الليرة اللبنانية.. السوق السوداء تعاند كل الحلول
الليرة اللبنانية هبطت إلى مستويات منخفضة جديدة الثلاثاء إذ جرى تداولها فوق مستوى 6 آلاف مقابل الدولار في السوق الموازية.
لا تزال السوق السوداء تفرض كلمتها على أسعار الليرة اللبنانية، بعد أن سجلت العملة المحلية تراجعا جديدا أمام الدولار وجرى تداولها فوق مستوى 6 آلاف دولار.
ويشهد لبنان أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، يتزامن مع شحّ الدولار وتوقف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار.
وتراجعت الليرة اللبنانية إلى مستويات منخفضة جديدة اليوم الثلاثاء إذ جرى تداولها فوق مستوى 6000 مقابل الدولار في السوق الموازية بحسب متعاملين في السوق، في الوقت الذي أدت فيه أزمة الدولار الحادة إلى زيادة تآكل قيمة العملة الوطنية.
وتسبّبت الأزمة الاقتصادية في لبنان بارتفاع معدل التضخم ودفعت قرابة نصف السكان تحت خط الفقر.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون هذا الشهر إن البنك المركزي سيبدأ في استخدام احتياطيات محدودة من الدولار لدعم الليرة بعد أن أثار الانخفاض الحاد احتجاجات عامة جديدة.
لكن السوق السوداء كان لها رأي آخر، ووقفت كل الإجراءات والقرارات الحكومية عاجزة عن وقف نزيف العملة المحلية.
ولا تزال الحكومة عاجزة عن احتواء الأزمة وتعلّق آمالها على صندوق النقد في محاولة للحصول على أكثر من 20 مليار دولار بينها 11 مليارا أقرها مؤتمر سيدر في باريس عام 2018 مشترطاً إجراء إصلاحات لم تبصر النور.
وفقدت الليرة حوالي 75% من قيمتها منذ أكتوبر/ تشرين الأول عندما انزلق لبنان إلى أزمة أدت إلى فقدان الوظائف وارتفاع الأسعار مع فرض قيود على رؤوس الأموال مما جعل من الصعب على اللبنانيين الحصول على مدخراتهم من العملات الصعبة.
ومع وجود مصادر قليلة لتدفقات الدولار الجديدة، سعى البنك المركزي إلى تثبيت سعر الدولار في دور الصرافة من خلال تحديد سعر موحد لها كل يوم مع توقيع عقوبات قانونية للتجار الذين يبيعون بأعلى من هذا السعر.
وجرى تحديد السعر عند 3850-3900 اليوم الثلاثاء ضمن المخطط.
غير أن شركات الصرافة قالت يوم الإثنين إن السعر المخفض سيكون متاحا فقط للعملاء الذين لديهم احتياجات محددة وموثقة مثل دفع القروض المقومة بالدولار وتذاكر الطائرات ورسوم المدارس في الخارج ورواتب العاملين الأجانب.
وقال متعاملان اليوم الثلاثاء إنهما اشتريا الدولار مقابل 6000 ليرة. وقال أحدهما إنه يبيع العملة الأمريكية مقابل 6200 ليرة، بينما قال الثاني إنه لا يبيع. ويُقارن هذا السعر بسعر شراء للدولار بلغ حوالي 5 آلاف ليرة قبل أسبوع.
وقال هاني بحصلي رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية إنه "يكاد يكون من المستحيل" تدبير الدولار بأي ثمن وإن نظام تخصيص الدولارات لمستوردي المواد الغذائية ناجع بالكاد.
وأضاف أن سعر الدولار بلغ 6000-6200 ليرة للبيع والشراء اليوم الثلاثاء.
وتظل الليرة مربوطة بالدولار عند 1507.5، لكن سعر الصرف متاح لواردات القمح والأدوية والوقود فحسب.
ودفعت الأزمة الاقتصادية مئات آلاف اللبنانيين للخروج إلى الشارع منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول احتجاجاً على أداء الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والفشل في إدارة الأزمات المتلاحقة.
ووجد عشرات الآلاف أنفسهم خلال الأشهر الأخيرة يخسرون وظائفهم أو جزءاً من رواتبهم، ما رفع معدل البطالة بحسب إحصاءات رسمية، إلى أكثر من 35%.
وينعكس الانخفاض في قيمة العملة المحلية على أسعار السلع والمواد الغذائية وكل ما يتم استيراده من الخارج كالمفروشات والأدوات الكهربائية وقطع السيارات.