إيران تنفي وجود زعيم "القاعدة" على أراضيها.. وتوجه رسالة لواشنطن
بينما أكد تقرير للأمم المتحدة وآخر للولايات المتحدة الأمريكية، وجود زعيم تنظيم القاعدة الجديد المكنى بـ"سيف العدل المصري" في إيران، نفت الأخيرة وجوده، فيما وجهت رسالة إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن ذلك.
وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر" وترجمتها مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، إنه "ينصح مسؤولي البيت الأبيض بوقف لعبة فوبيا إيران الفاشلة، وإثارة الضحك في أخبار زعيم القاعدة وربطها بإيران".
وأضاف عبد اللهيان "إن مؤسسي القاعدة وداعش مسؤولون عن تنامي الإرهاب في العالم"، معتبراً أن قيام واشنطن بالحديث عن وجود سيف العدل في إيران بأنها "إعطاء لعنوان خاطئ!".
بدوره، ذكر مكتب ممثلية إيران في الأمم المتحدة بنيويورك، إنه "يرفض ادعاء المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس حول وجود زعيم تنظيم القاعدة في إيران"، معتبراً "نشر مثل هذه المعلومات الكاذبة يعيق الجهود لمحاربة الإرهاب".
وقالت الولايات المتحدة، الأربعاء، إن تقييمها يتماشى مع تقرير الأمم المتحدة بأن سيف العدل، الزعيم الجديد للقاعدة، مقيم في إيران.
وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، للصحفيين حول وجود سيف العدل في إيران: "... توفير ملاذ آمن للقاعدة هو مثال آخر على دعم إيران المكثف للإرهاب والأنشطة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط".
ونشر خبراء الأمم المتحدة، الاثنين، تقريراً قالوا فيه إن هناك وجهة نظر سائدة بين الدول الأعضاء في هذا الأمم مفادها أنه بعد مقتل أيمن الظواهري الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، فإن قيادة هذا التنظيم لديها الآن تم تسليمه إلى سيف العدل وهو في إيران.
وأعلنت الحكومة الأمريكية في أغسطس 2022 مقتل الظواهري في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في كابول، وأكدت طالبان الهجوم، لكنها قالت إنه لا يوجد دليل على مقتل زعيم القاعدة في كابول.
ولم يصدر تنظيم القاعدة حتى الآن أي إعلان بشأن استبدال سيف العدل لأيمن الظواهري، وتختلف التقييمات حول سبب عدم الإعلان عن قيادة العدل.
وتشعر بعض الدول أن وجود الظواهري في كابول قد أحرج طالبان الساعية للشرعية الدولية، وبنفس الطريقة "فضلت القاعدة عدم تصعيد هذه القضية بعدم تأكيد مقتل (الظواهري)".
ومع ذلك، فإن خبراء معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يعتبرون العامل الرئيسي هو استمرار وجود سيف العدل في إيران، الأمر الذي خلق قضايا عملياتية حرجة وصعبة للقاعدة.
من هو سيف العدل المصري؟
وسيف العدل، وهو مواطن مصري، مدرج على القائمة السوداء للأمم المتحدة منذ يناير 2001 تحت اسم محمد صلاح الدين عبد الحليم زيدان.
وبعد مقتل محمد عاطف، أحد كبار مساعدي أسامة بن لادن، الزعيم السابق للقاعدة في الهجوم الأمريكي في نوفمبر 2001، وصفت الأمم المتحدة سيف العدل بأنه القائد العسكري للقاعدة.
وبحسب تقرير الأمم المتحدة، بالإضافة إلى كونه رئيس الأمن للزعيم السابق بن لادن، قام سيف العدل بتعليم المتطرفين في هذه الشبكة كيفية استخدام المتفجرات. كما قام بتدريب عدد من الخاطفين الذين شاركوا في هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
كما قالت الأمم المتحدة إن سيف العدل درب أيضًا مقاتلين صوماليين قتلوا 18 جنديًا أمريكيًا في مقديشو عاصمة الصومال عام 1993.
وسيف العدل مطلوب من قبل الولايات المتحدة لصلته بتفجيرات أغسطس 1998 في السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا.
وطبقاً لعلي صوفان، محقق مكافحة الإرهاب السابق بمكتب التحقيقات الفيدرالية، فإن سيف العدل موجود في إيران منذ عام 2002 أو 2003 وكان في البداية قيد الإقامة الجبرية، لكنه كان حراً بما يكفي للسفر إلى باكستان فيما بعد.
وكتب صوفان في مقال نشر عام 2021 في مجلة مركز مكافحة الإرهاب: "إنه من أكثر المحترفين خبرة في الحركة الجهادية في العالم، وجسده مليء بجروح المعارك".