"ثعلب القاعدة".. إرهابي عرضت واشنطن 7 ملايين دولار مقابل مكانه
على مدار نحو 15 عاما، اعتقد العالم بأسره أنه لقي حتفه في وزيرستان، قبل أن يقفز اسمه إلى الواجهة من جديد، معلنا أن الإرهابي لا يزال على قيد الحياة.
هو عبد الرحمن المغربي؛ القيادي البارز بتنظيم "القاعدة" الإرهابي، وصهر زعيمه أيمن الظواهري، والرجل الذي يصفه خبراء التنظيمات المسلحة بأنه "ثعلب" متمكن من فنون التخفي والتمويه.
استفاد الإرهابي من إعلان مقتله، وظل بعيدا عن الأضواء يدير مع الظواهري شؤون التنظيم من وكرهما في إيران، حيث يحظيان بغطاء يوفر لهما ولقيادات إرهابية أخرى كثيرة بالتنظيم الحماية اللازمة للبقاء بعيدا عن الأعين وعن العدالة الدولية.
إلا أن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، أعاد المغربي إلى الحياة من جديد، بإعلان مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار، قال إن واشنطن عرضتها مقابل تزويدها بمعلومات تساهم في تحديد موقع قيادي "القاعدة" الموجود حاليا في إيران.
صهر الظواهري
معلومات شحيحة تتوفر عن الإرهابي الذي لا يعرف له -إعلاميا على الأقل- اسمه الحقيقي، حيث اكتفت جميع التقارير باستخدام كنيته في التنظيم، وهي التي استخدمها بومبيو نفسه عند إعلان المكافأة.
تقرير لمركز بحثي أمريكي تطرق للمغربي في استعراضه لهرم القيادة بتنظيم القاعدة، مشيرا إلى وجود قيادي آخر في التنظيم، ويعتبر الذراع اليمنى للظواهري، هو صهره عبد الرحمن المغربي الذي ترددت معلومات واسعة عن مقتله في وزيرستان العام 2006.
واللافت أن التنظيم استثمر بدوره إعلان مقتل المغربي، حيث حرص على عدم الإشارة إليه منذ ذلك التاريخ، في إصداراته ومختلف بياناته.
لكن على الأرض، حافظ المغربي على منصبه ووزنه بـ"القاعدة"، واستمر بمهامه في توسيع فروع التنظيم، مستفيدا من موجة الاحتجاجات بالمنطقة العربية، وانسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان.
وبالفعل، نجح التنظيم في إدارة شبكة واسعة ومتداخلة في مناطق متعددة، معتمدا على ذات الهرم القيادي: أيمن الظواهري زعيما، يحيط به المدير العام عبد الرحمن المغربي وكبير المديرين أبو محسن المصري، رغم أن خبراء يؤكدون أن القيادة الاسمية فقدت في مراحل معينة قدرتها على التأثير على تنظيم بخمسة أفرع.