كتاب فرنسي: غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية سبب ظهور داعش
واشنطن بوست وصفت نظريته بأنها "الأكثر إثارة للجدل" حول التنظيم
قدمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ما وصفته بأنه النظرية الأكثر جدلًا حول تنظيم داعش، والتي جاءت في كتاب للمؤلف الفرنسي توماس بيكيتي.
قدمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ما وصفته بأنه النظرية الأكثر جدلًا حول تنظيم داعش، والتي جاءت في كتاب للمؤلف الفرنسي توماس بيكيتي، وتقوم على أن السبب الرئيسي وراء ظهور التنظيم هو عدم المساواة في الدخل وتوزيع الثروة.
و يعتقد بيكيتي أن مبدأ عدم المساواة هو المحرك الرئيسي للإرهاب في الشرق الأوسط، بما في ذلك الهجمات والمجازر الإرهابية التي نفذتها الجماعات الجهادية المتطرفة في باريس في وقت سابق من الشهر الماضي، كما لفتت الصحيفة في تقديمها للكتاب أن شريحة كبيرة من الدول الغربية نفسها تلقي باللوم على غياب مبدأ المساواة في مجتمعاتها.
ويسلط المؤلف الفرنسي توماس الضوء على طبيعة النظام السياسي والاجتماعي الهش في دول الشرق الأوسط على حد تعبيره، وأرجع السبب وراء تلك الطبيعة الهشة إلى تركز الثروات النفطية في الدول ذات التعدادات السكانية المنخفضة نسبيًّا، أما المحرك الخفي لعدم المساواة المتطرفة، حسب المؤلف، فهو أن عوائد رأس المال تتجاوز معدلات النمو الاقتصادي، وهو ما يثير السخط الطبقي ويقوض القيم الديموقراطية في تلك المجتمعات، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وفي محاولة لتوضيح نظرية الكاتب الفرنسي توماس، أشارت صحيفة واشنطن بوست على سبيل المثال- إلى أن المنطقة الواقعة بين مصر وإيران توجد بها كميات كبيرة من الحقول النفطية (تتراوح نسبتها ما بين ٦٠٪ إلى ٧٠٪ من إجمالي الثروة) بينما فيما يشكل إجمالي سكان تلك المنطقة حوالي ١٠٪ من أصل ٣٠٠ مليون نسمة، ممن يعيشون في الشرق الأوسط فقط.
و ذكر المؤلف الفرنسي بيكيتي في نظريته، أن حوالي ١٦٪ من سكان منطقة الشرق الأوسط يستحوذون على حوالي٦٠ ٪ في من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط، بحسب بيانات إحصائية لعام ٢٠١٢.
و يتابع بيكيتي أنه في مثل ذلك النظام، فسنجد شريحة صغيرة من الناس تسيطر على معظم الثروة، في حين أن نسبة كبيرة - بما في ذلك النساء واللاجئين - يكونون ضمن الأقليات المهملة، وبمعنى آخر ستسيطر فئة قليلة جدًّا على مصادر الدخل والثروة وتزيد من استحواذها عليها، دون أن تقدم خدمة اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية ذات نفع عام للفرد والمجتمع، وهو ما اعتبره عالم الاقتصاد الشهير نظامًا غير متكافئ اجتماعيًّا.
وذكر توماس أن تلك الظروف الاقتصادية غير العادلة كما وصفها، هي أبرز مبررات الجهاديين، لتنفيذ سلسلة من الهجمات والمذابح الإرهابية، وبخاصة في منطقة تحكمها القوى الغربية الرأسمالية.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMjE0IA== جزيرة ام اند امز