روزبرج وهاميلتون تحت الأضواء في جائزة موناكو الكبرى
ثنائي مرسيدس، الألماني نيكو روزبرج المتصدر والبريطاني لويس هاميلتون حامل اللقب يستعدان لخوض منافسات جائزة موناكو الكبرى.
ستكون الأنظار مسلطة في عطلة نهاية الأسبوع على ثنائي مرسيدس الألماني نيكو روزبرج المتصدر والبريطاني لويس هاميلتون حامل اللقب عندما يخوضان جائزة موناكو الكبرى، المرحلة السادسة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد التي تقام تجاربها الحرة كالعادة غدا الخميس عوضا عن الجمعة من أجل تجنب إقفال شوارع الإمارة لثلاثة أيام متتالية.
ويرتدي سباق الإمارة أهمية مضاعفة هذا الموسم ليس بسبب تاريخه وعراقته وحسب، بل بسبب ما حدث في السباق الماضي على حلبة برشلونة الإسبانية التي أدخلت السائق الهولندي الشاب ماكس فيرشتابن التاريخ بعدما أصبح أصغر سائق يحقق الفوز في بطولة العالم.
وجاء تتويج فيرشتابن (18 عاما و229 يوما) في السباق الأول له مع ريد بول الذي قرر ترقيته من الفريق الرديف تورو روسو-فيراري بسبب تهور الروسي دانييل كفيات في السباقين الأخيرين.
وكان فيرشتابن عند حسن ظن إدارة الفريق النمسوي إذ قاد الأخير لفوزه الأول في البطولة منذ عام 2014 وتحديدا منذ فوز الأسترالي دانييل ريكياردو بسباق بلجيكا.
ولم يكن تتويج فيرشتابن نتيجة قدراته وحسب بل لعب الحظ دوره إذ تسبب هاميلتون في وضع حد لاحتكار زميله روزبرج، الفائز بالسباقات السبعة الأخيرة امتدادا من الموسم الماضي، وذلك بإخراجه من السباق منذ اللفة الأولى بعدما حاول استعادة الصدارة التي خسرها البريطاني عند الانطلاق.
وأفلت ثنائي مرسيدس من العقوبة بعدما اعتبر مراقبو جائزة إسبانيا أن الأول قام بمحاولة مشروعة من أجل تجاوز زميله الذي كان يحق له أيضا الدفاع عن مركزه.
وتمكن روزبرج من تجاوز هاميلتون عند الانطلاق لكن سرعان ما حلت "الكارثة" بعدما حاول البريطاني تجاوز زميله إلا أنه فقد السيطرة على سيارته عند المنعطف الرابع بعد أن خرج عن المسار نتيجة إقفال الباب عليه من قبل زميله الألماني فأطاح بسيارة الأخير وخرجا معا من الحلبة.
وفتح مراقبو السباق تحقيقا بالحادث الذي حصل بين ثنائي مرسيدس وتوصلوا إلى خلاصة بأن ما حصل في اللفة الأولى كان حادث تسابق وذلك بعدما استدعوا السائقين واستمعوا اليهما.
ورأى مراقبو السباق بعد دراسة جميع المعطيات الفنية التي حصلوا عليها من جميع الفرق أن الفارق بين السائقين كان 17 كلم/ساعة على الخط المستقيم عندما حاول روزبرج "المتواجد على الجهة اليمنى أن يدافع عن مركزه، ويحق له القيام بذلك".
وأضافوا أنه عندما رأى هاميلتون "فسحة حاول التجاوز من الداخل (على اليمين)"، مؤكدين بأن روزبرج "كان يملك الحق في أن يقوم بهذه الخطوة" وبأن محاولة هاميلتون كانت "معقولة"، وبالتالي فإن أيا من السائقين "لم يكن محقا تماما أو مخطئا تماما" ولهذا السبب لن تكون هناك أي عقوبة بحقهما.
وعلق روزبرج على قرار مراقبي السباق، قائلا: "علينا تقبل القرار بأن ما حصل كان مجرد حادث تسابق. هذا هو القرار والحكم النهائي".
