الحكومة المصرية تسابق الزمن لإبطال 1221 "قنبلة عشوائية"

أزمة العشوائيات، التي تهدد 20 مليون أسرة مصرية يقطنونها، تجدد أملهم في حلها بعد افتتاح منطقة الأسمرات، ضمن مخطط للقضاء على العشوائيات.

وفقا لأحدث تقرير أصدره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري، فإن 20 مليون أسرة مصرية مشردة، بينهم 12 مليون يعيشون في المقابر والعشش والجراجات والمساجد وتحت السلالم، مليون ونصف المليون منهم يعيشون بالقاهرة داخل المقابر.

وهذه الأرقام تعكس حجم أزمة العشوائيات، التي باتت حديث الشارع المصري، خاصة بعد الإحباط الذي أصاب قاطنيها؛ لفقدهم الأمل في وعود الحكومات السابقة بحل أزمتهم، ولكن هناك بارقة أمل بدأت تظهر من جديد في هذا الملف على يد حكومة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

فقد بدأ الأمل يدب من جديد في عروق هذه الأزمة، التي كانت دخلت غرفة الإنعاش، مع افتتاح المرحلتين الأولى والثانية من مشروع إسكان تحيا مصر بحي الأسمرات بمنطقة المقطم، واللتين تضمان ما يناهز 11 ألف وحدة سكنية، فالمرحلة الأولى تشمل 6258 وحدة سكنية، أما الثانية 4722 وحدة سكنية، تحمل صندوق تحيا مصر تكاليف إنشائها كاملة بقيمة تبلغ نحو 700 مليون جنيه.

وما يعكس إصرار الحكومة الحالية على مواجهة هذه الأزمة، هو الجدول الزمني الذي وضعه الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء على المناطق العشوائية على مستوى الجمهورية بنهاية عام 2018، وهو بالفعل ما قام به بإجلاء جميع الأسر من المناطق العشوائية بمحافظتي البحر الأحمر وبورسعيد، وجارٍ استكمال تنفيذ الخطة في 24 محافظة أخرى.

وحول خطة الحكومة خلال المدى المتوسط لمواجهة الأزمة، قال الدكتور حسام فودة، نائب وزير الإسكان للتطوير الحضاري والعشوائيات -في تصريحات خاصة لـ"العين"-: إن الدولة المصرية بصدد تطوير 1221 منطقة عشوائية على مستوى الجمهورية في 26 محافظة، أخطرها عشوائيات محافظة القاهرة بتكلفة 20 مليار جنيه.

وتابع "فودة" قائلًا: "إنها تركة ثقيلة ورثتها الحكومة الحالية بعد معاناة تعيشها تلك الأسر منذ 50 عامًا وهم أصحاب حقوق على الدولة، وقت حان الوقت لرد حقهم، فهي قضية تخص الأمن القومي المصري حسبما ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، لخلق أجيال من العاطلين والبلطجية الذين تستغلهم وتستقطبهم الجماعات الإرهابية لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية".

وأشار نائب وزير الإسكان إلى أن الرئيس السيسي وضع خطة للقضاء على المناطق العشوائية في مصر والتي يقطنها 20 مليون أسرة مشردة بنهاية عام 2018، لافتًا إلى أنه تم القضاء عليها في محافظتي البحر الأحمر وبورسعيد، وجارٍ استكمال المناطق الأكثر خطورة ثم الأقل دون أي مقابل مادي.

ويبلغ عدد المناطق العشوائية في مصر منذ نشأتها 1221 منطقة عشوائية وحتى بداية التطوير عام 1993، منها 20 منطقة تقرر إزالتها لأنها لا تقبل التطوير، 1130 منطقـة قابلـة للتطويـر، حسبما ذكر مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية في إحصائية حديثة له.

وكان السيسي قد بعث برسالة طمأنة لأهالي المناطق العشوائية، قائلًا -خلال افتتاح "حي الأسمرات" بالمقطم جنوب القاهرة-: "أنا أطمئن سكان المناطق العشوائية أننا عمرنا ما نوعد بشيء إلا ونفذناه، وأؤكد أنه خلال عامين لن يكون في مصر منطقة عشوائية واحدة، ولكن ذلك لن يتم إلا بتضافر كل الجهود من الحكومة والشعب، وأن يعملوا يدًا واحدة".

وأشار السيسي، إلى إن افتتاح مدينة تحيا مصر بحي الأسمرات بالمقطم إنجاز لا بد أن يحتفل به كل مصري، ويكون دافعًا لبذل جهد أكبر للقضاء العشوائيات والمناطق غير المخططة والخطرة بمصر، مؤكدًا على ضرورة التكاتف والتوحد، قائلًا: "كلنا نحط أيدينا في إيد بلدنا، عشان محدش يعايرنا بفقرنا، وعشان قدامنا فرصة إننا نتطور".