باحثة أسرية أردنية تؤكد: "الثقافة" حل لآلاف حالات العنف الأسري
الباحثة الأسرية الأردنية إيمان الشمايلة تروي لـ"العين" استقبالها لآلاف من حالات العنف الأسري والتي يكمن حلها في "الثقافة الزوجية"
"كل المشاكل الأسرية التي يمر بها الزوجين ما هي إلا نتيجة عدم التوائم الفكري بينهما، ما قد ينتج عنه عنف بجميع أشكاله أهمهم العنف الاقتصادي العاطفي"، هذا هو توصيف الدكتورة الأردنية والباحثة الأسرية إيمان الشمايلة لمعظم حالات المشاكل الزوجية، مستخلصة فيه خبرة سنوات من العمل بحماية الأسرة.
تروي الشمايلة لبوابة "العين" الإخبارية كيف كانت تستقبل الحالات المختلفة في غدارة حماية الأسرة التابعة لمديرية الأمن العام بالأردن، وتجلس مع كل حالة وتحاورها وتجد لها مخرجًا من الأزمة التي تمر بها، مؤكدة أن حل أغلب المشاكل الزوجية هو "تثقيف الشريكين رجلًا ومرأة".
وأوضحت الشمايلة أن أغلب الحالات التي استقبلتها طوال سنوات عملها كانت عبارة عن نساء تعرضن للعنف من قبل أزواجهن وأسرهن، وأخريات يحملن ألمًا، وفي ذات الوقت أملاً في إيجاد طريق مستقر لأسرة لطالما حلمن بها.
حصلت الشمايلة على الدكتوراه في طرق ومناهج التدريس من جامعة الجنان بلبنان، وحصلت على جوائز عديدة أبرزها جائزة صلاح الدين للإبداع التربوي من وزارة الثقافة الأردنية لعام 2015، وجائزة جامعة المدينة المنورة للعام ذاته، وأيضاً جائزة البحث العلمي من جامعة عمان الأهلية لعام 2004.
وقالت الباحثة الأسرية، إنها عملت في إدارة حماية الأسرة منذ 4 سنوات وإلى هذه اللحظة، تتابع الحالات التي استقبلتها وبدأت في علاجها منذ البداية، مشيرة إلى أن أكثر الحالات التي تركت أثرًا فيها هي الحالة التي يتعدى بها الأب جنسيًّا على بناته وتكون مبرراته غير منطقية، كقوله إن بناته "حلاله".
وتابعت الشمايلة "النساء اللواتي يلجأن للإدراة يبحثن عن حل وعلاج للمشكلة، ولا تكون المحكمة من ضمن خياراتهن، ولا يرغبن بطريق يؤدي الى الطلاق، ولكن المؤسف أن معظم النساء في غالب الحالات يلجأن للإدارة بعد التعرض للعنف لسنوات طويلة".
وأوضحت أنهن يكونن تضررن نفسيًّا بشكل كبير، بل وتتراكم الأمراض النفسية في بعض الأحيان نتيجة العنف الذي يتعرضن له لمدد طويلة، مؤكدة أن حماية الأسرة تحاول دائمًا مساعدة السيدة ومتابعتها بالزيارات الميدانية حتى تحسن الوضع، وفي بعض الحالات تجبر الإدارة الرجل على التعهد بإحسان معاملة زوجته وعائلته.
وقالت الشمايلة، إن حالات الطلاق في الأردن في تزايد مستمر والأرقام مقلقة على صعيد المختصين، مرجعة هذا التزايد للانفتاح على الشعوب الأخرى دون مراعاة للعادات والتقاليد الموجودة داخل المجتمع الأردني.
وأردفت قائلة لـ"العين": "المشكلة تبدأ من مرحلة الخطبة غير الواقعية التي تطغى بها المشاعر على مراقبة السلوكيات، وعند الزواج تكشف الحقيقة وتبدأ الصراعات بين الطرفين، لذلك يجب تثقيف الخطيبين قبل انتقالهم لمرحلة الزواج وضبط سلوكهم".
وأكدت الشمايلة أن عملها مع الاسر صعب، ولكنه "منحني الثقة بنفسي وأكد لي أهمية التعليم، وكيف أنه يغير من شخصية المرأة، ومن خلاله تستطيع إيصال رسالتها وتحقيق هدفها بسهولة".
وحول مستقبل الباحثة الأردنية، قالت الشمايلة، إنها تفكر في الاستفادة بأكبر قدر ممكن من المحيطين بها والعلوم التي تعلمتها، وخاصة فيما يتعلق بالتواصل والبرمجة اللغوية العصبية، سعيًا لتحسين حياتهم واستقرار أسرهم.
وأضافت الشمايلة أنها حاليًا بصدد نشر كتابها الثاني بعنوان "تفنن ببناء أسرتك"، لافتة إلى أن كتابها الأول كان عنوانه "أضِف إلى خلايا عقلك بعض المعلومات الدينية في سويعات".
ووجهت حديثها للمرأة في كل منزل وأسرة قائلة: "لكل امرأة تبحث عن هدفها أو وصلت له، أن تخصص الجزء الأكبر لأسرتها، وأن تحافظ عليها، وألا تهملها في أثناء تخطيط طريق نجاحها، فهي مصدر الاستقرار النفسي لها، ومن خلالها تستطيع الاستمرار بهذا النجاح".