الصندوق الأسود يدفن سر الطائرة المصرية المنكوبة في منتصف يونيو
الصندوق الأسود يصدر اشارات تحت المياه لمدة تراوح بين أربعة وخمسة أسابيع
رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترجيح أي فرضية بشأن سقوط الطائرة المصرية المنكوبة، مشددًا على ضرورة التركيز على البحث عن الصندوقين الأسودين الذين يحملان السر وراء سقوط الطائرة.
وقال إن هناك معدات للبحث تحركت وهى غواصة تصل إلى 3 آلاف متر تحت سطح المياه، ونسعى جاهدين لانتشال الصندوقين الأسودين، ليساعدنا بنسبة كبيرة للحصول على معلومات وراء سقوط الطائرة.
جاءت تصريحات الرئيس المصري – وهي الأولى له منذ سقوط الطائرة الخميس الماضي – عقب تعدد التفسيرات والفرضيات في الوقت الذي تمركز الحديث، الأحد، عن سر الجانب الأيمن من الطائرة المنكوبة.
ولعل جهود البحث اليوم تتركز على الصندوقين الأسودين، حيث إن الصندوقين يصدران إشارات تحت المياه لمدة تراوح بين 4 و5 أسابيع، وبعد ذلك تفرغ شحنة بطاريتيهما، ولا يمكن بالتالي استخراج المعلومات المخزنة داخلهما، وبالتالي فإن عدم العثور على الصندوقين قبل منتصف يونيو المقبل قد يعني اختفاء سر سقوط الطائرة المصرية المنكوبة إلى الأبد، كما حدث مع كوارث طيران سابقة لم يعرف سببها إلى اليوم.
ونقلت صحيفة "التليجراف" البريطانية، الأحد، عن طيار أوروبي قوله، إنه حدث تفجير في الجانب الأيمن من قمرة القيادة ورجح أن يكون التفجير قد حدث من الداخل.
وكانت الطائرة المصرية وهي من طراز "إيرباص إيه-320"، تقوم برحلة بين باريس والقاهرة وعلى متنها 66 شخصا بينهم 30 مصريًّا و15 فرنسيًّا عندما تحطمت، الخميس الماضي، في البحر المتوسط بعد اختفائها من شاشات الرادار. وتم العثور على القطع الأولى من الحطام على بعد 290 كلم شمال الاسكندرية بواسطة سفن وطائرات نشرها الجيش المصري.
إن الحديث عن تفجير في الجانب الأيمن من قمرة القيادة يتوافق مع ما ذكره محققون ووسائل إعلام حول وجود دخان في الدائرة، وكانت وسائل إعلام أمريكية هي أول من أشار إلى رصد دخان في مقدمة الطائرة، وكذلك مع تأكيدات السلطات الفرنسية أن أجهزة الكشف عن الدخان انطلقت قبل دقائق من تحطم الطائرة.
رصد صعود دخان من الجانب الأيمن لقمرة القيادة لا يعني – بحسب خبراء – ترجيح فرضية الخطأ الفني أو حدوث انفجار. فربما كانت هناك مشكلات أو أنها انفجرت إلى الخارج بفعل قنبلة، وفي هذا السياق أشارت "التليجراف" إلى أنه قد تكون إشارات الطائرة ناتجة عن الضباب الذي ملأ قمرة القيادة بعد انفجار الجانب الأيمن وفقدان الطائرة للضغط بعد التفجير.
ونشر الجيش المصري، السبت، على "فيس بوك" فيديو لما تم العثور عليه اثناء عمليات البحث وتظهر فيه حقيبة أطفال وردية مزينة بفراشات، وجزء من هيكل الطائرة ممزق وسترة نجاة مفتوحة، وكان طفل ورضيعان على متن الطائرة المنكوبة التي قضي كل ركابها ومن بينهم 30 مصريًّا و15 فرنسيًّا.
إن تفجير في قمرة القيادة دفع البعض للحديث عن فرضية انتحار قائد الطائرة وهي الفرضية التي استبعدها أغلب المراقبين، خاصة مع بعث قائد الطائرة لرسالة لزوجته قبل بدء الرحلة عبر الموبايل وصورة سيلفي حملت ابتسامات وتمنيات باللقاء إلى جانب دخوله في مشروعات لشراء عقارات بالقاهرة قبل رحلته بأسابيع قليلة.
ومع استبعاد فرضية الانتحار، فإن الأنظار اتجهت إلى الحريق المتعمد والتخريبي في قمرة القيادة، ولكن ما يدفع البعض إلى عدم ترجيح هذا السيناريو هو تجنب أي تنظيم إرهابي مثل "داعش" أو "القاعدة" الإعلان عن تبني هجوم على الطائرة، على عكس ما حدث في حادث سقوط الطائرة الروسية. كما لم تشر رسالة صوتية من المتحدث باسم "داعش" تم بثها مساء السبت الى الطائرة المنكوبة، لم يكن الخبراء يتوقعون أن تتضمن هذه الرسالة أي شيء عن طائرة مصر للطيران؛ إذ إن هذه الرسائل يتم تسجيلها قبل أيام بل أحيانًا أسابيع من بثها، كما أن حساب الفرقان الذي بثها على "تويتر" لا ينشر بيانات تبني العمليات، وإنما يتم إذاعة هذه البيانات على حسابات "تويتر" للمسؤولين عن الدعاية في التنظيم.
وكانت القنبلة الصغيرة التي انفجرت على متن الطائرة "الشارتر" الروسية بعد إقلاعها من شرم الشيخ أدت إلى تفككها على الفور؛ إذ تسببت، بحسب الخبراء، في "انخفاض في الضغط يؤدي إلى انفجار نتيجة الارتفاع الكبير للطائرة في ذلك الوقت؛ اذ كانت على ارتفاع 11 كيلومترًا عن الارض، وهذا ما لم يترك أي فرصة للطيار لإرسال إشارة استغاثة. وطائرة مصر للطيران كانت على نفس الارتفاع عندما انقطع أي اتصال بها فجر الخميس.
ومع استمرار عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين في البحر المتوسط بعد 3 أيام من سقوط الطائرة المصرية، فإن سلطات التحقيق في مصر وفرنسا تخشى عدم إمكانية العثور عليهما في الوقت المناسب؛ لأن هذا يعني أن يدفع سر سقوط الطائرة مع الصندوقين في أعماق البحر لتصبح الأسئلة المطروحة كافة اليوم بدون إجابة إلى الأبد
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز