الرئيس اللبناني يحذر: اقتربنا من أجواء الحرب الأهلية
عون أوضح أن البلاد "تمر بأقصى أزماتها الاقتصادية"، على خلفية انهيار غير مسبوق في سعر العملة المحلية
حذر الرئيس اللبناني ميشال عون الرئيس اللبناني من أن بلاده اقتربت من أجواء الحرب الأهلية على نحو مقلق، مشددا على ضرورة مواجهة الفتنة الطائفية.
وأوضح عون، في كلمة له خلال "اللقاء الوطني" في بعبدا، الخميس، أن البلاد "تمر بأقصى أزماتها الاقتصادية"، على خلفية انهيار غير مسبوق في سعر العملة المحلية.
وشدد على أن ما جرى في الشارع خلال الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في طرابلس وبيروت وعين الرمانة، يجب أن يكون إنذارا لنا جميعا لتحسس الأخطار الأمنية التي قرعت أبواب الفتنة من باب المطالب الاجتماعية.
واتهم الرئيس اللبناني جهات، لم يسمها، باستغلال غضب الناس، ومطالبهم المشروعة، من أجل توليد العنف والفوضى، لتحقيق أجندات خارجية مشبوهة بالتقاطع مع مكاسب سياسية لأطراف في الداخل.
ومضى بالقول: لقد لامسنا أجواء الحرب الأهلية بشكل مقلق، وأطلقت بشكل مشبوه تحركات مشبعة بالنعرات الطائفية والمذهبية، وتجييش العواطف، وإبراز العنف والتعدي على الأملاك العامة والخاصة وتحقير الأديان والشتم.
وأوضح أن الدعوة إلى اللقاء الوطني تأتي لمواجهة "هذا التفلت غير المسبوق، وشحن النفوس، والعودة إلى لغة الحرب البائدة التي دفع لبنان ثمنها غاليا في الماضي"، مشددا على ضرورة وضع حد نهائي لهذا الانزلاق الأمني الخطير.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب أن بلاده تمر بمرحلة مصيرية من تاريخه تحتاج إلى تضافر الجهود وتقديم مصلحة البلاد حتى يتم تخفيف حجم الأضرار التي قد تكون كارثية.
وقال دياب ، في كلمة خلال "اللقاء الوطني"، إن هذه الدعوة تحمل في طياتها درجة عالية من المسؤولية الوطنية في الدفع نحو التقاء اللبنانيين في حوار يعطل صواعق الفتن ويفتش عن مخارج للأزمات العميقة التي يعيشها لبنان.
وأضاف أن "اللبنانيين يتطلعون بقلق إلى المستقبل، لأن الحاضر مرتبك، ولأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية تترك خلفها ظلالا سوداء، ومآس مؤلمة، وأنينا اجتماعيا يصم آذان المكابرين عن الاعتراف بأسباب وقوة الوجع".
وفقدت الليرة حوالي 75 بالمئة من قيمتها منذ أكتوبر تشرين الأول عندما انزلق لبنان إلى أزمة أدت إلى فقدان الوظائف وارتفاع الأسعار مع فرض قيود على رؤوس الأموال مما جعل من الصعب على اللبنانيين الحصول على مدخراتهم من العملات الصعبة.
وهوت الليرة اللبنانية إلى مستويات منخفضة جديدة، الثلاثاء، إذ جرى تداولها فوق مستوى 6000 مقابل الدولار في السوق الموازية بحسب متعاملين في السوق، في الوقت الذي أدت فيه أزمة الدولار الحادة إلى زيادة تآكل قيمة العملة الوطنية.
وجعلت الأزمة قرابة نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر وفق البنك الدولي، مع توقّع خبراء اقتصاديين اضمحلال الطبقة الوسطى في بلد كان حتى الأمس القريب يُعرف باسم "سويسرا الشرق" ويشتهر بمرافقه وخدماته .