الحريري يتهم عون بتعطيل أمل اللبنانيين في وقف "الانهيار المريع"
اتهم رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الرئيس ميشال عون بتعطيل أي أمل للبنانيين في وقف الانهيار المريع في البلاد.
جاء ذلك خلال كلمة الحريري أمام البرلمان في جلسة لمناقشة رسالة وجهها عون إلى البرلمان بشأن تأخير تعطيل تشكيل الحكومة.
وقال الحريري: "لن أشكل الحكومة إلا بما يحقق وقف الانهيار ومنع الارتطام الكبير الذي يتهدد الشعب".
وأضح أنه "منذ 7 أشهر وأنا أواجه اختيار إما تشكيل الحكومة حسبما يريدها الرئيس عون وإما لا حكومة على الإطلاق".
وتابع: "قمت بكل ما يجب وتحملت ما لا يحتمل للوصول إلى حكومة تبدأ بمكافحة الانهيار".
ولفت الحريري إلى أن وزير الخارجية اللبناني السابق ذكرنا قبل أيام ببعض الأخطاء الكبيرة والخطايا المميتة.
ويشير الحريري إلى الوزير شربل وهبة الذي طلب التنحي عن مهامه بعد أزمة دبلوماسية على خلفية تصريحات خلال لقاء تلفزيوني اعتبرت مسيئة للسعودية وأثارة موجة من الغضب العارم.
وأضاف أن "عون يستخدم حقه الدستوري بمخاطبة المجلس النيابي للإعلان عن نيته مواصلة تعطيل الدستور عبر إرجاء تشكيل الحكومة".
وانتهت جلسة مجلس النواب اللبناني اليوم السبت، التي خصصت لمناقشة رسالة عون المتعلقة بالتأخر بتشكيل الحكومة، بإعلان رئيس البرلمان نبيه بري، التأكيد على ضرورة المضي قدماً للوصول سريعاً إلى تشكيل حكومة جديدة بالاتفاق بين الحريري وعون.
وأكد الحريري "لن أشكل حكومة وفق ما يريده فريق عون ولا أي فريق، بل حكومة لوقف الانهيار، وذلك من وزراء غير سياسيين اختصاصيين وفق ما نصت عليه المبادرة الفرنسية".
وجدد الحريري التأكيد على أن "عون وفريقه يريدان الحصول على الثلث المعطل في الحكومة لتعطيل النصاب"، وقال: "النص الدستوري يؤكد بوضوح أن الحكومة تُعتبر مستقيلة في حال استقالة رئيسها أو استقال أكثر من ثلث أعضائها وبالتالي فإن اكتساب رئيس الجمهورية الثلث المعطل يُعطيه القدرة على إقالة الحكومة".
وكان قد سبق كلام الحريري كلمة من قبل رئيس "التيار الوطني الحر" صهر عون النائب جبران باسيل، محاولا تهدئة الأجواء عبر التأكيد على أن رسالة الرئيس لم يكن هدفها سحب التكليف من الحريري، وهو الأمر الذي لا ينص عليه الدستور، نافيا مطلب الحصول على الثلث المعطل.
وقال باسيل: "كلمتي هدفها تشكيل حكومة برئاسة الحريري وأيّ تفسير آخر لكلامي هو خارج سياقه وافتراء"، مشيرا إلى أن "هناك اتفاقا على تشكيل حكومة يتسم فيها توزيع الحقائب بالتساوي بين الطوائف والكتل".
وأكد أن "الموضوع ليس طائفيا، بل هدف الرسالة الحث على التشكيل وهو ليس سحب التكليف، والأزمة ربما تكون أزمة نظام لذلك يجب العودة إلى مجلس النواب".
وتحدث باسيل عن مسار تأليف الحكومة، قائلا: "لا يمكن وضع الأسماء قبل معرفة توزيع الحقائب، ولرئيس الجمهورية الحق في الاطلاع على التركيبة"، مضيفا "لا يمكنكم اتهامنا بالثلث في حكومة اختصاصيين، ونحن نقول إننا لا نريده".
وكانت قد ألقيت كلمات لعدد من النواب اللبنانيين من مختلف الأحزاب، ركزت جميعها على ضرورة الإسراع بتأليف الحكومة لإنقاذ لبنان من الأزمة التي يرزح تحتها.
وكان عون قد أرسل قبل أيام خطابا إلى مجلس النواب حول التأخير في تشكيل الحكومة، محملا رئيس الحكومة المكلف مسؤولية عرقلة التأليف.
وخصص البرلمان جلسة أمس لقراءة الرسالة قبل أن يعود نبيه بري رئيس البرلمان وحليف حزب الله ويحدد مناقشتها اليوم في محاولة لتأخير المواجهة في ظل المعلومات التي تشير الى كلمات نارية متوقعة من الحريري وباسيل.
وكان عون قد قال في رسالته "لا يجوز أن تبقى أسباب التأخير موضع تكهن أو اجتهاد ولا أن يبقى تشكيل الحكومة إلى أفق غير محدد، وعلى رئيس الحكومة المكلف السهر على عدم نشوء أعراف دستورية خاطئة (الالتزام بالدستور) عند التشكيل".
وحمّل عون رئيس الحكومة المكلف مسؤولية التأخير في تشكيل الحكومة، قائلا: "أصبح من الثابت أن رئيس الوزراء المكلف لا يزال يتجاهل كلّ مهلة معقولة لتشكيل حكومة قادرة على الإنقاذ والتواصل المجدي مع مؤسسات المال الأجنبيّة والصناديق الدوليّة والدول المانحة".
وهاجم عون برسالته الحريري، معتبرا أنه "يصرّ حتى تاريخه على عدم التقدّم بتشكيلة حكوميّة تحظى باتفاقنا وتتوافر معها الثقة المطلوبة من مجلس النواب، وفق النصّ الدستوري".
aXA6IDMuMTI4LjIwMS4yMDcg جزيرة ام اند امز