النفط يدخل دوامة الهبوط.. برنت يفقد 6 دولارات
هبطت أسعار النفط أكثر من 5% في نهاية تعاملات الإثنين، بينما يعلق المستثمرون آمالهم على جهود دبلوماسية بين أوكرانيا وروسيا لإنهاء حربهما، في حين أثارت قفزة في الإصابات بكوفيد-19 في الصين ذعرا في الأسواق.
وتراجعت عقود خام القياس العالمي، مزيج برنت، عند التسوية، بمقدار 5.77 دولار، أو نسبة 5.12%، لينخفض سعر البرميل، إلى نحو 106.90 دولار.
كما انخفضت، عقود خام القياس الأمريكي، غرب تكساس الوسيط، بمقدار 6.32 دولار، أو 5.78%، إلى 103.01 دولار للبرميل، وذلك حسب رويترز.
وبهذه الأسعار التي انتهت إليها جلسة تعاملات الإثنين، عوضت أسعار النفط بعض خسائرها التي حققتها في منتصف تعاملات الإثنين، عندما فقدت أكثر من 8 دولارات للبرميل.
وسجل الخامين القياسيين، كلاهما مكاسب حادة منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، وما زالا مرتفعين حوالي 40% عن مستوياتهما في بداية العام.
ومن المقرر أن يتحدث المفاوضون الأوكرانيين، والروس مرة أخرى اليوم عبر رابط فيديو بعد أن أشار الجانبان إلى إحراز تقدم.
وقالت تينا تينج، المحللة لدى "سي.إم.سي ماركتس": "ربما تستمر أسعار النفط في التراجع هذا الأسبوع مع استيعاب المستثمرين لتأثير العقوبات على روسيا إلى جانب إظهار الطرفين إشارات على التفاوض لوقف إطلاق النار".
وأضافت تينج: "مع استعداد الأسواق لإمدادات أقل بكثير في الفترة بين فبراير/شباط ، وأوائل مارس/آذار، تحول التركيز إلى السياسة النقدية في اجتماع لجنة السوق المفتوحة التابعة للمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) المقرر هذا الأسبوع، وهو ما قد يزيد من قوة الدولار، ويضغط على أسعار السلع".
وتجتمع اللجنة الاتحادية يومي 15 و16 مارس/آذار الجاري، لتقرير ما إذا كانت سترفع أسعار الفائدة.
ومن المتوقع أن يبدأ المركزي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع، مما سيضع ضغطا هبوطيا على أسعار النفط.
وبدأت مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا تظهر أخيرا مؤشرات على إحراز تقدم، إذ أشار مسؤولون من كلا الجانبين أمس إلى أن المحادثات يمكن أن تسفر عن اتفاق في غضون أيام.
ومن المقرر أن تنطلق الجولة التالية من المحادثات اليوم عبر تقنية الفيديو، بحسب رويترز.
ويهدد ارتفاع أسعار النفط القطاعات التي تعاني بالفعل من الجائحة، مثل شركات الطيران، فبعد أن تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في ارتفاع أسعار خام برنت إلى مستويات لم تشهدها منذ أكثر من 10 سنوات، بدأ المستثمرون يبتعدون سريعا عن الصناعات المعتمدة على النفط، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز أمس.
وأشار التقرير إلى أن من بين تلك الصناعات شركات الطيران، وكذلك الشركات التي تعتمد على النفط في عمليات التصنيع الخاصة بها.
وانخفضت أسهم شركة الخطوط الجوية الأمريكية "أمريكان إيرلاينز" بنحو الخمس خلال هذا الشهر، فيما سجلت أسهم شركة جوديير للإطارات تراجعات حادة أيضا.
وأدت احتمالية استمرار ارتفاع أسعار النفط إلى حالة من التوتر بالأسواق المالية، إذ أشار محللون اقتصاديون في بنك "جولدمان ساكس"، إلى أن العالم قد يواجه قريبا واحدة من "أكبر صدمات إمدادات الطاقة على الإطلاق".