يعالون يهاجم السلطة الفلسطينية.. ولقاء عابر بين عباس ونتنياهو في باريس
مواجهات في 9 نقاط بالضفة عشية دخول الانتفاضة شهرها الثالث
قوات الاحتلال تقتحم كلية العروب شمال الخليل وتطلق النيران على شبابها
اندلعت مواجهات في تسع نقاط على الأقل بالضفة الغربية والقدس المحتلة، اليوم الاثنين، عشية دخول الانتفاضة شهرها الثالث، في وقت صعدت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي من حملات الدهم والاعتقال وسياسة هدم المنازل، على وقع ضغوط إسرائيلية على السلطة الفلسطينية لتوقف "التحريض" وتدين المواجهات الجارية، بينما لا تزال الصدمة من قرار لمحكمة إسرائيلية يمهد لتبرئة مستوطن متطرف أحرق طفلا فلسطينيًّا حيًّا حتى الموت.
9 نقاط مواجهة
وقال ناشطون حقوقيون لبوابة "العين": إن المواجهات اندلعت في أربعة محاور بالقدس المحتلة، هما حيي رموت والثوري بسلوان، إضافة إلى منطقة جبل المكبر وبلدة العساوية، إضافة إلى مخيمي العروب والفوار، وبلدة بيت أمر في الخليل، فيما كانت النقطة الثامنة محيط جامعة خضوري بطولكرم، والتاسعة في حي النقار بقلقيلية شمال الضفة.
وأقرت الإذاعة الإسرائيلية، بتعرض مركبة للمستوطنين للرشق بالحجارة في حي رموت بالقدس المحتلة، تطورت لمواجهات عنيفة بالمنطقة، لتضاف إلى مواجهات شديدة شهدها حي الثوري في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، حيث سيطر الغضب منذ الليلة الماضية بعد استشهاد الطفل أيمن العباسي (17 عاما) بعد إصابته في مواجهات قرب باب العامود.
وأطلقت قوات الاحتلال الأعيرة المعدنية والقنابل المسيلة للدموع تجاه المتظاهرين، ما تسبب بوقوع إصابات بالاختناق في منطقة المواجهات، فيما اندلعت مواجهات أكثر شدة في منطقة العيساوية وجبل المكبر بالقدس، بعدما اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة، وهدمت ما تبقى من منزل الشهيد غسان أبو جمل في قرية جبل المكبر.
كانت مجموعةٌ من المستوطنين، اقتحمت صباحا، باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وذكر المركز الإعلامي لشؤون القدس والمسجد الأقصى أن مجموعة من المستوطنين اقتحموا باحات المسجد، ضمن جولات استفزازية للمسلمين، في وقت منعت قوات الاحتلال النساء من دخول الأقصى.
الخليل.. مواجهات وحصار
وفي الخليل، التي لا تزال ترزح تحت حصار مشدد للأسبوع الثاني على التوالي، اقتحمت قوات الاحتلال كلية العروب شمال المدينة، وسرعان ما اندلعت مواجهات مع الشبان، أطلقت خلالها تلك القوات وابلاً من القنابل المسيلة للدموع.
وتكرر مشهد المواجهات في بلدة بيت أمر، ومخيم الفوار، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
تدمير منازل
في هذه الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيهدم ثلاثة منازل لفلسطينيين بمدينة الخليل، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تستهدف ذوي منفذي عمليات الطعن.
وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية حددت المنازل التي تقع في مخيم الفوار للاجئين، وتعود إلى كل من: محمد إسماعيل محمد شوبكي، الذي نفذ عملية طعن على مفترق الفوار يوم الأربعاء الماضي، وأصاب جنديًّا بجراح خطيرة، ومنزل طه حسين أحمد طرده، الذي نفذ عملية طعن في القدس أمس السبت، وأصاب سائحة فلبينية بجراح، ومنزل عماد الدين تيسير موسى طرده، الذي نفذ عملية الطعن في ريشون ليتسيون يوم الاثنين الماضي، وأصاب 3 إسرائيليين.
كما شهد شرقي قطاع غزة، مواجهات مسائية محدودة مع قوات الاحتلال، تركزت في شرق مخيم البريج وسط القطاع، تخللها إطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع بلا إصابات.
اعتقالات فجرية
كانت قوات الاحتلال الصهيوني قد اعتقلت فجرا تسعة فلسطينيين عقب اقتحام ومداهمة أنحاء متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، بينهم أسير محرر مقعد من مدينة جنين.
وذكرت القناة الإسرائيلية السابعة، عبر موقعها الإلكتروني، أن جيش الاحتلال اعتقل 9 فلسطينيين ممن يصفهم بـ"المطلوبين" لقواته، 6 منهم بدعوى ممارسة نشاطات تتعلق بالمقاومة ضد الجيش والمستوطنين.
وقالت حركة "حماس": إن بين المعتقلين ثلاثة من كوادرها في جنين، أحدهم القيادي في بلدة يعبد جنوب جنين الشيخ المقعد عدنان حمارشة (50 عاما).
مصادرة مضخات مياه
في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال صباحا، خربة الدير في الأغوار وصادرت مضخات المياه التي تغذي التجمع البدوي، وذلك بعد أشهر قليلة من تسليم سكان الدير إنذارات إخلاء وهدم لجميع مساكنهم.
وقال المواطن علي دراغمة من سكان المنطقة: إنّ قوات الاحتلال صادرت مضخات المياه لمنع المواطنين من زراعة أراضيهم، مشيرا إلى أن منع استخدام عيون المياه يعني القضاء على سبل الحياة في الدير.
وأضاف أن نحو 30 عائلة تقطن الدير لديها إخطارات إخلاء وهدم، مؤكداً أن الأراضي المقامة عليها خربة الدير من الأراضي المصنفة ملكية خاصة "طابو".
