بالفيديو.. شهادات الفارين من الفلوجة عن المدينة المحاصرة
المئات من سكان الفلوجة نجحوا في مغادرة المدينة، بعد أيام على حصارها من قبل القوات العراقية تمهيدا لاستعادتها من تنظيم "داعش".
نجح مئات من أهالي الفلوجة أغلبهم نساء وأطفال، في الفرار إلى خارج المدينة المحاصرة التي تشهد عمليات عسكرية من جانب القوات العراقية، لاستعادة السيطرة عليها من قبضة ما يعرف بتنظيم "داعش".
ونقلت وكالة فرانس برس، عن قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، قوله: إن "القوات العراقية أجلت 460 شخصا يمثلون أسرا غالبية أفرادها من النساء والأطفال، من أهالي الفلوجة".
وأشار المسؤول العراقي إلى أن القوات الأمنية موجودة لاستقبال تلك الأسر عند جسر السجر إلى الشمال من الفلوجة، ودعا الأهالي الذين لازالوا داخل المدينة للخروج منها باتجاه الجسر، مطمئنا بأن القوات الأمنية قامت بفتح ممرات آمنة لتسهيل إجلاء المدنيين.
من جانبه، أكد راجع بركات، عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، حيث يقع قضاء الفلوجة، على أن مئات العائلات من أهالي المدينة تمكنت من الخروج من الفلوجة، لافتا إلى أن أغلب النازحين من منطقة السجر وقرية المختار ومنطقة الجغيفي الثانية التي تقع شمالي الفلوجة وعلى أطرافها.
وظهر التعب الشديد على ملامح النازحين، خاصة وأن العدد الكبير بينهم من الأطفال الذين بدوا منهكين، بعدما وصل أغلبهم سيرا بأقدام حافية إلى مناطق تمركز القوات الأمنية.
وتروي أم عمر وهي في الخمسينات من عمرها، كيف وصلت برفقة أكثر من عشرة من أفراد عائلتها، من حيث كانوا محاصرين في منطقة السجر بانتظار وصول القوات الأمنية لإنقاذهم.
وأضافت السيدة التي كانت ترتدي ملابس بسيطة وتلتحف رداء أسودا، أن "داعش" كان يحرم على السكان الخروج من منازلهم، وأن مسلحوه كانوا يقدمون طعاما لا تأكله حتى الحيوانات على حد قولها، وأن السكان كانوا يشربون من مجاري الأنهار في المدينة.
وأكد مصدر في المنظمة النرويجية لحقوق الإنسان المتواجدة في ناحية عامرية الفلوجة، جنوب مركز المدينة، وصول مجموعة من العوائل النازحة من مناطق في الفلوجة ومناطق محيطة بها، مشيرا إلى أن أول مجموعة منهم وصلت فجر الجمعة الماضي.
وفرض مسلحو "داعش" الذين يسيطرون على الفلوجة حظر التجوال في المدينة لمنع السكان من مغادرة منازلهم، وهو ما أثار الشكوك حول نوايا التنظيم في استخدام السكان المدنيين دروعا بشرية.
وقد أعلنت الأمم المتحدة في بيان، أنه منذ 22 أيار/مايو الماضي، تمكن نحو 800 شخص فقط من الفرار إلى خارج مدينة الفلوجة منذ بدء العملية العسكرية لاستعادة السيطرة عليها، بينما يعاني الأهالي العالقون فيها من ظروف معيشية وصفها البيان بالرهيبة.
وذكر البيان أنه في اليوم الأول من انطلاق العملية العسكرية، قطع عشرات الآلاف من قوات الأمن العراقية المدعومة بميليشيات شيعية طرق الإمداد باتجاه المدينة، وضربوا حصارا حولها ما أدى إلى منع المدنيين من المغادرة.
وأطلقت القوات العراقية الإثنين الماضي عملية واسعة لتحرير مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها "داعش" منذ كانون الثاني/يناير 2014، وتعد أبرز معاقل التنظيم في العراق إلى جانب الموصل، وتقابل العملية العسكرية بمخاوف السنة من خروقات قد ترتكبها الميليشيات الشيعية في الفلوجة وعلى رأسها ميليشيا الحشد الشعبي.
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز