البطريرك الراعي يدعو لاستقالة حكومة لبنان.. ورسالة خاصة لماكرون
بشارة الراعي شكر كل من هبّ لمساعدة لبنان، داعيا إلى انتخابات مبكرة ومحاسبة المسؤولين عن كارثة بيروت
دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي، اليوم الأحد، إلى استقالة الحكومة اللبنانية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة إضافة إلى تحقيق دولي في انفجار مرفأ بيروت.
انفجارٌ اعتبره الراعي "كارثة هزت دول العالم"، مؤكدا على ضرورة معرفة أسبابه "ووجود هذه الكمية الهائلة من المواد المتفجرة في أخطر مكان في العاصمة".
وأضاف "هي جريمة موصوفة ضد الإنسانية ومن الواجب الاستعانة بتحقيق دولي لكشف حقائقها كاملة وإعلانها"، داعيا إلى "محاسبة كل مسؤول عن هذه المجزرة مهما علا شأنه".
وأسفر الانفجار الهائل الذي وقع، الثلاثاء الماضي، في مرفأ بيروت، عن سقوط 160 قتيلا وأكثر من ستة آلاف جريح وعشرات المفقودين.
شكر لمن هبّ لنجدة لبنان
وفيما أثنى البطريرك الماروني على تضحيات الجيش والقوى الأمنية وعناصر الصليب الأحمر وفرق الإطفاء والدفاع المدني، أعرب عن شكره لجميع الدول شرقا وغربا التي سارع وأرسلت مساعدات للبنان.
مستطردا "بهذا التضامن لم ترفع الدول الحصار عن السلطة الحاكمة بل عن الشعب اللبناني المنكوب".
في سياق متصل، توجه الراعي بالشكر الى الأسرة الدولية لمساعدة أهل بيروت، وللرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "على الساعات المليئة بالعاطفة التي قضاها في بيروت".
وقال إن ماكرون بزيارته هذه وضع المسؤولين أمام خطورة مسؤولياتهم وحجم تقصيرهم، والرئيس الفرنسي شارك اللبنانيين إرادتهم في إنقاذ لبنان، جدد ميثاق الصداقة اللبنانية الذي يعود إلى ألف عام".
دعوة صريحة للسلطة الحاكمة
سياسيا، لفت الراعي إلى أن لقاء ماكرون مع الشعب كان بمثابة "دعوة للسلطة كي تصغي إلى صوت الشعب والثورة، وإلى نداءات المجتمع الدولي التي حثت المسؤولين حكومة وبرلمانا على سماع صوت الشعب وتغيير الأداء وإجراء الاصلاحات ومكافحة الفساد والحياد عن الصراعات واحترام القرارات الدولية وإشراك الأجيال الجديدة في حكم البلاد".
مستدركا "لكن كل نداءات العالم ذهبت سدا فتفاقمت الأوضاع وعمّت المحاصصة وتناثرت مؤسسات الدولة أشلاء كزجاج بيروت".
وتابع "ما شهدناه بالأمس من تحركات شعبية غاضبة يؤكد نفاذ صبر الشعب اللبناني ويدل على التصميم في التغيير إلى الأفضل، وفي الوقت عينه نبدي حزننا لسقوط شهيد من قوى الأمن الداخلي".
وتساءل. هنا "ألا يستوجب كل ذلك مضافا إلى كارثة بيروت، قرارات جريئة في دولة ديمقراطية تعيد النظر في التركيبة الحاكمة وطريقة حكمها؟".
مختتما "لا تكفي استقالة نائب من هنا ووزير من هناك، يجب الوصول إلى استقالة الحكومة برمتها إذا باتت عاجزة عن النهوض بالبلاد واجراء انتخابات نيابية مبكرة".