يعالون يطلب الاستنكار
سياسيا، وجه وزير الجيش الإسرائيلي، انتقادات جديد للسلطة الفلسطينية، وطالبها بوقف التحريض، في وقت جمع لقاءً عابرا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش قمة المناخ في العاصمة الفرنسية باريس بعد قطيعة استمرت خمس سنوات.
ودعا الوزير الإسرائيلي موشيه يعالون السلطة الفلسطينية إلى الكف عما أسماه "التحريض" ضد إسرائيل، وطالبها بإعلان استنكار الهجمات التي ينفذها فلسطينيون، معتبرا أن هذه الهجمات تهدد السلطة الفلسطينية أيضا.
وامتنعت السلطة الفلسطينية عن إبداء أي موقف رسمي يدين أحداث الانتفاضة، بما فيها الهجمات التي استهدفت جنودا ومستوطنين، وغلب عليها الطابع الفردي خلال الشهرين الماضيين، فيما وضع مسؤولون فلسطينيون -ضمنهم عباس- هذه الأحداث في إطار إحباط الشباب الفلسطيني، وردود فعل على اعتداءات إسرائيلية.
175 عملية فدائية
ووفق أحدث إحصائية لمركز القدس بالضفة، فقد نفذ شبان فلسطينيون 175 عملية فدائية خلال الشهرين الماضيين، أدت لمقتل 20 إسرائيليًّا وإصابة 300 آخرين، مقابل 106 فلسطينيين قتلوا برصاص إسرائيلي، إضافة إلى أكثر من 12 ألف جريح.
وقال المركز في تقرير حصلت "العين" على نسخة منه: إن الشبان نفذوا 60 عملية طعن، و 31 محاولة، و 13 عملية دهس، و56 عملية إطلاق نار، و15 عملية إلقاء زجاجة وعبوة أدت إلى إصابات.
وأقر يعالون أنه "لم يتم بعد احتواء موجة الإرهاب"، في إشارة للانتفاضة الفلسطينية، مؤكدا أن قوات الأمن الإسرائيلية تستخدم جميع الوسائل المتوفرة لديها لوقف هذه الموجة، وأنها مستعدة لمواجهة أي تصعيد محتمل.
وردا على سؤال وجه إليه خلال تجوله اليوم في مركز التجنيد بتل هاشومير، حول نصب بطاريات الصواريخ الروسية من طراز اس 400 في سوريا؛ أكد يعالون أنها لا تهدد الطائرات الإسرائيلية، ولا تضع قيودا على حرية التحليق الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هناك تفاهما بين إسرائيل وروسيا بهذا الصدد.
لقاء عباس نتنياهو
وفي باريس التقى عباس ونتنياهو بشكل عابر بعد خمس سنوات من القطيعة خلال قمة المناخ في باريس، وتصافحا للمرة الأولى منذ العام 2010، وفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة، أن اللقاء جرى بعد التقاط الصور الجماعية للزعماء المتواجدين في القمة، حيث وقف عباس ونتنياهو في الصف نفسه، يفصل بينهما رئيس وزراء نيوزيلاندا، حيث تبادلا الكلمات وتصافحا.
وفيما لم تعلق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" على الخبر، ولم تشر إليه ضمن لقاءات الرئيس الفلسطيني بزعماء العالم، قال مصدر مسؤول لـبوابة "العين": إن "ما جرى مصافحة عابرة تتطلبها اللياقة الدبلوماسية، ولا تعني تغيرا في الموقف الفلسطيني".
كان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أشار في مقابلة سابقة مع "العين" إلى رفض عباس مقابلة نتنياهو، بعد أن رفع الأخير تسعة إملاءات في وجه الفلسطينيين.
صدمة المحكمة
جاءت هذه التطورات بينما لا تزال الصدمة والغضب يسيطران على الفلسطينيين، بعدما أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية، قراراً بإرجاء محاكمة المتهم الرئيس في قتل الطفل محمد أبو خضير بالحرق وهو حي، لحين فحص وضعه النفسي، ما يمهد الطريق لتبرئته، بينما أدانت مستوطنَين قاصرَين دون إصدار حكم عليهما، بما يمكنهما من الاستفادة من كونهما قاصرين وبالتالي يفلتان من العقوبة.
ووصف محامي عائلة أبو خضير، الحقوقي مهند جبارة، ما جرى بأنه "مراوغة" و"مماطلة" و"هدم لأركان العدالة"، مؤكدا أن المستوطنين المتطرفين الثلاثة أقروا خلال التحقيق بقتل أبو خضير حرقًا وهو حي، في غابة غربي القدس، بعد وقت قصير من اختطافه العام الماضي، وهي واقعة بشعة جدًّا.
وكان 3 مستوطنين إسرائيليين قد اختطفوا الفتى أبو خضير، من أمام منزله في مخيم شعفاط، شمالي القدس المحتلة، فجر الثاني من يوليو 2014 وهو في طريقه لأداء صلاة الفجر في مسجد قريب، ومن ثم اقتادوه إلى غابة قريبة، وأشعلوا فيه النار وهي حي في جريمة بشعة جدًّا أثارت غضبًا فلسطينيا عارما في حينه.
إدانة بلا حكم
وأشار جبارة في حديثه إلى بوابة "العين" الإخبارية، إلى أن المحكمة أدانت إسرائيليين اثنين بالقتل، ولكنها أرجأت إدانة المتهم الرئيس في القضية، وهو مستوطن يقيم في القدس، ويدعى يوسف بن دافيد (31 عاما)، حتى العشرين من شهر ديسمبر المقبل حتى النظر في التقرير الطبي الذي قدمه محاميه حول اضطرابه العقلي.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg جزيرة ام اند امز