السودان يعلن رفض "تجزئة" اتفاق سد النهضة
أعلن الوفد السوداني بمباحثات سد النهضة رفضه تجزئة الاتفاق بشأن السد على مراحل للملء الأول، والتشغيل الدائم كاتفاقين منفصلين.
وشدد الوفد السوداني على ضرورة أن يلعب الاتحاد الأفريقي دورا أكثر فعالية بمفاوضات سد النهضة من الجولات السابقة.
وعقد الفريق السوداني برئاسة ياسر عباس وزير الري والموارد المائية، في وقت سابق السبت، اجتماعا ثنائيا مع فريق خبراء الاتحاد الأفريقي، بحسب وكالة السودان للأنباء.
وجاء الاجتماع استجابة لدعوة السودان لمنح خبراء الاتحاد الأفريقي دورا أكبر في تسهيل التفاوض بين السودان ومصر وإثيوبيا للمساهمة في إعداد مسودة ثانية لمذكرة الاتفاق المقترحة التي تسلمتها الدول الثلاث في الاجتماع السداسي الذي عقد في 3 يناير/ كانون الأول الجاري تأخذ في الحسبان ملاحظات كل الأطراف.
وبحث الاجتماع ضرورة وضع إطار مرجعي واضح لدور خبراء الاتحاد الأفريقي، وشدد علي ضرورة أن يلعب الاتحاد دورا قياديا مبادرا في المفاوضات اكثر فعالية من دوره خلال جولات التفاوض السابقة.
والخميس الماضي، أعرب السودان عن قلقه إزاء إعلان إثيوبيا تنفيذ ملء سد النهضة للعام الثاني دون اتفاق.
وذلك خلال رسالة بعث بها وزير الري السوداني ياسر عباس إلى وزيرة التعاون بجنوب أفريقيا التي ترأس بلادها الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي.
وأعرب عباس في رسالته "عن قلقه البالغ من إعلان وزير الري والكهرباء الإثيوبي حول نية بلاده المضي قدما في تنفيذ الملء للعام الثاني البالغ 13.5 مليار متر مكعب من المياه في شهر يوليو القادم، دون إخطار مسبق ودون توقيع اتفاق أو تبادل للمعلومات مع خزان الروصيرص".
واعتبر أن ذلك يمثل تهديدا مباشرا لسد الروصيرص ولحياة القاطنين على ضفاف النيل.
وأكد عباس في رسالته التزام بلاده بمواصلة التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي تحت رعاية الاتحاد الأفريقي في أي وقت، حال تعديل المنهجية بإعطاء دور أكبر للخبراء.
وفي وقت سابق كشفت إثيوبيا عن تطور إيجابي في المحادثات الخاصة بسد النهضة، وقال السفير دينا مفتي، المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، إن "الخبراء الأفارقة قدموا وثيقة تتعلق بطريقة التفاوض المقبلة وإن بلاده قبلت بها".
وأكد مفتي، في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية"، أن "بلاده ترى أن يكون دور الخبراء محتكما للمبادئ بمعنى أنه يمكن للخبراء تقديم الأفكار والمقترحات، لكن يجب أن يكون من يقرر في هذه المقترحات الدول الثلاث ولا تفرض عليهم".
وأضاف أن "السودان يميل إلى منح الخبراء القرار وهذا ما لم تقبله إثيوبيا ومصر".
وأوضح مفتي، أن "إثيوبيا ظلت دائما وأبدا تأخذ الخيار الذي لا يخسر فيه الجانبان"، مشيرا إلى أنه من أجل ألا يتضرر طرف يجب أن نسلك طريق التشاور والحوار والمفاوضات السلمية والتفاهم".
وأضاف: "نحن حريصون أن تظل علاقاتنا مع السودان جيدة ونريد أن نراعيها بهذا الشكل".
وشدد المسؤول الإثيوبي على أهمية علاقات بلاده مع السودان، قائلا: "نحن بحاجة لبعضنا البعض والسياسة الخارجية لبلدينا ترتكز على أساس رعاية علاقة البلدان على هذا المستوى".
وفي الـ23 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتفق السودان وإثيوبيا على أن تكون علاقاتهما مستندة إلى "مبادئ حسن الجوار والتعاون والتفاهم المشترك".
جاء ذلك خلال اجتماعات اللجنة السياسية لترسيم الحدود بين السودان وإثيوبيا، التي شهدتها الخرطوم، وتمت في أجواء ودية وأخوية تجسد العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين.