المعارضة اللبنانية تقاطع لقاء عون.. "إبرة بنج" لذر الرماد بالعيون
أكبر الأحزاب المعارضة تختار مقاطعة اللقاء الذي دعا إليه الرئيس اللبناني، الخميس، ما يشكّل ضربة للرئاسة والعهد ومن خلفهما الحكومة.
اختارت أكبر الأحزاب المعارضة في لبنان، مقاطعة اللقاء الوطني الذي دعا إليه رئيس البلاد، ميشال عون، الخميس، ما يشكّل ضربة للرئاسة والعهد ومن خلفهما الحكومة التي لم تحقق شيئا من كل الوعود التي أعلنت عنها منذ تشكيلها قبل 4 أشهر.
وسيقتصر الحضور على حلفاء عون وحزب الله ورئيس الحكومة حسان دياب، بعد إعلان مواقف جميع الشخصيات والفرقاء المدعوين لحضور اللقاء موقفهم.
ويشار بـ"العهد" في لبنان إلى فترة حكم رئيس الجمهورية، الذي تولى منصبه في 2016، ويستمر في الحكم 6 سنوات.
ورأى المعارضون أن اللقاء محاولة فاشلة لتخدير اللبنانيين ضمن مساعي عون لإخلاء مسؤوليته والحكومة المحسوبة عليه وعلى حزب الله، إضافة إلى خلوه من جدول أعمال واضح للقضايا اللبنانية الأساسية.
وتوالت المواقف المعتذرة عن الحضور، أبرزها تلك التي أتت من قبل رؤساء الحكومة السابقين، سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام وفؤاد السنيورة، ما جعل اللقاء يفتقد إلى الغطاء السني خاصة أن الحريري يملك أكبر كتلة نيابية سنية.
وبعد ذلك أعلن كل من "حزب القوات اللبنانية" الذي يرأسه سمير جعجع و"حزب الكتائب" الذي يرأسه النائب سامي الجميل رفضهما المشاركة، حتى أن المقاطعة انسحبت على رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، حليف حزب الله.
فيما أعلن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عن مشاركة حزبه، وهو المعروف بعلاقته المتينة مع رئيس البرلمان نبيه بري الذي لعب على خط الاتصالات لإنجاح اللقاء لكنه لم ينجح.
لكن ورغم هذه المقاطعة التي أفرغت اللقاء من مضمونه، رفضت الرئاسة اللبنانية إلغاءه أو تأجيله حتى أن البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس الجمهورية السابق أمين الجميل تمنيا على الرئيس عون تأجيله لكنه لم يستجب لهما.
وأكدت مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية أنها ماضية في عقد اللقاء، وقالت لـ"العين الاخبارية": إن "الدعوة وجهت لجميع القيادات والأحزاب ومن قرر المقاطعة هذا قراره".
وأضافت أن "الأهم يبقى أن الجميع لا شك أنهم يوافقون على حماية السلم الأهلي والاستقرار الذي سيطرح في اللقاء وليس بمن حضر ومن قرر الغياب، وبالتالي فإن كل ما سيصدر عن هذا اللقاء سيستفيد منه الجميع في وقت يمر فيه البلاد بمرحلة دقيقة".
والأربعاء، أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في مؤتمر صحفي، عدم مشاركة حزبه في الاجتماع الذي قال إن "الهدف منه ذر الرماد في العيون".
وأضاف: "تلقينا منذ أيام دعوة إلى اجتماع جديد في بعبدا وتوقفنا طويلا لنعرف ما هدف الاجتماع ولم نستطع المعرفة، فالوضع في البلد في مكان والمسؤولون في مكان آخر تماما، كل ما يهم الشعب هو لقمة العيش التي لا يمكنه الحصول عليها، ماذا بقي من لبنان الذي نعرفه؟".
وتابع: "الدعوة تأتينا لنتحاور حول السلم الأهلي فيما المشكلة في مكان آخر تماما".
والثلاثاء، أعلن رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميل، مقاطعة اللقاء، وقال في مؤتمر صحفي، إن "عنوان الحوار في غير مكانه وندعو الرئيس عون إلى أن يدعو إلى حوار حول المسائل التي تنقذ الواقع وحوار لوضع خطة إنقاذية اقتصادية وليس كالخطة التي عليها صراع بين أهل السلطة العاجزة عن الحلّ".
