أسواق الطاقة.. "أوبك+" في مواجهة مخاطر ركود الاقتصاد الأمريكي
تترقب أسواق الطاقة العالمية، نتائج اجتماع تحالف "أوبك+"، المقرر عقده اليوم، وسط توقعات السوق بزيادة مطردة أو طفيفة في إنتاج النفط.
اجتماع التحالف اليوم، يأتي في وقت بات الاقتصاد الأمريكي، وبدرجة أقل العالمي، قريبا من حالة ركود، ما ستكون له تأثيرات حادة على صناعة النفط العالمية والطلب على الخام.
واجتمعت متغيرات جديدة لتؤثر على سوق الطاقة العالمية خلال الشهرين الماضيين قد يكون لها تأثير كبير على مستقبل الأسعار.
ويجتمع التحالف خلال وقت لاحق اليوم الأربعاء، بينما يراوح سعر برميل النفط ضمن نطاق كبير منذ قرابة شهر بين 95 و113 دولارا للبرميل، بحسب بيانات تتبع أسعار النفط الآجلة.
ووفق مراقبين، سيكون الطلب على النفط تحت ضغط كبير خاصة و الركود قد يضرب في البداية السوق الأمريكية، التي تعتبر أكبر مستهلك للنفط بمتوسط يومي 17 مليون برميل، وثاني أكبر مستورد بمتوسط 6.5 مليون برميل يوميا.
أمس الثلاثاء، نقلت مصادر لرويترز عن أرقام من معهد البترول الأمريكي، أن مخزونات النفط في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي في حين تراجعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وبحسب المصادر، أظهرت بيانات معهد البترول أن مخزونات الخام زادت حوالي 2.2 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 29 يوليو/تموز.
وانخفض مخزون البنزين 200 ألف برميل في حين هبطت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، حوالي 350 ألف برميل.
وتعني زيادة المخزونات أن الطلب على الخام شهد تباطؤا في السوق الأمريكية خلال الأسبوع الماضي، على أن تصدر البيانات النهائية للمخزونات خلال وقت لاحق اليوم الأربعاء.
أزمة العقارات الصينية
ومع اشتداد أزمة العقارات الصينية، فإن قطاعات أخرى داخل البلاد قد تتجه للضرر، مع ظهور حالات متسارعة رافضة لدفع الرهون العقارية على المباني غير المكتملة.
والصين هي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 10 ملايين برميل، وثاني أكبر مستهلك له بمتوسط يومي 13 مليون برميل يوميا، بحسب بيانات منظمة أوبك.
وقد تؤثر أزمة العقارات على صناعة مدخلات المواد الخام كالحديد والإسمنت والحجر، وهذه سلع تعتبر مشتقات الوقود جزء رئيس من مدخلات إنتاجها، عدا عن أزمات تسريح عمالة في أكبر قطاع يملك حصة تتجاوز 30% من الناتج المحلي الإجمالي.
الاستثمار في النفط
كذلك، يعي تحالف "أوبك+" وجود ضعف عالمي في الاستثمار بمصادر الطاقة التقليدية، وسط دعوات منذ عدة سنوات في تكثيف الاستثمارات في مجالات الاستكشاف والتنقيب والإنتاج والتكرير.
إلا أن بعض الدول الصناعية حتى عام 2021، كانت ترى في أن استثمارات الطاقة التقليدية تعتبر غير مجدية، في ظل الانتقال التدريجي نحو مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.
لكن أزمة الطلب الكبير على النفط خلال العام الجاري، تظهر أن الخام ما يزال يعتبر المصدر المفضل لمختلف دول العالم، و الاقتصاد العالمي غير جاهز بعد للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.
العقوبات الروسية
ورغم أن عقوبات الدول الغربية على روسيا، لم تؤثر على البلد العضو في تحالف "أوبك+" إلا أن التحالف يرى ضرورة دراسة مختلف السيناريوهات بشأن إمدادات النفط الروسي على وجه الخصوص.