إبداعات الحصار السورية.. الأسطح تسد الرمق والشمس بديلًا للمولدات
سوريون لجؤوا إلى زراعة الأسطح لسد الرمق والطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء، وذلك كوسيلة للتغلب على حصار النظام السوري لبعض المناطق
لم يتمكن محمد النجار، ابن مدينة الزبداني في ريف دمشق، من تأمين الغذاء لأفراد أسرته، بعد أن أحكم النظام السوري الحصار على المدينة، فوجد ضالته في زراعة أسطح منزله.
النجار، والذي تخرج في كلية الزراعة قبل سنوات، لديه رصيد معرفي حول أنظمة زراعة الأسطح بالخضروات والفواكه، فوجد ضالته في تنفيذها، لسد رمق أسرته.
وزراعة الأسطح، مجموعة من الأنظمة التي روجت لها منظمة " الفاو" قبل سنوات، وهي تتكون في شكلها البسيط من طاولات من الخشب يوضع عليها حاويات تحتوي التربة البديلة، والتي تسمى بـ "البيتموس" و "البرليت"، وهي صخور ناتجة عن انفجارات بركانية يتم وضعها في فرن درجة حرارته ألف درجة مئوية تتحول بعدها إلى حبيبات صغيرة تصلح للزراعة.
وعبر صفحة للمعارضة السورية عبر موقع "فيس بوك" حاول ناشطون الترويج لفكرة النجار، وقالوا إنهم على استعداد لتقديم المشورة الفنية لكل راغب في تنفيذها.
وقال أحد الناشطين ويدعى محمد مصطفى: "يمكن من هذه الفكرة الحصول على فواكه وخضراوات وبقوليات مثل الخيار والبندورة والكوسة والبقدونس والكزبرة".
ويطبق النظام السوري وحزب الله اللبناني حصارًا على مدينة الزبداني في ريف دمشق منذ منتصف العام الماضي، وسبق أن أدخلت الأمم المتحدة مساعدات للمدينة تتضمن كميات من البرغل والأرز والعدس والفاصولياء، إلا أنها لم تكن تكفي سوى لفترة قصيرة، ما دفع الناشطون إلى محاولة نشر فكرة زراعة الأسطح.
ولا تتوقف الإبداعات عند الغذاء، فالطاقة كان لها نصيب أيضًا، وهو ما كشف عنه موقع " كلنا شركاء" المقرب من المعارضة السورية.
ويقول الموقع في تقرير له، إن معظم أهالي مناطق درعا الخاضعة لسيطرة الثوار لجؤوا إلى الطاقة الشمسية للحصول على الكهرباء سواء في المنازل أو المحال التجارية، للتغلب على قيام النظام بقطع التيار الكهربائي عن تلك المناطق.
وقال محمد السعد وهو أحد ساكني مناطق الثوار للموقع، إنه ركّب في منزله ألواح طاقة شمسية مع بطاريات ورافع جهد، بتكلفة وصلت إلى 800 دولار أمريكي، أي ما يعادل نصف مليون ليرة سورية.
وأضاف أنه لم يعد بحاجة إلى الكهرباء؛ لأن ألواح الطاقة الشمسية قادرة على تشغيل جميع الأدوات الكهربائية في منزله، وتعتبر أوفر للمال من مولدات الكهرباء، حيث إن سعر المولد الواحد يصل إلى 1000 دولار أمريكي، وهم بحاجة إلى مبلغ 4000 ليرة سورية بشكل يومي ثمن محروقات، أي أنه يحتاج لأكثر من 100 ألف ليرة سورية في الشهر لتشغيل المولد.