طالبان "تلتهم" مزار شريف.. رابع أكبر مدينة أفغانية
كشف مسؤول أفغاني النقاب عن أن طالبان استولت على مدينة مزار الشريف الشمالية، والقوات الحكومية فرت باتجاه حدود أوزبكستان، بحسب وكالة رويترز.
وقال أفضل حديد رئيس المجلس المحلي بإقليم بلخ "طالبان سيطرت على مزار الشريف"، مضيفا أن المدينة سقطت على ما يبدو دون قتال، والجنود تركوا العتاد وتوجهوا نحو المعبر الحدودي.
وتابع "جميع القوات الأمنية غادرت مدينة مزار" رغم استمرار الاشتباكات المتفرقة في منطقة واحدة قرب وسط المدينة.
وقالت طالبان في وقت سابق إنها سيطرت على فيلق "209 شاهين" الواقع في ولاية "بلخ"، مشيرة إلى أن عناصرها على مشارف السيطرة على مدينة مزار شريف.
وأضافت أنها شنت هجمات من 4 محاور على مدينة مهترلام عاصمة ولاية لغمان، وكسرت الحزام الأمني والدفاعي للمدينة، محرزة تقدما باتجاه مقر الولاية.
وقبل 3 أيام فقط، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أنها تصدّت لأول هجوم شنته طالبان على المدينة التي تعتبر رابع أكبر مدينة أفغانية.
وتحمل مزار شريف تاريخا صعبا مع حركة طالبان على وجه الخصوص.
ففي عامي 1997 و1998، سيطرت طالبان وخسرت واستعادت السيطرة على مزار الشريف، وكانت السيطرة على هذه المدينة مهمة للغاية في مسار سيطرة الحركة على حكم أفغانستان، لدرجة أنه عندما استولت عليها في 1997، اعترفت دول على الفور بالحركة كحكومة شرعية لأفغانستان، قبل حتى أن تبسط الأخيرة سيطرتها على العاصمة كابول.
لكن طالبان خسرت مزار الشريف في غضون أسبوع نتيجة مقاومة المعارضة المسلحة، واضطرت إلى الانتظار حتى عام 1998، لاستعادتها بعد أن ارتكبت مذبحة بحق المدنيين.
ولم تكن مزار شريف فاصلة فقط في تمرد طالبان الأول في تسعينيات القرن الماضي، إذ إن المدينة التي تعد معبرا تجاريا مهما، كانت بوابة السيطرة على أفغانستان خلال الـ40 عاما الماضية.
ففي حملة الاتحاد السوفيتي على أفغانستان نهاية سبعينيات القرن الماضي، لعبت السيطرة على مزار شريف الدور الأبرز في بسط الروس سيطرتهم على أفغانستان بين عامي 1978 و1979، وتكرر الأمر مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في 2001 أيضا.
وبمجرد سيطرة قوات الولايات المتحدة وحلفائها على مزار الشريف في 2001، تمكنت من تدشين سلسلة إمداد لقواتها في أفغانستان، بل إن رئاسة الأركان المشتركة الأمريكية أصدرت دليلا تعليميا يشرح سبب نجاح عملية السيطرة مزار الشريف، والتي تمت عبر فرق القوات الخاصة والإسناد الجوي.
المعركة التي وصفها وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد بـ"نقطة التحول"، كانت فاصلة في سيطرة القوات الأمريكية على شمال أفغانستان، ثم كامل البلاد.
aXA6IDE4LjIyMi45Mi41NiA= جزيرة ام اند امز