مجزرة إقليم "سد النهضة".. جبهة جديدة لتشتيت الجيش الإثيوبي
فتحت أزمة إقليم بني شنقول جموز، غربي إثيوبيا، جبهة جديدة في سلسلة الصراعات التي تشهدها عدة مناطق وأقاليم في البلاد.
وشهدت منطقة متكل بالإقليم مجزرة راح ضحيتها العشرات من الأبرياء في هجوم لجماعة مسلحة قبل أسبوعين.
وظلت منطقة "متكل" بإقليم بني شنقول جموز تشهد أحداث عنف من وقت لآخر، منذ منتصف العام المنصرم، بأسلحة جماعات وصفتها الحكومة بـ"المناوئة للسلام".
وارتفعت وتيرة هذه الأعمال بعد الحرب التي قادها الجيش الفيدرالي، شمالي البلاد.
وفي 23 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، قتل ما لا يقل عن 200 شخص في الإقليم، وذلك بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، للمنطقة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي شهدت منطقتا متكل وشاغني بإقليم بني شنقول جومز، عمليات قتل استهدفت مدنيين من قومية الأمهرة، وتم على أثرها اعتقال 504 أشخاص للاشتباه في تورطهم بالجرائم لتلحقها حوادث أخرى أكثر بشاعة.
وتأتي أهمية إقليم بني شنقول جموز، غربي إثيوبيا وحاضرته أصوصا، الذي تقطنه 5 قوميات (البرتا، جموز، شيناشا، الماو، وكومو) رئيسية، إلى جانب القوميات الإثيوبية الأخرى، في أنه يحتضن مشروع سد النهضة على النيل الأزرق، على بعد نحو 40 كيلومتراً من الحدود السودانية.
كما أن الإقليم تقطنه قبائل لها امتدادات داخل الأراضي السودانية كقوميات البرتا والجموز التي يسمى عليها الإقليم الإثيوبي نفسه.
تحركات حكومية على خلفية الأحداث
وعلى خلفية الأحداث، التي شهدها إقليم بني شنقول جموز، شكلت الحكومة الفيدرالية قوة مهام خاصة مكونة من الجيش والأمن والقوات الخاصة للإقليم للتعامل مع التطورات الأمنية، خاصة أن الجرائم التي شهدتها المنطقة استخدمت فيها العديد من أنواع الأسلحة بينها الأسلحة البيضاء وأدوات الحرب المحلية كالسهام والحراب.
ومن بين ضحايا الأحداث نساء وأطفال وكبار سن، الأمر الذي عدته الحكومة تطورا خطيرا ربما يؤدي إلى نزاع بين إقليم بني شنقول جموز، وإقليم الأمهرة الذي كان غالب الضحايا من أبنائه مؤخرا بعد أن تمكنت الحكومة من توقيف أعداد كبيرة من المتورطين من الجموز بينهم مسؤولون كبار في حكومة بني شنقول ووزير، والذين استخدمتهم جهات أخرى لتنفيذ أجندتها، بحسب الحكومة الفيدرالية.
ولعل المخاوف من انفجار الوضع بإقليم بني شنقول وصلت إلى ذروتها، حيث زار آبي أحمد المنطقة قبل يوم من المجزرة التي راح ضحيتها العشرات.
وبحث آبي أحمد، خلال الزيارة، مع سكان المنطقة أعمال القتل المتكررة التي تشهدها منطقة متكل، فضلا عن بحث آلية للتعامل مع تلك الأحداث.
واعتبر آبي أحمد، الأحداث التي وقعت في بني شنقول جموز، "محاولة لتشتيت تركيز الجيش الإثيوبي عن إقليم تجراي بفتح جبهات أخرى له حتى لا يكمل مهمته النهائية هناك".
وأسفرت العمليات التي خاضتها قوة المهام الخاصة بإقليم بني شنقول جموز، عن مقتل 42 من أفراد المجموعة المسلحة التي ارتكبت مجزرة متكل.
فيما سلم آخرون أنفسهم للجيش الذي يواصل ملاحقة عناصر الجماعات المسلحة لتنظيف المنطقة من الجماعات المناوئة للسلام.
وترى أوساط سياسية في أديس أبابا أن التطورات في إقليم بني شنقول لا تقل أهمية عما جرى في إقليم تجراي وإن أختلف حجم المواجهة.
وتقول بعض هذه الأوساط إن انتقال الصراع إلى منطقة متكل يهدف لفتح جبهات متعددة للحكومة في إقليمي بني شنقول وأوروميا مما ينهك الجيش الفيدرالي.
وتوقعت بعض الأوساط السياسية حسم هذه المشكلة من خلال قوات المهام الخاصة والتي بدأت مهمتها بالإقليم، في إشارة إلى ما أعلنته لجنة الطوارئ الإثيوبية المكلفة بإدارة أمن منطقة متكل، عن تسليم مجموعة من المسلحين أنفسهم لقوات الأمن في منطقة متكل.
وتقوم لجنة الطوارئ الإثيوبية المكلفة بإدارة أمن منطقة متكل، التي أنشأها رئيس الوزراء، بعمليات إنفاذ القانون وتحقيق الأمن عقب مقتل نحو 207 من الأبرياء في المنطقة الأسبوع قبل الماضي.