زيارة "بيلوسي" تربك الأسواق.. صعود الذهب وول ستريت وتراجع الدولار
تترقب الأسواق العالمية تبعات زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، والتي أثارت حالة من التوتر بين بكين وواشنطن.
ووصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الثلاثاء، إلى تايبيه عاصمة تايوان، وسط وعيد من بكين بالرد، لكنها ليست المرة الأولى لرئيس مجلس نواب أمريكي يزور فيها الجزيرة، فقد سبقها إلى هناك الجمهورى "نيوت جنجريتش" عام 1997 إبان ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
طوال عقود، تندد الصين بزيارات المسؤولين الأمريكيين إلى جزيرة تايوان التى تعتبرها الصين جزءا منها، لكنها هددت هذه المرة وبدأت إجراءات عسكرية تتضمن مناورات عسكرية في 6 مناطق حول تايوان، فيما يشبه الحصار الخانق على تايبيه.
أحداث وضعت الاقتصاد العالمي أمام "مطب" جديد، في ظل أزمة أخرى قائمة في أوروبا تتمثل في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وتباينت مؤشرات الأسواق العالمية متأثرة بحالة التوتر بين بكين وواشنطن، وترقبا لما ستسفر عنه زيارة بيلوسي.
أسعار الذهب اليوم
ارتفعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء مدعومة بتصاعد التوتر بين بكين وواشنطن على الرغم من أن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية حد من مكاسب المعدن الذي لا يدر عائدا، وأبقته دون أعلى مستوى في شهر بلغته في الجلسة الماضية.
وبحلول الساعة 1029 بتوقيت جرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1761.33 دولار للأوقية بعد أن ارتفع يوم الثلاثاء إلى أعلى مستوى له منذ الخامس من يوليو/تموز عند 1787.79 دولار للأوقية قبل أن يغلق منخفضا 0.6% لينهي سلسلة من المكاسب على مدى 4 جلسات. وانخفضت العقود الآجلة الأمريكية 0.6 بالمئة إلى 1778.60 دولار للأوقية.
وقال ريكاردو إيفانجيليستا، كبير المحللين في أكتيف تريدز "زيارة بيلوسي لتايوان لم تُثر رد فعل كبيرا من بكين (لكن) الوضع يبقى متوترا وداعما للذهب باعتباره ملاذا آمنا".
وأضاف أن الدولار بدأ يتراجع في نفس الوقت ليدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع.
وانخفاض الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين الأجانب.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 0.5% إلى 19.86 دولار للأوقية في المعاملات الفورية، كما هبط البلاتين 0.1% إلى 893.36 دولار. وتراجع البلاديوم 0.6% إلى 2050.13 دولار.
الدولار ينخفض
انخفض الدولار الأمريكي اليوم لكنه احتفظ بمعظم مكاسب اليوم السابق، بعدما قفز مدعوما بإشارات من مسؤولين بمجلس الاحتياطي الاتحادي لزيادات أخرى كبيرة في أسعار الفائدة، واجتذب الدعم وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين بخصوص تايوان.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الخضراء مقابل سلة من 6 عملات منافسة، من أعلى مستوى له في عقدين من الزمن في منتصف يوليو/تموز إذ كبح المستثمرون جماح توقعاتهم بشأن رفع أسعار الفائدة الاتحادية.
لكن 3 من مسؤولي الاحتياطي الاتحادي أشاروا أمس الثلاثاء إلى أن البنك المركزي لا يزال "موحدا تماما" بشأن زيادة أسعار الفائدة إلى مستوى من شأنه أن يحد من أعلى معدل تضخم في الولايات المتحدة منذ الثمانينيات، مما رفع مؤشر الدولار بنسبة 0.8% في نفس اليوم.
وتراجع المؤشر قليلا اليوم الاربعاء منخفضا 0.25% عند 106.170.
وقال محللو العملات إن الخلافات بعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهي الأعلى مستوى لتايوان منذ 25 عاما، من المرجح أن تساعد في دعم الدولار الأمريكي كملاذ آمن في الوقت الحالي.
وأدانت الصين زيارة بيلوسي وبدأت تدريبات عسكرية تستمر ستة أيام حول تايوان، بعد أن أشادت بيلوسي بالجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي باعتبارها "واحدة من أكثر المجتمعات حرية في العالم".
وقال المحللون إنه ما لم يحدث مزيد من التصعيد، فمن المرجح أن تظل رهانات رفع أسعار الفائدة الأمريكية المحرك الرئيسي لتحركات الدولار.
ويترقب المستثمرون تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة الذي سيصدر يوم الجمعة.
وتراجع الين الياباني، الذي فقد أكثر من 1% مقابل الدولار أمس الثلاثاء بنسبة 0.1% خلال اليوم عند 133.355 ين للدولار.
وارتفع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.01855 دولار على الرغم من البيانات المنفصلة التي تظهر انخفاضا شهريا في كل من النشاط التجاري ومبيعات التجزئة في منطقة اليورو.
وارتفع الجنيه الإسترليني أيضا مقابل الدولار، إذ زاد بنسبة 0.2% إلى 1.21770 دولار قبل اجتماع السياسة النقدية لبنك إنجلترا الخميس والذي من المتوقع أن يرفع فيه أسعار الفائدة للمرة السادسة على التوالي.
صعود وول ستريت
- فتحت مؤشرات الأسهم الأمريكية على ارتفاع اليوم الأربعاء بعد يومين من التراجع إذ تحول التركيز إلى بيانات نشاط الخدمات المقررة الإعلان عنها وقت لاحق من الجلسة بحثا عن مزيد من القرائن على صحة الاقتصاد، في حين ارتفعت أسهم باي بال بعد رفع توقعاتها.
وزاد المؤشر داو جونز الصناعي 118.04 نقطة، أو 0.36%، إلى 32514.21 عند الفتح.
وأغلقت بورصة وول ستريت تعاملات الثلاثاء منخفضة، مع تصاعد التوتر بين أمريكا والصين بعد أن وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وقالت بيلوسي إن رحلتها تبرز التضامن الأمريكي مع الجزيرة التي تطالب بها الصين، لكن بكين أدانت الزيارة، وهي الأولى من نوعها في 25 عاما، قائلة إنها تهديد للسلام والاستقرار.
وانخفضت أسهم مايكروسوفت وفيزا 1.1% و2.4% على الترتيب وهو ما أثر على المؤشر ستاندرد اند بورز 500.
وتراجعت كل القطاعات الأحد عشر المدرجة في المؤشر القياسي، وفي مقدمتها القطاع العقاري الذي هبط 1.3% بينما انخفض القطاع المالي 1.1%.
وأنهى ستاندر أند بورز 500 جلسة التداول منخفضا 0.66% إلى 4091.32 نقطة في حين تراجع المؤشر ناسداك المجمع 0.16% ليغلق عند 12348.76 نقطة.
وأغلق المؤشر داو جونز الصناعي منخفضا 1.23% إلى 32396.30 نقطة.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMDcg جزيرة ام اند امز