سياسة
موسكو تواجه "لحظة الحقيقة".. 3 ساعات "باردة" مع الخصوم في "الناتو"
انطلق اليوم في بروكسل اجتماع يضم الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين، وروسيا، لإجراء محادثات لمحاولة تجنب حرب بسبب أزمة أوكرانيا.
الاجتماع الذي احتضنه مقرّ حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في العاصمة البلجيكية، يتزامن مع التصعيد بين موسكو وواشنطن، والدول الأوروبية.
وتعتبر واشنطن وحلفاؤها أن هناك تهديدًا روسيًا باجتياح أوكرانيا، غير أن موسكو التي تنفي الأمر برمته، لم تُبدِ أي علامات تهدئة في هذه المرحلة.
ووافقت موسكو على إعادة إحياء "مجلس ناتو-روسيا" الذي يعقد في سياقه الاجتماع، وهو هيئة استشارية أُنشئت عام 2002 وعُلّقت أعمالها في يوليو/ تموز 2019.
وبدأ الاجتماع عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (09,00 ت غ)، بعيدا عن سخونة الأزمة الأوكرانية المنذرة بحرب على الأبواب، وستستمرّ المحادثات لمدة ثلاث ساعات.
وحصل أول اجتماع للمجلس في العام 2019، لكن توقف التعاون العملي بين الفريقين في العام 2014 بعد غزو روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية وضمّها إليها.
وسُحبت البعثة الدبلوماسية الروسية لدى "الناتو" في أكتوبر/تشرين الأول، بعد طرد ثمانية أعضاء منها، تشتبه القوى الغربية في قيامهم بالتجسس.
ممثلو الأطراف الثلاثة
ويُمثّل روسيا في اجتماع اليوم نائب وزير الخارجية ألكسندر غروشكو، الذي وصف الاجتماع بأنه "لحظة الحقيقة" في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وتُمثّل نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان الولايات المتحدة، فيما أرسلت فرنسا فرانسوا دولاتر وهو المدير العام لوزارة الخارجية الفرنسية.
وأعلمت شيرمان الثلاثاء ممثلي الدول الثلاثين الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بفحوى المفاوضات التي أجرتها في جنيف مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف.
وقال ممثل عن إحدى الدول الأوروبية لوكالة "فرانس برس": "ليس هناك سبب للتفاؤل، إلّا أن الروس ملتزمون جديًا بالمسار الدبلوماسي".
ولم تكن محادثات جنيف حاسمة، فبقي الروس والأمريكيون متمسّكين جدًا بمواقفهم.
وكانت روسيا قد طالبت واشنطن وحلفاءها بتطمينات واسعة النطاق بما في ذلك ضمانات ملموسة بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
ثقة منقوصة
وأوضحت السفيرة الأمريكية الجديدة في حلف شمال الأطلسي جوليان سميث، أن الولايات المتحدة لم تقدم أي تنازلات لكنّها صاغت مقترحات للحدّ من مخاطر الصراع والشروع في نزع الأسلحة التقليدية والنووية.
وأكّدت واشنطن لموسكو أنها لا تنوي نشر أسلحة هجومية في أوكرانيا، لكنها نفت أن تكون لديها نيّة بنزع السلاح في أوروبا، حسبما أكّد الدبلوماسي الأوروبي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: "لا يزال من المبكر جدًا لنقول إذا كان الروس جدّيين أم لا في المسار الدبلوماسي أو إذا كانوا مستعدّين للتفاوض بشكل جدّي".
وتابعت قائلة: "إن علاقة حلف شمال الأطلسي مع أوكرانيا هي مسألة لا تعني إلّا أوكرانيا والحلفاء الـ30 ضمن الناتو، ولا تعني الدول الأخرى".
أهداف غير مقبولة
أما وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، فقد حذر في منشور على مدوّنته من أن روسيا تريد "إعادة تشكيل الكتلة الجيوسياسية السوفيتية في أوروبا ومحاولة الفصل بين الولايات المتحدة وأوروبا. ومن الواضح أن هذه الأهداف غير مقبولة".
غير أن مجلس الناتو-روسيا قد يكون فقط تكرارًا لمحادثات جنيف التي اعتزم كلّ فريق خلالها التمسّك بمواقفه.
وستُطالب روسيا بردّ شامل من قبل الناتو على مطالبها.
وقال ممثل روسيا في الاجتماع قبل اللقاء: "سنضغط من أجل نيل ردّ ملموس وجوهري، مادة تلو الأخرى، على مشروع الاتفاق الروسي حول الضمانات".
غير أن موسكو لا تُبدي أي علامة تهدئة بحيث لم تقدّم أي إثبات على أنها لن تجتاح أوكرانيا، أو تفسيرا للأسباب التي دفعتها لنشر نحو مئة ألف جندي على الحدود مع اوكرانيا، بحسب ممثلة واشنطن.
وشدّد الدبلوماسي الأوروبي الذي تحدث لوكالة "فرانس برس"، على "ضرورة أن نتوخى أكبر قدر من الحذر. ليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأن عملية ما ستبدأ. نحن لا نتفاوض حتى".
وأكّد بوريل أن دول الاتحاد الأوروبي - 21 منها أعضاء في حلف شمال الأطلسي - يجب أن تكون لديها "مواقف واضحة" في المحادثات حول هندسة أمن أوروبا و"علينا أن نصوغ ردّنا في حال نفّذت روسيا تهديداتها ضد أوكرانيا".
وستكون مسألة "مساهمة الاتحاد الأوروبي المُحدّدة" في قلب اجتماعات وزراء خارجية ودفاع دول الاتحاد الأوروبي غدا وبعد غد الخميس والجمعة في بريست (غرب فرنسا).
وأشار بوريل إلى "عقوبات منسّقة" وخطوات أخرى غير محدّدة، وقال: "نحن لسنا تحالفًا عسكريًا، بل لدينا الوسائل لتعزيز مصالحنا الأمنية ومصالح شركائنا".
aXA6IDMuMTMzLjE0MC44OCA=
جزيرة ام اند امز