الوفاة أثناء النوم.. الأسباب قد تفاجئك
عندما يُتوفى شخص مقرب لك أثناء نومه لسبب غامض، خاصة إن كان شابًّا صحته جيدة من المهم أن تبحث عن الإجابات.
إذا علمت أن أحدًا ممن تعرفهم تُوفي أثناء نومه فربما يعني هذا أن سبب الوفاة غامض أو أن أسرته ترغب في الحفاظ على الخصوصية، ولكن عندما يُتوفى شخص مقرب لك أثناء نومه لسبب غامض خاصة إن كان شابًّا صحته جيدة من المهم أن تبحث عن الإجابات.
نشر موقع "يو إس نيوز" الأمريكي آراء الخبراء في أسباب الوفاة المفاجئة، وماهية الأمراض التي قد تسبب الوفاة المفاجئة، وأسباب أهمية إجراء التشريح في هذه الحالة.
أوضحت الطبيبة الشرعية لمقاطعة دالاس "كانديس شوبي" أنه يتم تبلغ مكتب الطبيب الشرعي في حالة وفاة أي شخص في منزله دون أن يشهد أحد هذه اللحظة، مشيرة إلى أن تحديد تدخل الطبيب الشرعي يتوقف على التاريخ الطبي للمُتوفى وملابسات الوفاة.
كما أضافت أن عُمر المتوفى هو أحد الاعتبارات المهمة، فكلما كان المتوفى صغيرًا في السن زادت احتمالات إجراء تشريح للجثة، ولكن إن كان شخصًا بالغًا في منتصف أو أواخر الخمسينيات من العمر أو أكبر من ذلك مع إصابته بمرض معروف وبدون وجود أي شيء لافت في النظر في موقع وفاته على سريره يصبح إجراء التشريح أمرًا ليس مرجحًا.
ولكن في حالة الوفاة المثيرة للشكوك مع احتمالية حدوث عملية قتل يصبح الأمر مختلفًا، فبحسب الطبيبة الشرعية إنه في حالة وفاة شخص في سريره مع وجود شيء خاطئ في المكان أو أن المتوفى شاب بدون أي تاريخ طبي ستضع ذلك في الاعتبار، كما يوضع في الاعتبار أيضًا تناول الجرعات الزائدة العرضية، وذلك مع زيادة أعداد الأشخاص الذين يسيئون استخدام المسكنات.
مآسٍ منزلية:
أوضح الطبيب الشرعي لولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية "باتريك لانتس" إن هناك وفيات مفاجئة تحدث سنويًّا بسبب التسمم بأول أكسيد الكربون، موضحًا أن الفرن المعطوب قد ينشر أول أكسيد الكربون في أرجاء المنزل وقد يُتوفى الناس أثناء نومهم بسهولة بسبب هذا الأمر.
ومن أحد الاحتمالات أيضًا أن الأشخاص الذين يمتلكون جراجًا مغلقًا في المنزل قد يقومون بتشغيل السيارة لتدفئتها تاركين باب الجراج مغلقًا، وهذا قد يؤدي إلى تكوين أول أكسيد الكربون بسرعة كبيرة، ومع وجود المحركات الصامتة قد يترك أحد الأشخاص المحرك دائرًا دون أن يدرك ذلك.
كما تحدث بعض الوقائع الغريبة مثل أن يُصعق أحد الأشخاص بالكهرباء من لمس سلك معطوب لأحد الأجهزة مثل مجفف الشعر، يقول لانتس إنه يمكن أن يكون المتوفى قد لمس هذا السلك في دورة المياه ولكن قد لا تبدأ ضربات قلبه غير المنتظمة على الفور مما قد يمنحه بعض الوقت للنوم على السرير أو السقوط عليه، وقد لا نجد المتوفى بجوار الجهاز الذي صُعق بسببه.
أكد لانتس أنه في حالة رؤيتك لشخص توفي في السرير سيعتمد التصرف التالي على الملابسات المحيطة، فإذا كان المتوفى مصابًا بمرض معروف مثل السرطان أو مرض القلب قد يكون أفضل شيء تقوم به هو الاتصال بالطبيب المعالج.
ولكن إذا كانت الوفاة غير متوقعة يقول لانتس إنه من الضروري أن تتصل بالطوارئ -ورقمها في الولايات المتحدة هو 911- فعندما تفعل ذلك لن تصل قوات إنفاذ القانون فقط، ولكن ربما تصل فرقة الإنقاذ للتأكد من أن الشخص توفي بالفعل؛ لأنه من الممكن أن يكون حيًّا ولكن لا يتنفس كثيرًا أو لا يمكنك اكتشاف نبضه، لذلك من الضروري وجود متخصص لتقييم ما إذا كان الشخص قد توفي أثناء نومه أم لا.
