مجلس الأمن شاهد على عام من حرب أوكرانيا.. الصراع مستمر

في الذكرى الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، تتوالى الدعوات إلى ضرورة أن تضع المعركة أوزارها، لكن تلك الدعوات لم تجد بعد آذانا مصغية.

مجلس الأمن الدولي عقد جلسة خصصها للحرب في أوكرانيا وقف خلالها دقيقة حداد، وتعالت خلال الدعوات لتحقيق السلام في الحرب التي تدخل عامها الثاني دون أي آمال في الأفق بحل قريب.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شدد على ضرورة التوصل لسلام دائم في أوكرانيا، خاصة أن حياة المدنيين أصبحت جحيما عقب الهجوم الروسي. 

• بولندا وفرنسا وألمانيا: مستمرون في دعم أوكرانيا بقوة لفترة طويلة

وأكد خلال كلمته في الجلسة التي عقدت اليوم الجمعة على ضرورة التوقف عن استهداف المناطق المدنية في أوكرانيا، مشددا في الوقت نفسه على أن التهديد باستخدام أسلحة نووية بلغ مستوى لم نشهده من قبل، وهذا غير مقبول.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة، أن التعاون الدولي ضروري وقيم حتى في ظل استمرار النزاع بأوكرانيا، ويجب تشجيع الجهود الهادفة إلى إحلال السلام في أوكرانيا. 

وأشار إلى أن نحو 17,6 مليون شخص، أي نحو 40% من السكان "بحاجة إلى مساعدة إنسانية وحماية"، مشيرا إلى أن 40% أيضا من السكان ليس لديهم ما يكفي من الطعام.

وأضاف "تسببت الحرب في أزمة هجرة في أوروبا غير مسبوقة منذ عقود"، مع وجود أكثر من ثمانية ملايين لاجئ في أنحاء أوروبا ونزوح أكثر من خمسة ملايين داخل البلاد.

وتابع الأمين العام للأمم المتحدة أن "أكثر من نصف الأطفال الأوكرانيين أجبروا على ترك منازلهم"، مشددا على مخاطر "العنف والإيذاء والاستغلال" على بعض هؤلاء الأطفال المنفصلين عن عائلاتهم. 

كما وثقت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "عشرات حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ضد رجال ونساء وفتيات"، ناهيك عن "مئات حالات الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين".

وأشار غوتيريش إلى أن "البنية التحتية تضررت: فقد دمرت أنظمة المياه والطاقة والتدفئة وسط شتاء قارس، متابعا "لذلك نحن بحاجة إلى السلام، سلام وفق ميثاق الأمم المتحدة"، مؤكدا على أن هذا الميثاق ليس "حبرا على ورق" بل "جوهر ماهيتنا".

التصدي لروسيا

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أن أي مقترح للسلام يجب أن يتماشى مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

• الذكرى الأولى للحرب.. "ليوبارد" تصل إلى أوكرانيا

وأضاف خلال كلمته اليوم في جلسة مجلس الأمن، يجب التصدي لجهود روسيا لتقويض اتفاق تصدير الحبوب، وسنستمر في المقاومة وسننتصر في الحرب.

وتابع، إمدادنا بالأسلحة أمر مشروع ويتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، وندعو لإنشاء محكمة خاصة لمساءلة المسؤولين عن الحرب وعلى رأسهم بوتين، مشيرا إلى أن روسيا هي مشكلة العالم.

إحلال السلام

وبدوره، شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على أن روسيا فشلت في وضع يدها على أوكرانيا، مشيرا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين استعان بمجموعة "فاغنر" ليستطيع مواصلة الهجوم على أوكرانيا.

وتابع أن الرئيس بوتين حاول استخدام الجوع كأداة في الحرب، ولكن دول العالم تقف إلى جانب أوكرانيا من أجل الحفاظ على ميثاق الأمم المتحدة.

وأكد زير الخارجية الأمريكي أنه لا يمكن تغيير الحدود بالقوة، ويجب الضغط من أجل إحلال سلام عادل وشامل في أوكرانيا، ومستعدون للانخراط في أي جهود دبلوماسية من أجل إنهاء الحرب.

وتابع لن نسمح للرئيس بوتين فرض أسلوبه في الحرب على العالم.

الخط الأحمر

وبدوره، قال نائب سفير الصين لدى الأمم المتحدة داي بينغ، إنه لا يجب أن يتم اجتياز الخط الأحمر المتعلق بالأسلحة النووية، 

وأضاف، لا يجب أن يتم اجتياز الخط الأحمر المتعلق بالأسلحة النووية، ويجب العمل على تلافي أي أزمة إنسانية يمكن أن تحدث في أوكرانيا.

وتابع يجب ألا نفقد أملنا في السلام، وندعم كافة الجهود الدبلوماسية والسلمية لحل الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى ضرورة الالتزام باتفاقية تصدير الحبوب لضمان الأمن الغذائي العالمي. 

تقييد روسيا

ومن جانبه، اتهم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أنصار وداعمى أوكرانيا الغربيين بالسعي لتدمير بلاده من خلال الحرب.

وقال فاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي: إن كلمة "سلام" تستخدم بشكل مخادع من جانب كييف ودول أخرى .

وأضاف "المقصود هو استسلام روسيا وتكبيدها بشكل مثالي هزيمة استراتيجية بروسيا، يعقبها تفكيك البلاد وإعادة تنظيم الأراضي".

وكرر نيبينزيا ادعاءات لا أساس لها في خطابه، بأن موسكو تخوض حربا ضد نظام نازي في كييف، متهما الدول الغربية بالتدخل وأدان تقديم السلاح لأوكرانيا.

كما اتهم ألمانيا وفرنسا بشراء الوقت فقط لصالح أوكرانيا عبر اتفاقية مينسك 2014 حتى تتمكن كييف من الاستعداد للحرب مع روسيا.

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، بأغلبية واسعة قرارًا يدعو إلى سلام "عادل ودائم"، ويطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من أوكرانيا.

لكن مجلس الأمن الدولي حيث لروسيا حق النقض (الفيتو)، لم يتخذ أي قرار بشأن هذه القضية رغم عقده أكثر من 40 جلسة في عام واحد.