الليرة تدفع ثمن الفوضى في لبنان.. السوق السوداء تحكم بيروت
متعاملون في السوق قالوا إنه جرى تداول الدولارات الشحيحة في لبنان بين 4300 و4500 ليرة
لا يزال الانهيار السمة السائدة لليرة اللبنانية التي تواجه تراجعا حادا أمام الدولار الأمريكي، ما أثار غضب اللبنانيين بعد أن فقدت عملتهم المحلية 60% من قيمتها.
ولم تفلح الإجراءات الحكومية في وقف نزيف العملة المحلية، أو في السيطرة على السوق السوداء التي أصبحت لها الكلمة العليا في تحديد سعر الصرف.
قال متعاملون في السوق إنه جرى تداول الدولارات الشحيحة في لبنان بين 4300 و4500 ليرة الإثنين، غير بعيد عن الأسعار التي شهدها الأسبوع الماضي عندما قال رئيس البلاد إن المصرف المركزي سيتدخل لدعم العملة المحلية التي تحاصرها المشاكل.
كان الرئيس اللبناني ميشال عون قال يوم الجمعة إن المصرف المركزي سيبدأ تغذية السوق بالدولارات الإثنين، ساعيا إلى وقف انهيار للعملة أدى إلى متاعب اقتصادية وأثار احتجاجات.
ولم يصدر أي بيان من المصرف المركزي أو الرئاسة بشأن ضخ الدولارات.
وقال مشاركون في عمليات السوق إن هناك فوضى تتباين فيها أسعار الصرف في السوق غير الرسمية، التي هي الآن المصدر الرئيسي للسيولة لأغلب الأشخاص بعد أن فرضت البنوك قيودا مشددة.
وفقدت العملة المحلية أكثر من 60% من قيمتها منذ أواخر العام الماضي عندما انزلق لبنان بشدة في أزمة مالية دفعت الحكومة إلى طلب مساعدة من صندوق النقد الدولي.
وتبقي الدولة المثقلة بالديون على ربط رسمي لسعر الدولار عند 1507.5 ليرة، لكن في ظل تقلص احتياطيات النقد الأجنبي، فإن ذلك السعر متاح فقط لواردات الوقود والأدوية والقمح.
وقال أحد الصرافين إن سعر الدولار بلغ اليوم 4300 ليرة، في حين قال صراف آخر وعميل إن العملة الأمريكية جرى تداولها عند 4500.
وقال عميل ثان إنه باع دولارات عند 4 آلاف ليرة.
كان السعر قفز إلى نحو 5 آلاف ليرة الأسبوع الماضي، مما أوقد شرارة احتجاجات في بعض المدن، لكنه نزل بعد ذلك إلى 4500 في بعض مكاتب الصرافة يوم الجمعة في أعقاب إعلان عون.
وفي مسعى لكبح السوق الموازية، أطلق المصرف المركزي نظام تسعير موحدا هذا الشهر بهدف خفض السعر إلى 3200. لكن مستوردين قالوا إن الدولارات غير متاحة بالسعر الأقل، والذي تحدد الإثنين عند 3910.