السراج يعلن استقالته.. مظاهرات بالداخل وضغوط بالخارج
فايز السراج يعلن استقالته من رئاسة حكومة الوفاق غربي ليبيا وتسليم السلطة نهاية أكتوبر.
أعلن فايز السراج رئيس ما يسمى بحكومة الوفاق غير الدستورية في طرابلس الليبية، استقالته وتسليم مهامه للسلطة التنفيذية إثر ضغوط داخلية وخارجية.
وتقدم السراج باستقالته على الهواء مباشرة عبر القناة الرسمية الليبية، مؤكدا أن "استقالته مواجهة للواقع".
وأشار إلى أنه "سيسلم مهامه إلى السلطة التنفيذية في موعد أقصاه نهاية أكتوبر/تشرين الأول على أمل أن تكون لجنة الحوار قد انتهت من تشكيل المجلس الرئاسي الجديد وحكومة جديدة".
- خبراء ليبيون: بقاء السراج لن يطول بعد ضغوط واشنطن
- "بلومبرج": السراج يعتزم الاستقالة تمهيدا لحل سياسي في ليبيا
وكانت وكالة "بلومبرج" كشفت، الثلاثاء، عن اعتزام السراج الإعلان عن الاستقالة قريبًا؛ مؤكدة أنه سيبقى فقط لتصريف الأعمال بصفة مؤقتة خلال المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة في جنيف الشهر المقبل.
وتعليقا على ذلك قال خبراء ليبيون في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "بقاء فايز السراج، رئيس مليشيا الوفاق الموالية لتركيا، في رئاسة حكومة الوفاق لن يطول مع الضغوط الدولية خاصة الأمريكية، خاصة مع ضغوط من المجتمع الدولي على السراج للقبول بالحل السياسي الذي يقضي بإعادة تشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة جديدة وإخراج المرتزقة الأجانب، ما يدفعه إلى الاستقالة".
يأتي ذلك في وقت تشهد طرابلس تصدعات داخلية شديدة بين فتحي باشاأغا، وزير الداخلية بحكومة الوفاق، وأحمد معيتيق، نائب السراج في المجلس الرئاسي، إضافة إلى حركات احتجاجية ضد الفساد وسوء الخدمات، واعتراضات شديدة على قرارات السراج الأخيرة.
ويعاني المجلس الرئاسي من خلل جسيم من الناحية التشريعية والدستورية حيث استقال منه عدد من أعضائه بالتوالي علي القطراني وفتحي المجبري، وعمر الأسود، وموسى الكوني، وما تبقى من المجلس منقوص الصلاحيات -وفقا للاتفاق الصخيرات الدال على أن تكون القرارات بالإجماع.
ومنذ 23 أغسطس/آب الماضي، تشهد طرابلس وعدة مدن غرب ليبيا مظاهرات واحتجاجات ضد حكومة السراج، اعتراضا على تردي الأوضاع المعيشية تحت شعار "ثورة الفقراء" بطرابلس والزاوية.
كما شهدت مصراته احتجاجات هي الأولى من نوعها في المدينة منذ عام 2015.
وسقط عدد من الجرحى إثر إطلاق نار من قبل مليشيات السراج على المتظاهرين سلميًا في طرابلس، كما ألقي القبض على عدد من المنظمين، وسط إدانات واسعة من منظمات محلية ودولية على رأسها بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا.
وتقع العاصمة الليبية طرابلس أسيرة لعدة مليشيات مسلحة وتنظيمات إرهابية تابعة لمدن مصراته والزاوية وزوارة وأعداد كبيرة من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى غرب ليبيا.