الإبراهيمي: سوريا مهددة بانهيار الدولة وليس التقسيم
الأخضر الإبراهيمي أكد على أن تقسيم سوريا مستبعد، لكنه تخوف من أن يؤدي استمرار الوضع الحالي إلى سيطرة أمراء الحرب عليها
قال الأخضر الإبراهيمي، المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا سابقا: إن سوريا ليست مهددة بخطر التقسيم، ولكن بانهيار الدولة وسيطرة أمراء الحرب عليها، وتوقع أن يؤدي التقارب الأمريكي الروسي إلى بوادر انفراج للأزمة المستمرة منذ سنوات.
وأضاف الأخضر الإبراهيمي، في محاضرة له بمجلس الأمة الجزائري، الأحد، إن "سوريا غير مهددة بالتقسيم، كما يرجحه البعض رغم محاولة الأكراد إقامة كيان مستقل لهم مثلما جرى في العراق، وإنما هي مهددة بانهيار الدولة وسيطرة ما يطلق عليهم أمراء الحرب على الحكم في البلاد وتناحرهم فيما بينهم من أجله".
وأبرز الإبراهيمي، في ورقة بعنوان "الثورات العربية: حقيقة.. سراب.. أم مؤامرة"، أن من بين العوامل التي من شأنها أن تحول دون تقسيم سوريا، هو التنوع الذي يعرفه المجتمع السوري، لأنه يتشكل من "فسيفساء فيها السني والشيعي والمسيحي والدرزي، وحتى المسيحيون منقسمون إلى عدة فصائل".
وأبدى الديبلوماسي الجزائري السابق، أسفه، لـ"عجز الإخوة السوريون عن حل أزمتهم وحدهم"، في ظل عجز دول المنطقة كذلك عن مساعدتهم بسبب انقسام هذه الدول واختلافها، مما استوجب عليهم اللجوء إلى الدائرة الأبعد من سوريا والمنطقة وهي الدائرة الدولية، التي تضم أساسا الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا".
وذكر في هذا الصدد، الدور الذي لعبته جامعة الدول العربية لحل الأزمة السورية، لافتا إلى أنها "حاولت أن تتدخل في المرحلة الأولى وكانت هناك بوادر نجاح لمساعيها غير أنه سرعان ما توقف ذلك العمل واتخذ منحى مغايرا غير بناء".
وبحسب الإبراهيمي، فإن سبب التقارب الأمريكي-الروسي حاليا هو توافد العدد الهائل من اللاجئين السوريين على أوروبا، مما أدى إلى حدوث نوع من "الصحوة الشاملة" لدى الغرب وخاصة الولايات المتحدة وروسيا، وإدراكهم أن الخطر حاليا لم يعد على الشعب السوري فقط الذي تحطم وانقسم وتشرد بل طال الغرب.
ولنجاح أي حل، شدد الإبراهيمي، الذي كان يتحدث في الندوة بحضور وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، على ضرورة "الأخذ بعين الاعتبار مصلحة الشعب السوري لحل الأزمة"، مشيرا إلى أن "هناك أطرافا تتحدث عن مصالحها في المنطقة قبل أخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري".
وفي تقييمه لما يسمى "الربيع العربي"، قال الإبراهيمي: "مهما كان موقفنا من الأحداث التي جرت فلا شك أن أحداث السنوات الخمسة المنقضية كانت مهمة ومثيرة جدا، فيها لمسات الثورة وفي بعض مراحلها وأوجهها أوهام سرابية وفيها أيضا الكثير من التآمر والتدخل الخارجي السافر في شؤون بعض أقطارنا".
وأضاف أنه "ما لا شك فيه أيضا أن آثار هذه الأحداث ستتواصل على بلادنا وعلى المناطق المجاورة لنا شمالا وجنوبا وشرقا وأن أقطارنا لا يمكن لها أن تعزل نفسها عما يجري من حولها".
وخلص وزير الخارجية الجزائري الأسبق، إلى أن الأحداث التي اندلعت في عدد من بلدان "الربيع العربي" لم تأت من العدم بل سبقتها عدة عوامل، ومن بينها التدخل الروسي في أفغانستان وبعده الأمريكي الذي نتج عنه ظهور تنظيم "القاعدة" الإرهابي، والثورة الإيرانية، بالإضافة إلى الحرب العراقية -الإيرانية وما نجم عنها من مواجهات بين السنة والشيعة.
للتذكير فإن الأخضر الإبراهيمي قد عين مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لحل الأزمة السورية عام 2012 قبل أن يتخلى عن منصبه في مايو/أيار 2014 نظرا لتأزم الأوضاع وتعذر الوصول إلى مخرج للأزمة.
aXA6IDQ0LjIyMC4yNTEuMjM2IA==
جزيرة ام اند امز