زعماء العالم يربطون في باريس بين محاربة الإرهاب ومكافحة التغير المناخي
أحداث باريس فرضت نفسها على القمة
مع اجتماع زعماء العالم للمشاركة في قمة المناخ بعد هجمات باريس كان الربط العفوي بين ظاهرة الاحتباس الحراري والإرهاب أمرًا محتومًا.
مع اجتماع زعماء العالم للمشاركة في قمة المناخ في باريس بعد مقتل 130 شخصًا على يد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في العاصمة الفرنسية، كان الربط العفوي بين ظاهرة الاحتباس الحراري والإرهاب أمرًا محتومًا.
وخلال نحو 150 كلمة أُلقيت مع افتتاح القمة في منشأة واقعة تحت حراسة مشددة على مشارف باريس قدم معظم زعماء الدول ورؤساء الحكومات تعازيهم للدولة المضيفة فرنسا، وأشاروا على عجل وفي أحيان بطريقة غير ملائمة لمحادثات المناخ.
وقال كثيرون، إن قرار عقد القمة في باريس بعد وقت قصير من وقوع الهجمات كان في حد ذاته رسالة للمتطرفين الذين يحاولون زرع الخوف وتعطيل الحياة الطبيعية، وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند، إن هناك صلة وثيقة بين محاربة الإرهاب ومكافحة التغير المناخي.
وقال في افتتاح المحادثات: "لا يمكنني التفريق بين محاربة الإرهاب ومكافحة الاحتباس الحراري، إنهما تحديان كبيران أمامنا؛ لأنه يتعين علينا أن نترك لأبنائنا عالمًا خاليًا من الإرهاب ونحن مدينون لهم أيضًا بكوكب ليس معرضًا للكوارث".
وذهب بعض الزعماء إلى ما هو أبعد من ذلك وبينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ربط بين الخطر الذي تمثله موجات الحر والفيضانات والجفاف وقضية اللاجئين وعدم الاستقرار السياسي.
وحذر من مستقبل محتمل من "الاضطرابات السياسية التي يمكن أن تثير صراعات جديدة مما يدفع المزيد من الشعوب اليائسة إلى طلب ملاذ في دول ليست بلادها".
وتحدث رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل أيضًا عن التغير المناخي "كسبب للتوترات وعدم المساواة والأزمات والصراعات". وكانت بلجيكا رفعت حالة التأهب بعد هجمات 13 نوفمبر في باريس الضالع فيها مهاجمان انتحاريان على الأقل من بروكسل.
إلا أن إنال سوبواجا رئيس وزراء جزيرة توفالو في المحيط الهادي قدم ربطًا مباشرًا؛ إذ تحدث عن جانب مثير للجدل في قضية التغير المناخي، وقال: "نعتقد بشكل كبير أن آثار التغير المناخي... سببًا أيضًا للتطرف والإرهاب".
وقال: "محنة اللاجئين التي نشهدها اليوم... وتصاعد الإرهاب والتطرف يمثلان نقطة صغيرة فيما سيواجهه العالم والبشرية إذا لم نتعامل مع تغير المناخ".
وخلال السنوات الأخيرة كان يشار بحذر إلى الصلة بين ارتفاع درجة حرارة الأرض وعدم الاستقرار المرتبط بالهجرة، ضمن الأسباب التي تدفع إلى خفض انبعاثات الكربون، وزاد الاهتمام بهذا الأمر في الأسابيع الأخيرة بعد تصريحات لكل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والمرشح الديمقراطي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية بيرني ساندرز.
وكان الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا قال الأسبوع الماضي، إن من بين "الأسباب الرئيسية للأهوال في سوريا" التغير المناخي.
وتناولت بعض الدراسات هذه الصلة، وفي عام 2013 قالت لجنة علماء تابعة للأمم المتحدة، إن تغير المناخ قد "يزيد بشكل غير مباشر من مخاطر الصراعات العنيفة بتضخيم محفزات هذه الصراعات مثل الفقر والصدمات الاقتصادية".
وفي قمة المناخ في باريس أمس قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد أن أشار إلى أن إسرائيل وفرنسا كلاهما ضحية الإرهاب: "إذا كان الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس ملتزمًا بالسلام فعليه أن يتوقف عن تحريض شعبه ضد إسرائيل".
"اليوم يجب أن نركز على الأمن لا فقط (أمن) دول العالم وإنما العالم ذاته".
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز