السودان يضع شرطين لبدء الملء الثاني لسد النهضة
قالت وزارة الطاقة والنفط السودانية، الثلاثاء، إن تنفيذ الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق سيفاقم أزمة الكهرباء بالبلاد.
ودعت إلى ضرورة أن تؤجل إثيوبيا عملية الملء الثانية إلى شهر سبتمبر / أيلول المقبل، وإلى حين التوصل لاتفاق ملزم يتيح تبادل المعلومات حول سد النهضة.
جاء ذلك، في بيان، عقب لقاء وزير الطاقة والنفط السوداني جادين علي عبيد بالمبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث، ومبعوث الاتحاد الأوروبي بالخرطوم روبرت فاندول.
وبحسب البيان، فقد تناول اللقاء عددا من القضايا المهمة في السودان، على رأسها توقيت المرحلة الثانية من تعبئة سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على منسوب مياه النيل على محطات التوليد الكهربائي.
وقال الوزير السوداني جادين عبيد، إن توقيت المرحلة الثانية من تعبئة سد النهضة من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب سيؤدي لانخفاض منسوب المياه لأدنى مستوى ما يؤثر على محطات التوليد المائي وإنتاج الطاقة الكهربائية بالبلاد.
وكشف عن الجهود التي يبذلها السودان هذه الأيام لتقليل كمية إنتاج الطاقة الكهربائية تحوطا في حالة صدور قرارات دون اتفاق أو تنسيق بين الأطراف.
من جانبه، أوضح وكيل قطاع الكهرباء بالسودان مهندس خيري عبدالرحمن أن الوقت المناسب للسودان للملئ الثاني للسد ينبغي أن يكون بداية شهر سبتمبر/أيلول.
ووصف خيري حجم المعاناة التي تعيشها البلاد في إنتاج الطاقة بسبب مشاكل التوليد المائي، وقال: "لذا نرى من الضروري تمديد فترة التعبئة الثانية".
وأضاف :"في حال قررت إثيوبيا التنفيذ في التوقيت التي ذكرته دون اتفاق بين البلدين فان ذلك سيضاعف من حجم المعاناة في قطاع الكهرباء بالسودان بسبب انخفاض منسوب المياه".
ومن جانبه، قال المبعوث الأمريكي بوث الذي وصل الخرطوم، الإثنين الماضي، في جولة بشأن أزمة سد النهضة والحدود مع إثيوبيا إن "زيارته تأتي في إطار تأكيد اهتمامهم بقضايا الطاقة في البلاد".
وأعرب عن رغبته في تشارك المعلومات للوصول إلى حلول دبلوماسية وبناء الثقة بين الأطراف فيما يخص قضية خلاف سد النهضة.
واستفسر عن التوقيت الذي يتناسب مع السودان في المرحلة الثانية من تعبئة السد، وإمكانية تقارب وجهات النظر في هذه القضية.
وأكد المبعوث الأمريكي سعي بلاده إلى التوصل إلى اتفاقيات مرضية لجميع الأطراف ومساندة السودان للتحول الديمقرطي أثناء الفترة الانتقالية.
بدوره، أكد مبعوث الاتحاد الأوروبي فاندول دعم أوروبا لعملية التحول الديمقراطي بالسودان، ومتابعتها لحجم التحديات التي تواجه السودان أثناء عملية الانتقال الديمقراطي، وأنهم مستعدون للمساعدة بشتى السبل لتقليل المعاناة.
يشار إلى أن مصر والسودان وإثيوبيا دخلت في مفاوضات شاقة منذ 2011 تهدف إلى الوصول إلى اتّفاق حول ملء سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا، وتعتبره أهم مشاريعها القومية الاقتصادية، لكن مصر والسودان (دولتي المصب) يعربان دائما عن مخاوفهما من تداعيات بناء السد، ولم تتوصل الدول الثلاث إلى اتفاق حتى الآن.
ومؤخرا، اقترح السودان تشكيل آلية رباعية تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأمريكية، وهو أمر رفضته إثيوبيا متمسكة بالوساطة الأفريقية فقط.