احترسوا.. أدوية الحساسية والنوم تسبب الخرف والزهايمر
دراسة أمريكية أثبتت وجود علاقة بين تناول أدوية الحساسية والأقراص المنوّمة، وارتفاع نسبة الإصابة بالخرف وتلف الدماغ، فما السبب؟
حذر باحثون أمريكيون، في دراسة حديثة، كبار السن من كثرة تناول أدوية الحساسية والأقراص التي تساعد على النوم، من دون استشارة الطبيب، لما لها من تأثيرات سلبية قد تصل إلى تلف الدماغ والخرف والإصابة بالزهايمر.
وأشارت صحيفة "تيلجراف" البريطانية إلى أن دراسة أجريت العام الماضي في الولايات المتحدة أثبتت أن تناول جرعة يومية من أدوية مثل: Clarityn وPiriton وNytol لمدة 3 سنوات على الأقل، قد رفعت فرصة الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة تزيد على 60%، دون أن توضح الدراسة السبب وراء ذلك.
ولكن يبدو أن باحثين في كلية الطب بجامعة إنديانا الأمريكية توصلوا أخيرًا إلى العلاقة بين تناول مثل هذه العقاقير وتضرر المخ. فبعدما قاموا بفحص أدمغة الناس الذين اعتادوا تناول الحبوب لمدة تصل إلى عامين ونصف العام في المتوسط، وجدوا أن أحجام أدمغتهم أصبحت أصغر، كما أظهروا انخفاضًا في معدلات عملية التمثيل الغذائي، بالمقارنة مع المشاركين الذين لم يستخدموا مثل تلك الأدوية، كما أنهم سجلوا أداءً أسوأ في الاختبارات المعرفية وتلك المتعلقة بالذاكرة، وأوضح الباحثون أن كلمة السر في ذلك هي "مضادات الكولين".
وتعمل الأدوية التي تندرج تحت فئة "مضادات الكولين" على تثبيط عمل ناقل عصبي يُسمى "الاستيل كولين"، وتستخدم مضادات الكولين لعلاج أمراض مثل الربو، وسلس البول، وتشنجات المعدة والأمعاء، وتشنجات العضلات، وقد تستخدم أحيانًا لعلاج الاكتئاب واضطرابات النوم، وتساعد عادةً على منع الحركات اللاإرادية للعضلات المرتبطة بهذه الأمراض.
ومن المعروف أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر يفتقرون إلى الاستيل كولين، ويُخشى أن تناول الحبوب المثبطة لهذا العامل يمكن أن تؤدي إلى تدهور الحالة.
ولفت الدكتور شانون رايزاكر، أحد معدّي الدراسة الأمريكية، إلى أن "هذه النتائج تقدم لنا فهمًا أفضل لكيفية تأثير هذا النوع من الأدوية سلبًا على المخ، مما قد يزيد مخاطر ضعف الإدراك والخرف"، داعيًا الأطباء والعلماء إلى البحث عن بدائل للأدوية المضادة للكولين عند التعامل مع كبار السن من المرضى.
ويتعرض الكثيرون للمخاطر بسبب توجههم إلى الصيدليات لطلب أدوية دون وصفة طبية، مثل العقاقير التي تعالج اضطرابات النوم، والأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
وأجرى الباحثون الأمريكيون دراستهم على 451 من كبار السن والمتقاعدين، وأخضعوهم لاختبارات الذاكرة وعمليات الإدراك المعرفي، فضلاً عن إجراء أشعة بالرنين المغناطيسي لتقييم بنية أدمغتهم، واختبارات لانبعاث البوزيترون لقياس الأيض في المخ.
وأظهرت النتائج أن 60 مريضًا ممن يتناولون الأدوية المضادة للكولين قدموا أداءً أسوأ من غيرهم من كبار السن فيما يخص اختبارات الذاكرة قصيرة المدى وبعض الاختبارات المعرفية، كما أنهم كانوا أكثر عرضة للضعف الإدراكي الذي يعتبر نذير خطر للإصابة بالخرف.
كما أظهر متعاطو مضادات الكولين انخفاضًا لمستويات أيض الجلوكوز، الذي يعد أحد علامات نشاط المخ، كما حذر الباحثون من كون تلك الفئة أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر من غيرها، فيما حذروا من أن حجم أدمغة الذين يتناولون مضادات الكولين كانت أصغر بنسبة 4% تقريبًا من أقرانهم.
وخلص الباحثون إلى "وجود ارتباط بين استخدام مضادات الكولين وزيادة ضمور المخ واختلاله وظيفيًا.. وبالتالي، يجب على الأرجح عدم التشجيع على استخدام هذا النوع من الأدوية بين الأشخاص الأكبر سنًا إذا كانت هناك علاجات بديلة متاحة".
aXA6IDMuMTM3LjE3NS44MCA= جزيرة ام اند امز