد.
جاء فوز أحمد خليل بلقب أفضل لاعب في آسيا في الحفل السنوي الذي أقيم في العاصمة الهندية نيودلهي أمس (الأحد) بمثابة جائزة الترضية لكرة القدم الإماراتية ومنحها جرعة معنوية كبيرة بعد خيبة الأمل التي طاردت منتخب الإمارات والنادي الأهلي عام 2015.
وقدم منتخب الإمارات عروضا جيدة عام 2015 لكن كانت تنقصه الخطوة الأخيرة، حيث حل ثالثًا في كأس آسيا التي أقيمت في أستراليا، ويحتل المركز الثاني في ترتيب المجموعة الأولى ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018 في روسيا وهو ما سيُدخله في آخر مرحلتين في حسابات معقدة للصعود إلى الدور الحاسم.
كما أن الأهلي الذي يعد أحمد خليل ضمن أبرز لاعبيه احتل مركز الوصيف في دوري أبطال آسيا بعد خسارته أمام غوانغجو إيفرغراند الصيني صفر-1 في مباراة الإياب بعدما كانت مواجهة الذهاب انتهت بالتعادل صفر-صفر.
وعكَسَ الاستقبال المميز الذي وجده أحمد خليل اليوم بعد عودته من نيودلهي أهمية هذه الجائزة التي نالها، وتعد الأهم على الصعيد الفردي في تاريخ كرة القدم الإماراتية.
كما عكست السعادة التي عاشها الشارع الرياضي في الإمارات خلال الأيام الأخيرة حتى تتويج أحمد خليل بجائزة أفضل لاعب، بعدما ضمت القائمة النهائية لجوائز الاتحاد الآسيوي خمسة أسماء تمثل كرة القدم الإماراتية.
وتنافس أحمد خليل (الأهلي) وعمر عبد الرحمن (العين) على جائزة أفضل لاعب، ومهدي علي مدرب منتخب الإمارات على جائزة أفضل مدرب، والأهلي على جائزة أفضل نادٍ، ومحترف الأخير البرازيلي إيفرتون ريبيرو على جائزة أفضل لاعب أجنبي.
وقال يوسف السركال، رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم: "ما حصل في نيودلهي هو انتصار لكرة الإمارات، وأكد حجم الموهبة التي وصلت إليها، ودليلًا على ما يتمتع به هذا الجيل من مهارة وطموح، وهو ما يتطلب منحه كل الثقة، والوقوف يدًا بيد خلف الأبيض في مشواره نحو تحقيق حلم التأهل لمونديال روسيا 2018".
كان منتخب الإمارات والمدرب مهدي علي قد تعرضا لانتقادات واسعة بعد تعقد مهمة "الأبيض" في تصفيات مونديال 2018.
واعتبر السركال أن "تنافس كل من أحمد خليل وعمر عبد الرحمن على جائزة أفضل لاعب في القارة، بجانب وجود مهدي علي في قائمة أفضل ثلاثة مدربين، والمحترف البرازيلي ريبيرو على صعيد الأجانب، والأهلي بالنسبة إلى أفضل ثلاثة أندية، سيكون بداية الطريق وفاتحة خير نحو الأفضل".
وبات خليل أول لاعب إماراتي ينال اللقب بعد 3 محاولات لم يُكتب لها النجاح للاعب القرن في الإمارات عدنان الطلياني عام 1990 وإسماعيل مطر 2008 وإسماعيل أحمد 2014.
كما أن أحمد حقق رقمًا قاريًّا بعدما بات ثالث لاعب، بعد الإيراني مهدي مهداوي، والياباني شينجي أونو، يفوز بجائزتي أفضل لاعب في آسيا وأفضل لاعب شاب في القارة توج بها عام 2008.
عام مميَّز
كان عام 2015 مميًزا لأحمد خليل واستهله في يناير الماضي بقيادة الإمارات إلى المركز الثالث في كأس آسيا بتسجيله أربعة أهداف احتل بها المركز الثاني في ترتيب الهدافين بعد مواطنه علي مبخوت.
كما سجل عشرة أهداف في تصفيات مونديال 2018، منها رباعيتان في شباك ماليزيا وتيمور الشرقية، ليصبح أول لاعب إماراتي يسجل أربعة أهداف في مباراة واحدة خلال تصفيات كأس العالم.
وأثمرت أهداف أحمد خليل الغزيرة في عام 2015 في أن يصبح ثاني الهدافين التاريخيين لمنتخب الإمارات برصيد 37 هدفًا، متجاوزًا رقم إسماعيل مطر صاحب الـ34 هدفًا، وأصبح على بُعد 15 هدفًا من عدنان الطلياني المتصدر برصيد 52 هدفًا.
ونقل خليل تألقه إلى ناديه الأهلي وقاده إلى نهائي دوري أبطال آسيا بتسجيله ستة أهداف ليحتل المركز الثاني في صدارة هدافي البطولة بعد البرازيلي ريكاردو غولارت، مهاجم غوانغجو إيفرغراندي (8 أهداف).
ورفض خليل اعتبار الجائزة نتاج مجهوده الشخصي فقط، بل إنها تخص كل زملائه في المنتخب والنادي إضافة إلى المدربين الذين أشرفوا عليه.
وقال خليل: "الجائزة هدية إلى اللاعبين والمدربين وكل من وقف إلى جانبي وساندني، وكل هؤلاء يستحقون أن يقاسموني ما حصلت عليه من تقدير".
وتابع خليل الذي فوجئ بالحشد الذي جاء لاستقباله في مطار دبي اليوم: "الاستقبال أمر محفز معنويًّا بشكل كبير بالنسبة إليّ، وهو ما يجعلني أبذل قصارى جهدي لإسعاد هذه الجماهير".
ظاهرة إماراتية
يعد خليل، 24 عامًا، ظاهرة حقيقية في كرة القدم الإماراتية بعدما شارك في كل المنتخبات الوطنية من الناشئين حتى المنتخب الأول، واكتسب موهبته كونه سليل عائلة كروية تضم فؤاد وفيصل ومحمد وفتحي التي قدمت الكثير للنادي الأهلي، وما زال فيصل يعتبر ثاني هدافيه التاريخيين.
وكانت بداية خليل مع أشبال الأهلي ثم انضم إلى منتخب الناشئين وقاده إلى لقب كأس الخليج عام 2006، وتوِّج هدافًا للبطولة برصيد خمسة أهداف، ومن ثم أسهم بإحراز منتخب الشباب لقب كأس آسيا عام 2008 وتوِّج هدافًا لها أيضًا برصيد أربعة أهداف وبلقب "أفضل لاعب" الذي منحه لاحقًا جائزة "أفضل لاعب شاب في القارة".
وشارك خليل بعد ذلك مع الإمارات في مونديال الشباب عام 2009 في مصر وسجل ثلاثة أهداف وقاد "الأبيض" إلى ربع النهائي، وبعدها انتقل إلى المنتخب الأوليمبي وأحرز معه أيضًا لقب كأس الخليج الأولى للمنتخبات الأوليمبية وتوِّج هدافًا للبطولة برصيد خمسة أهداف.
وكانت قمة تألق خليل مع المنتخب الأوليمبي قيادته إلى المركز الثاني في بطولة دورة الألعاب الآسيوية في غوانغجو الصينية عام 2010، وتأهله لأوليمبياد لندن 2012 لأول مرة في تاريخه.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTUwIA==
جزيرة ام اند امز