ودعا ليكون "الحوار حول إعادة انبثاق السلطة وإعادة القرار لنا وانتخابات جديدة وحكومة مستقلة كما نريد حوارا حول استعادة لبنان لموقعه وحصر السلاح بيد الجيش".
وكان رؤساء الحكومة السابقون قالوا إن "دعوة الرئاسة إلى اللقاء والهدف المعلن منها في غير محلها شكلا ومضمونا، وتشكل مضيعة لوقت الداعي والمدعوين في وقت تحتاج البلاد إلى مقاربة مختلفة".
واعتبروا أن "أداء الحكومة في الأشهر الماضية يعطي إشارات إلى عجز فاضح عن أن تكون البلاد في مستوى التحديات الجدية والأحداث الخطيرة، ولا يكون ذلك إلا ببرنامج يرسم خريطة طريق واضحة".
ومع مضي الرئاسة اللبنانية بقرار عقد اللقاء، اعتبر شارل جبور مسؤول الإعلام والتواصل في "حزب القوات" أن "اللقاء بات فاقدا للشرعية الوطنية".
وقال لـ"العين الاخبارية": "النقطة المشتركة بين كل القوى المعتذرة هي جدول الأعمال الذي لا يحتمل الحوار، إضافة إلى أن كل طرف أخذ موقفه من دون التنسيق مع الآخر، من المعارضة والموالاة، وبالتالي لا يوجد جبهة أرادت المقاطعة، إنما القضية أن العنوان والمشكلة الأساسية المهمة في لبنان اليوم وهي الأزمة المالية والاقتصادية، غائبة عن اللقاء".
وأضاف: "لا شك أن الطرف الآخر متمسك بعقد اللقاء ويعتبر أن إلغاءه هو هزيمة له أو تنازل، إنما كان يجب تصحيح الخطأ الذي حصل في الدعوة وعدم الذهاب إلى هذه النهاية، بحيث أن اللقاء بات على طريقة أن أهل البيت الواحد يتحاورون مع بعضهم باستثناء مشاركة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان وجنبلاط".
وفي هذا الإطار، قال النائب في "تيار المستقبل"، محمد سليمان، بعد لقائه مفتي الجمهورية، الأربعاء: "لقاء بعبدا يفتقر لأي رؤية واضحة لحل المشاكل الاقتصادية التي تمر بها البلاد. ونأمل أن تكون هناك ورقة إصلاح فعلية ورؤية مستقبلية كي تكون هناك مشاركة لجميع الأطراف".
من جهته، قال النائب في "الكتائب" نديم الجميل على حسابه عبر تويتر: "اذا غضضنا النظر عن اتهام العهد وصهره (النائب جبران باسيل)، الجميع بالفساد والسرقة والتآمر ثم دعوتهم إلى الحوار، فإن هدف اللقاء في حد ذاته هزيل، خصوصا أن من يهدد السلم الأهلي هم قوى الأمر الواقع حلفاء العهد!".
وأضاف: "الأجدى التركيز اليوم على الهم الاقتصادي، ومعالجتُه ليست بإبر بنج فاشلة ولا بخطابات ولا بالاقتصاد فقط، بل بإصلاح موقع لبنان الاستراتيجي وربطه مجددا بمحيطه الطبيعي لا بإيران".
وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت أن هدف اللقاء الوطني المقرر عقده، الخميس، في قصر بعبدا، "التباحث والتداول في الأوضاع السياسية العامة والسعي للتهدئة على الصعد كافة بغية حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وتفاديا لأي انفلات قد تكون عواقبه وخيمة ومدمرة للوطن، خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي لم يشهد لبنان مثيلا لها".
ووجهت دعوات خطية باسم الرئيس عون للمدعوين إلى اللقاء وهم: رئيسا المجلس النيابي ومجلس الوزراء، رؤساء الجمهورية السابقون، رؤساء الحكومة السابقون، نائب رئيس مجلس النواب، رؤساء الأحزاب والكتل الممثلة في مجلس النواب".
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA== جزيرة ام اند امز