وفي رده على سؤال إذا كان يلوم هاميلتون على الحادث، أجاب روزبرج: "لم أقل ذلك. أنا اقول بأنه علينا المضي قدما".
أما هاميلتون، فرد على إذا ما كان يتحمل مسؤولية ما حصل قائلا: "لن أخوض في هذه النقاشات. في البداية أود الاعتذار من كافة أعضاء الفريق. عندما توقفت السيارة عن العمل شعرت بغصة كبيرة إذ هناك حوالي 1300 شخص في مصنعنا يبذلون كل ما لديهم من أجل أن نسابق".
وتابع: "لا يمكنني أن أصف خيبة الأمل التي أشعر بها بعدما فشلنا في تحقيق النتيجة التي يستحقها الفريق. كنت ألحق به (لروزبرج) ولم أتبع نفس خط التسابق، هو اختار الخط الداخلي عند المنعطف الثالث. المساحة إلى اليسار كانت أصغر بكثير من اليمين، لذلك اخترت اليمين".
وأردف قائلا: "كان هناك مجال للتجاوز، وكسائق سباقات أسرع بـ17 كلم/ساعة من السائق المتواجد أمامك من الطبيعي أن تسعى للتجاوز. سأحاول المضي قدما والتأكيد للفريق بأني سأحرص على عدم تكرار ما حصل".
- روزبرج وعامل الأرض -
ورغم خيبة سباق إسبانيا الذي يعيد إلى الأذهان ما عاشه فريق مرسيدس من نزاع داخلي في الموسمين الماضيين، لا يزال روزبرج في الصدارة برصيد 100 نقطة لكن الفنلدي كيمي رايكونن (فيراري) الذي حل ثانيا خلف فيرشتابن، تقدم إلى المركز الثاني برصيد 61 نقطة، مقابل 57 لهاميلتون الذي تراجع إلى المركز الثالث و48 لكل من الألماني سيباستيان فيتل (فيراري) وزميله السابق في ريد بول الأسترالي دانييل ريكياردو اللذين حلا في المركزين الثالث والرابع على التوالي.
لكن مسعى روزبرج لمعادلة أو تحطيم رقم فيتل من حيث عدد الانتصارات المتتالية (9 عام 2013) توقف وسيكتفي بتشارك المركز الثاني (7 انتصارات متتالية) مع مواطنه الأسطورة ميكايل شوماخر (2004) والإيطالي ألبرترو اسكاري (1952-1953).
ومن المؤكد أن روزبرج سيحاول تعويض ما حصل في إسبانيا وتأكيد تفوقه في موناكو حيث خرج فائزا في المواسم الثلاثة الأخيرة، وهو تحدث عن الأمر قائلا: "شعرت بخيبة كبيرة بعد الذي حصل في إسبانيا، ليس على الصعيد الشخصي وحسب بل بسبب ما خسره الفريق. نحن في ذلك (المعركة على اللقب) معا وأعلم حجم الجهد الذي يبذل من قبل الجميع من أجل الحصول على هذه السيارات الرائعة وبالتالي أن نترك السياراتين (بسبب الحادث) على الحصة (المحيط بالحلبة) فهذا أسوأ سيناريو ممكن".
وواصل: "لكننا تحدثنا عما حصل والآن حان الوقت من أجل ترك ذلك خلفنا. السباق المقبل في موناكو، من السباقات التي أعتبرها على أرضي (يعيش في مونتي كارلو). إنها حلبة السائقين بامتياز. هناك ترعرعت وهناك أقيم حتى الآن، وبالتالي دائما ما تكون عطلة نهاية الأسبوع (التجارب والسباق) مميزة جدا".
وتابع: "لدي ذكريات عن كل منعطف منذ أيام المدرسة ودائما ما أحظى بتشجيع كبير هناك من عائلتي، أصدقائي والجمهور، وهذا الأمر يمنحك دفعا إضافيا خلال عطلة نهاية الأسبوع. كان من الرائع أن أفوز هناك في الأعوام الثلاثة الأخيرة لكني أدرك أنه سيكون من الصعب تكرار هذا الأمر بوجود لويس وسيارات فيراري وريد بول التي أصبحت قوية الآن. أنا واثق من نفسي ولتأتي المعركة إليّ!".