ابدأ بالقلب:
قالت شوبي إنه من المرجح أن الوفيات التي تحدث فجأة سواء ليلًا أو نهارًا تكون بسبب عدم انتظام ضربات القلب، ويمكن أن يكشف التشريح عن وجود ندوب قديمة في القلب، أو أن قلب المتوفى أصبح كبيرًا لأسباب من بينها إصابة المتوفى بالسمنة، أو أمراض القلب الخلقية.
مرض وراثي غامض:
أوضح لانتس أن فهم أسباب الوفاة المفاجئة لشخص عزيز يُعَد أمرًا مهمًّا، فهو يساعد العائلة على تقديم تفسير لأسباب الوفاة خاصة إن كان الأمر وراثيًّا.
وتضم الحالات الوراثية التي قد تؤدي إلى الوفاة المفاجئة "اعتلال القنوات"، وهي مجموعة من الأمراض تشمل اضطراب في تدفق الأيونات مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم في الخلايا.
وقالت شوبي إن "اعتلال القنوات" مسؤول عن بعض حالات عدم انتظام ضربات القلب المميتة لدى الشباب، وبعض من هذه الأمراض مرتبطة بالوفاة أثناء النوم.
الوقاية خير من الموت المفاجئ:
يمكن أن تساعد نتائج تشريح الجثة على توجيه أفراد العائلة لإجراء الفحص الطبي لمعرفة الأمراض الوراثية الخطيرة والسعي للحصول على العلاج الذي قد يشمل الملاحظة أو تناول الأدوية.
ومن الممكن أن تؤدي أمراض جدار الشريان الأورطي إلى الوفاة المفاجئة، كما أن خطر تمدد الأوعية الدموية الأبهري قد ينتشر بين العائلة، ولكن يوضح لانتس أنه يمكن للعائلة إجراء موجات فوق صوتية أو الرنين المغناطيسي وفي حالة رؤية تمدد الشرايين بإمكانهم إجراء جراحة وقائية ومنع حدوث الوفاة المفاجئة لهم.
أسئلة الصحة العقلية:
يُعد وضع الصحة العقلية في الاعتبار جزءًا من عملية التفريق بين الوفاة الطبيعية وغير الطبيعية، وأوضح لانتس أنه يقع على عاتق الطبيب الشرعي التأكد من إجراء تحقيق من خلال التحدث مع العائلة ومعرفة إذا كان المتوفى مصابًا بالاكتئاب أم لا، وهل كان هناك أي أدوية متاحة وهل كان للمتوفى أي ميول انتحارية أم لا؟
فإذا كان هناك أي معلومات عن هذه الأمور وكان هذا الشخص مكتئبًا أو لديه ميول انتحارية يظن لانتس أن أي طبيب شرعي سوف يعمل على تشريح المتوفي مهمًّا كان عمره وذلك لمعرفة إن كان منتحرًا أم لا.
وفيات الدماغ
قال لانتس إن الأمراض المتعلقة بالمخ والمرتبطة بالوفاة المفاجئة تشمل سكتة دماغية حادة أو نزيف حاد من تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.
كما أشار لانتس إلى أنه على الرغم من أن أمراض مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ قد تكون مميتة إلا أن هناك أعراضًا تؤدي إلى الوفاة.
الموت المفاجئ يحدث:
أشارت شوبي إلى أن تحديد إلى أي مدى يتوفى الأصحاء فجأة على أسرتهم يعتمد على رؤية الناس لما يوصف بأنه "صحة جيدة"، مشيرة إلى أن السمنة تُعد عاملًا أساسيًّا في الوفاة المفاجئة.
كما أوضحت أنه في بعض الحالات قد يُتوفى شخص عاجز على الحصول على الرعاية الصحية بدون أي تاريخ طبي لأنه لم يذهب إلى الطبيب في الـ15 سنة الماضية.
وتابعت لانتس: "أنه من غير الشائع أن يتوفى الناس أثناء نومهم فجأة ولكن هذا الأمر قد يحدث، وفي أغلب الحالات يكون الأمر غير متوقع بالفعل، وسوف يحقق أغلب الأطباء الشرعيين في هذا الأمر بدقة".
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز