الفائز بسعفة "كان".. يساري يحارب مشروع التقشف
لأكثر من 50 عاما، كان كين لوتش يصنع قصص دراما واقعية اجتماعية تربطها ببعضها البعض قضية سائدة.
فاز فيلم (آي.. دانييل بليك) للمخرج البريطاني المخضرم كين لوتش بجائزة "السعفة الذهبية" لأفضل فيلم في الدورة الـ69 من مهرجان "كان" السينمائي الدولي، بعد عامين من اعتزاله السينما قبل أن يعود عن قراره.
وسبق أن فاز لوتش (79 عاما) بالسعفة الذهبية في عام 2006 عن فيلمه "الرياح التي هزت بارلي" وكانت مشاركته الأخيرة في المهرجان عام 2014 بفيلم "جيميس هول".
وبعد تسلمه جائزة المهرجان من الممثل ميل جيبسون، هاجم لوتش، أو عراب السينما اليسارية الأوروبية "مشروع التقشف الخطير"، وقال: "يجب علينا إعطاء رسالة أمل، يجب أن نقول إن عالما آخر ممكن".
وأضاف "إن العالم الذي نعيش فيه عند نقطة خطرة في الوقت الراهن، ونحن في قبضة مشروع تقشف خطير تدفعه الأفكار التي نسميها الليبرالية الجديدة التي أوصلتنا إلى كارثة وشيكة".
لأكثر من 50 عاما، كان كين لوتش يصنع قصص دراما واقعية اجتماعية تربطها ببعضها البعض قضية سائدة، هي التأمل العطوف لكفاحات الطبقة العاملة للتمسك بالأساسيات مثل منزل، وظيفة وطعام على المائدة في نظام معاد غالبا ما ينظر إليهم ظلما باعتبارهم سبب مصائبهم.
وهذه القضية تتجسد في أحدث أعماله "أنا دانيال بليك"، الذي يمثل جوهر لوتش، حيث تقاتل عائلة مسحوقة للحفاظ على كرامتها، بعد تسريح الوالد من الشغل، واضطراره لإعالة أسرته من المعونات الاجتماعية.
وتدور أحداث الفيلم حول دانيال بليك وهو نجار في التاسعة والخمسين من عمره، عاش غالبية حياته في نيوكاسل، ويسعى بشدة للحصول على إعانة من الدولة للمرة الأولى في حياته بسبب مروره بأزمة قلبية بالغة، وفى نفس الوقت تحاول "كيت" الأم العزباء أن تحصل على سكن ملائم بعيدا عن الغرفة الضيقة التي تعيش فيها مع أبنائها في لندن.
وفي حين رأى النقاد أنه أفضل فيلم للمخرج كين لواش منذ سنوات، فقد احتل المرتبة الثامنة في قائمة نقاد موقع "ذا هوليوود ريبورتر" من بين 10 أفلام اعتبروها الأفضل من بين أفلام المهرجان.
وفي نقدها للفيلم قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن ثمة ظلال لتشارلز ديكنز وجورج أورويل في هذه الدراما حول رجل عاطل يخنقه روتين نظام الأجور والاستحقاقات.
وبحسب "بي بي سي"، يقدم لوتش في "أنا دانيال بلاك" أحد أجمل أفلامه وأكثرها تأثيرا، ويصل فيه إلى ذروة دربته في جعل مشاهديه يتماهون مع أزمة بطله، ونموذجه الإنساني، الذي يمثل الإنسان العادي البسيط الذي يسحق وسط اختلالات النظام الاقتصادي المهيمن وما ينتجه من اغتراب وأزمات اجتماعية.
والفيلم إنتاج بريطاني فرنسي مشترك من تأليف بول لافيرتى وبطولة ميكى ماكجريجور وكولين كومبس وهايلى سكوريس.