جلسة مجلس الأمن حول أفغانستان.. تحذيرات ودعوات لطالبان
حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الإثنين، مجلس الأمن، على "استخدام كل الأدوات المتاحة لديه لوقف التهديد العالمي في أفغانستان".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنه على جميع الدول الاستعداد لاستقبال اللاجئين الأفغان والامتناع عن أي عمليات لترحيلهم.
ودعا غوتيريس، خلال جلسة المجلس المؤلف من 15 دولة عضوا حول تطورات الأوضاع في أفغانستان، حركة طالبان لممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحفظ الأرواح، وضمان احترام حقوق الإنسان الأساسية.
وقال إنه "ثمة تقارير تقشعر لها الأبدان عن قيود شديدة على حقوق الإنسان لا سيما الانتهاكات المتزايدة بحق النساء والفتيات".
وأشار غوتيريس إلى أن وجود الأمم المتحدة في أفغانستان سيتكيف مع الوضع الأمني لكنه سيستمر ويقدم الدعم.
من جانبه، قال مندوب أفغانستان لدى الأمم المتحدة إن الوضع في العاصمة كابول صعب وشهدنا فوضى في مطارها الدولي، معربا عن قلقه من عدم وفاء حركة طالبان بوعودها.
ودعا المندوب الأفغاني مجلس الأمن إلى استخدام كل الوسائل الممكنة لوقف العنف في البلاد فورا، مؤكدا أنه توجد فرصة لمنع استمرار العنف ومنع أفغانستان من الانزلاق نحو حرب أهلية.
وشدد على ضرورة توفير ممر إنساني لإجلاء الأشخاص الذي قد يتعرضون لعمليات ثأر من قبل طالبان، مطالبا الأمم المتحدة بالتأكيد بأنه لن يتم الاعتراف بأي سلطة جاءت بالقوة في أفغانتسان.
من جانبها، دعت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كل الأطراف في أفغانستان إلى حماية الممتلكات، مشددة على ضرورة حماية المدنيين.
وقالت المندوبة الأمريكية إنه "لن نسمح بأن تعود أفغانستان قاعدة للإرهابيين".
وطالبت حركة طالبان بتوفير الأمن للمدنيين في أفغانستان والسماح باستئناف عمل المنظمات الإنسانية.
ولفتت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إلى أن الشعب الأفغاني يعاني من تأثيرات فيروس كورونا والجفاف ولابد من توفير المساعدات له.
وكشفت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أوضح أنه في حال مهاجمة المصالح الأمريكية في أفغانستان سيكون الرد سريعا وقاسيا.
بدورها، دعت المندوبة الفرنسية لدى الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في أفغانستان فورا واحترام القانون الدولي.
وأعربت مندوبة فرنسا عن إدانتها للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان في أفغانستان، وعلى جميع الأطراف هناك حماية المدنيين.
وفي السياق ذاته، أكد المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة أن طالبان لن تحصل على الشرعية الدولية ما لم تلتزم بتعهداتها.
ودعا مندوب بريطانيا بالأمم المتحدة طالبان إلى "احترام" القانون الدولي والسماح بوصول المساعدات.
وأشار إلى أن أفغانستان تواجه كارثة إنسانية ولا بد أن تحترم حركة طالبان القانون الإنساني العالمي.
وأكد المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة أن بلاده ستواصل العمل مع الشركاء المحليين ومجلس الأمن من أجل بناء أفغانستان شاملة وعادلة.
وخلال الجلسة المخصصة لمناقشة الوضع في أفغانستان، قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة إن بلاده تراقب عن كثب التغيرات السريعة التي تطرأ على الأوضاع في أفغانستان.
وأضاف مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة أن أكبر المدن في أفغانستان تم تسليمها إلى حركة طالبان بدون قتال.
ونوه مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة أن حركة طالبان فاجأتنا بسيطرتها على أفغانستان، لافتا إلى أن تحرك موسكو تجاه أفغانستان ستعتمد على سلوك حركة طالبان.
ودعا المجتمع الدولي لحشد قواه للعمل على المصالحة الوطنية في أفغانستان.
من جانبها، لفتت سفيرة إيرلندا لدى الأمم المتحدة إلى أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية التصرف لحماية المدنيين وتخفيف المعاناة في أفغانستان.
وقالت إن مجلس الأمن أخفق في الاستجابة للتحذيرات من الوضع أفغانستان وعلينا الآن مواجهة العواقب.
وفي السياق ذاته، قال مندوب الصين لدى الأمم المتحدة السفير لي باودونغ إن الحرب في أفغانستان استمرت لعقود ويجب ضمان النظام والأمان هناك وعدم تعرض المدنيين للخطر.
وأضاف مندوب الصين لدى الأمم المتحدة أنه يجب احترام سلامة وأمن كل العاملين الدوليين في أفغانستان.
وأعرب عن أمل بلاده أن تقاطع حركة طالبان التنظيمات الإرهابية.
وفي الجلسة ذاتها، طالب مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة كل الأطراف في أفغانستان وخاصة طالبان بالحفاظ على النظام في العاصمة كابول وباقي المناطق.
ودعا كل الأطراف في أفغانستان بتسهيل الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية، مؤكدا أن باكستان ستسهل وصول المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.
وأشار مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة إلى أن بلاده تساعد في إجلاء كل الشخصيات الدبلوماسية وأعضاء المنظات والهيئات الدولية من أفغانستان.
ولم يتوقف هدير الطائرات في سماء أفغانستان مع تواصل إجلاء الرعايا الأجانب والبعثات الدبلوماسية مع سيطرة طالبان على العاصمة كابول.
ويختلف الوضع على الأرض إذ ساد هدوء حذر البلد الذي لم يفق بعد من صدمة سقوط نظامه السياسي في غضون 3 أشهر منذ بدء الانسحاب الأمريكي.
وقال مسؤولون في حركة طالبان اليوم إنهم لم يتلقوا أي تقارير عن أي اشتباكات بمختلف أنحاء البلاد وذلك بعد يوم من سيطرة الحركة على العاصمة كابول وانهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال عضو كبير في الحركة "الوضع هادئ وفقا لما لدينا من تقارير".
تقديرات تؤكدها تصريحات بريطانية، حيث قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس اليوم أيضا إن حركة طالبان تسيطر على أفغانستان وإن القوات البريطانية لن تعود لقتال "المتمردين".
وأضاف والاس لقناة سكاي نيوز التلفزيونية "أعترف بأن طالبان تسيطر على البلاد.. أعني أن المرء لا يحتاج إلى أن يكون باحثا سياسيا لمعرفة ذلك".
وفيما الوضع هادئ على الأرض أوضح مسؤول أمريكي أن الرحلات الجوية العسكرية المنطلقة من كابول مخصصة فقط لنقل دبلوماسيين وموظفين أجانب وموظفين محليين بالسفارات.
وفجر اليوم أطلقت القوات الأمريكية نيرانا تحذيرية في سماء مطار كابول إثر اجتياح حشد من المواطنين المدرج.
ووفق مسؤول أمريكي فإن القوات اضطرت لإطلاق النار في الهواء لمنع أفغان من الركض إلى المدرج لركوب طائرات عسكرية.
وتسود حالة من الفوضى على مطار العاصمة الأفغانية، كابول، بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان وفرار رئيس البلاد أشرف غني للخارج.