هل تنام الأشجار في المساء؟.. دراسة علمية تجيب
الأشجار تسترخي متبعة بذلك الإيقاع اليومي للحياة النباتية والحيوانية الأخرى
هل دار بخلدك يومًا عندما تشاهد الأشجار منحنية إلى الأسفل أنها الآن في حالة سبات؟ ربما يكون هذا الأمر حقيقيا، ولذلك، استخدم علماء من النمسا وفنلندا والمجر أجهزة الليزر لقياس الحركات المسائية لأشجار البتولا.
خلص العلماء إلى نتيجة فريدة من نوعها، فأثناء ساعات الظلام بدت الأشجار تُرخي أو تحني فروعها بنسبة تصل إلى أربع بوصات، وفقًا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
من جهته، قال الباحث "أندراس زلينسكي" من مركز المجر للبحوث الإيكولوجية، إنه كان تأثيرًا واضحًا للغاية ومطبقًا على الشجرة بأكملها، مشيرًا إلى عدم ملاحظة أي شخص لهذا التأثير من قبل على نطاق الشجر بأكمله "وفوجئت بمدى التغييرات".
في مركز البحث كان هناك اثنتان من شجر البتولا، واحدة في فنلندا والثانية في النمسا، وتم مسح "ظُل الشجرتين" بالليزر من غروب الشمس إلى شروق الشمس في فترات منتظمة، كل منهما على مدار ليلة واحدة.
كانت الظروف المحيطة لكل شجرة متماثلة، فلا يوجد أمطار، مع هبوب رياح خفيفة، وأثناء الاعتدال الشمسي كي يكون طول الظلام متساوي تقريبًا.
اكتشف العلماء أن نتائج القياسات أوضحت أن حركة التاج في شجرة فنلندا وحركة الفروع في شجرة النمسا قدمتا استجابة زمنية مماثلة.
وبحسب العلماء، مع اقتراب شروق الشمس كانت الفروع منحنية بدرجة أقل من انحنائها عند غروب الشمس، ولوحظ أن الحركات تحدث بصورة منتظمة على امتداد فترة زمنية لعدة ساعات، مما استبعد آثار الرياح العرضية.
قدم فريق الدراسة فرضيتين لهذا الأمر، أولهما أنه قد يكون الانحناء بسبب فقدان ضغط الماء الداخلي المسمى بضغط الامتلاء، مما يجعل الفروع وجذوع الأوراق تفقد صلابتها، ولأن ضغط الامتلاء ينتج من عملية البناء الضوئي فتبدو الأشجار وكأنها تسترخي أثناء الظلام.
أما الفرضية الثانية فهي أن الأشجار تسترخي بالفعل، متبعة بذلك الإيقاع اليومي للحياة النباتية والحيوانية الأخرى، ففي الصباح ترتفع الأوراق والفروع بزاوية أعلى لالتقاط المزيد من الشمس، ولكن أثناء الليل لا يصبح هناك ضرورة لهذه الزاوية المرتفعة.